منقول للفائدة
محمد عبد الله برقاوي..
هاهي نتيجة الطبخة النيئة ..تتجلي أوجاعا في البطون بعد تناولها علي عجل..وهاهي حكة الدمامل تشتعل في الاطراف من تحت غطاء الاتفاقات الناقصة التي تعجلت الطلاق قبل تكملة الاتفاق علي تسوية اركان البيت المتداخلة بالمتاع والبشر..
انه التعجل في ادراك الغايات قبل تكملة الطريق بوسائل التأني والتروي....
وكما يقول المثل السوداني ( المتغطي بالأيام عريان ) فسقطت ورقة الزمن عن عورة التعويل علي سنوات الاتفاقية الست في معالجة القضايا االهامة التي علقت علي شماعة الشيخ فرح ..موت الفقير أو الأمير أو البعير..ومضت السنون ..فمات الأمير وهرم البعيرولم يمت..واستيقظت متاعب الفقير..والتهبت الأورام من جديد في أطراف الجسد الهزيل وأمتدت الأيادي لتهرش في مواضع الألم وينبجس النزف..
كلا طرفي الاتفاقية الفطيرة يحاول البقاء تحت نيران الازمات يستثمرها لكسب الوقت هروبا الي الامام من مجهول المصير..أحدهما ينتظر الحبيب القادم من الغرب بديلا للمطلق المحلي..وألاخر ايضا ينتظر ان يعيد له ذات الحبيب والعدو مؤخر الصداق المتبقي..رضاء وتعطفا نظير خلو الطرف وعتق المطلق..
وكلاهما يتناقص ماؤه جريا وراء السراب و ينابيع الوهم..
وهاهي الحرب تطل من جديد بين الشريكين المنفصلين قبل انقضاء عدة الطلاق..
الرئيس البشير ذهب الي مواضع التماس الحساسة لمناصرة زميله في حافلة لاهاي أحمد هارون..وخطب بانفعاله العسكري واندفاعه العفوي ليهد المعبد علي رؤوس الجميع رافعا راية الحرب..
وسلفاكير لا يمهل سواعد النجدة فرصة لازالة الانقاض ..فزاد عليها ركاما ..وسط غبار التراشق باتهامات كل طرف للاخر بتبيت سوء النوايا.وكلاهما يفسر بيت الشعر وفقا لهواه..
الوطن ..ومواطنيه باتا رهنا بمزاجية الشريكين ..فتصرفا سارقين ارادته ومتجاوزين اجماعه في تسطير الاتفاقية بلغة مبهمة..قبل الانفصال..ثم رحلا طلاسمها علي انهار الدم في فجوة الجرح بعد ان صيرا الجسد الي جسدين..
ووفرا مواضع اقدام لكل من عجز قبلا عن وضع حزائه علي تراب الوطن..
الشعوب تتحرك ..وتمور بها الشوارع من كل حدب وصوب من حولنا..ونحن نيام تحت سكاكين الغفلة .. التي تسرق لحمة سيادتنا وأرضنا وكرامتنا ووحدتنا بالتجزئة..والوطن يتساقط ..
أهل المؤتمر وعلماؤه فيما تبقي من وطن الشمال قالوا انهم لم يقلبوا علينا ظهر المجن بعد..فالقادم فيه ما فيه من عظائم الأمور.. ونحن نستمع اليهم وكانهم يخاطبون شعبا اخر.وذلك ما دفعهم لاستمراء الاستخفاف بنا
وتحدينا ..والتوعد برسم النسخة الأشد من شريعة الجمهورية الثانية..بعد ان أكتشف علماء السلطان وترزية فساتين النسوان ان رواتبهم التي تقاضوها كانت مغموسة في ماعون شريعة بشيرهم المدغمسة .. فعادوا ليغسلوها من ادران حقبة العقدين السابقين في نهر الفضيلة الموعود..حيث يهددنا الرئيس بسياط التأديب وسيوف الترهيب..وقوانين التعذيب..
ولا يهم ان كانت أطراف الوطن تذهب او تبقي .. وفعلا نقول لهم نظاما ورئيسا .. وعلماء بلاط.. حق لكم ان تعلوا من اصواتكم.. في ظل صمتنا كشعب لايحرك ساكنا ..حيال ضياع وطنه وذاته .
.والشريكان بعد ان تقاسما الملعب ..اصبح شعب كل جزء منهما كرة في الأرجل المتصارعة..تضرب به في كل اتجاه.. ولا يحق له أن يئن من تحت الضربات..التي تتجدد معها الجراحات والندوب وطبو ل الحروب..
فالي متي الصمت....
فليعنا الله المستعان وهو من وراء القصد..
المفضلات