منقول من موقع سودانيز أون لاين
للكاتب الفاضل عباس
بدأ الكاتب حديثه قائلاً:
هناك بعض من الكُتاب من يشبه ابيي بكشمير الواقعة بين الهند وباكستان، كمسمار جحا الخ، لكن كاتبنا، شبه أبيي، بعربستان، وعربستان هذه، جعلته يفارق الحكمة، اذ جعل منها مدخلاً للهجوم على الشهيد صدام حسين، متهماً إياه بالمغامر، والهارب من مواجهة واقعه السياسي الداخلي، لذلك سعى للزج بجيشه في حروب خارجية. متكئاً في إتهامه اي الفاضل عباس، على مواقف صدام حسين الداعمة للاخوة الثوارالعرب في الاحواز الواقعة في غرب ايران، إبان حكمه، ليس هذا فحسب بل كان صدام حسين يرفض تغول إيران على الجزر العربية التابعة لدولة الامارات العربية وهي طنب الكبرى والصغرى وجزر ابوموسى في الخليج العربي، بجانب موقفه المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، ونضاله الدؤوب من اجل الوحدة والحرية والاشتراكية. لكل هذه المواقف، ظل صدام حسين في نظر الكثيرمن الطامعين في الوطن العربي وخيراته عدواً لدوداً، - كما حدث في خسمينيات وسينيات القرن الماضي مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر- وذلك بغرض قطع الطريق على مساعيه الحثيثة، والتي بدأها بتأميمه لنفطه، كركيزة اقتصادية للمعركة ضد الاعداء، وما اكثرهم، بدءاً من اسرائيل واميركا وعملائها من الرجعيين والشعوبيين والقٌطريين وهنا لا اقصد دولة قطر، ,إنما الذين يتشبثون بالقطرية فكراً وسلوكاً. تلك الخطوات بناها على رؤية استراتيجية، دشنها بعقد اتفاق مع جارته ايران في عهد محمد رضا بهلوي، مما جعل ايران ترفع يدها عن دعم الحركة الكردية في شمال العراق، الامر الذي سهل عليه التوصل الى اتفاق مع الحركة الكردية في شمال العراق، عرف باتفاق الحكم الذاتي حينها، الذي بموجبه حصل الاكراد على حقوق لم ولن يحلم بها الاكراد في الدول المجاورة للعراق، سواء في تركيا العلمانية، من ايران الدينية، أو سوريا القومية.
ولكي يتم قطع الطريق على مساعي صدام حسين التي قلنا، أنه، بدأها بتأميمه للنفط ومن ثم اردفها بحله للمشكلة الكردية، حتى يتفرغ للتصدي للتحديات الخارجية سواء في محيطه العربي القريب، أو على امتداد الوطن العربي الكبير، في محيطه القريب، دعم نضالات الاخوة الثوار الاحوازيين في غرب ايران، وكذلك يشهد له التاريخ اذ ظل يدعم حركة النضال العربي في كل ارجاء الوطن العربي وحتى ارتريا قد نالت نصيبها منه في معركة تحريرها التي استمرت ثلاثين عاماً والتي تكللت بتحريرها من اثيوبيا الشيوعية في عام 1991.كما انه فتح ابواب العراق امام العرب، بلا فيزة دخول وهكذا ظل العراق حتى لحظة احتلاله. وامام هذه الحالة الجديدة التي شكلها صدام حسين بوعيه المتقدم لترابط مشاكل الوطن العربي بابعادها السياسية والاقتصادية والامنية، خافت القوى الاستعمارية لذلك دعمت المخابرات الغربية الملالي للوصول للسلطة في ايران، سيما وأنهم يعرفون نواياهم التوسعية في حكم العراق مستندين في ذلك على الشيعة في جنوب العراق، وهذا ما حصل بالفعل، فما أن وصل خميني للسلطة، حتى بدأ يبشر بافكاره التوسعية في العراق او الدول العربية الاخرى ومنها البحرين واراضي الامارات العربية ومغازلة سكان شرق السعودية. جاعلاً طريق نضاله لتحرير فلسطين ماراً عبر كربلاء. هذا النزوع وجد هوى عند الشركات الغربية التي فقدت مصالحها بعد ان نجح العراق في تأميم نفطه وتحريره من سيطرة الشركات الغربية، الامر الذي جعل متوسط دخل الفرد في عهد صدام حسين افضل من متوسط دخل الفرد في دول اوروبية كثيرة، بجانب قضائه على الامية، لكل هذه الاسباب وغيرها الكثير كان لابد من مشاغلة العراق، لذا كانت الحرب الايرانية العراقية التي استمرت ثمانية سنوات بسبب معاندة ومكابرة ملالي طهران، لكن لحسن إدارة وتخطيط الشهيد الراحل صدام حسين ورفاقه للمعركة التي جعلت ملالي ايران اخيراً في عام 1988/8/8 يرضخون بل ويتجرعون علقم الهزيمة يوم إعلنت ايران وقف الحرب بين الطرفين، قبولاً بدعوات ومبادرات السلام التي طالما رفضتها !
هذه المقدمة برغم طولها عطفاً على عنوان المقال أعلاه، إلا أني ارى إنها، مهمة وضرورية، امام الاتهامات المجحفة التي كالها السيد الفاضل عباس بحق الشهيد الحي ، صدام حسين والتي سعى لتصويره وكأنه غاوي حرب! صدام حسين شأنه شأن الملك فيصل والزعيم جمال عبد الناصر اللذين تصديا للمشروع الاستعماري كل حسب طريقته، لذا لم يتركهما الاعداء والطامعين في خيرات الامة ، ليقررا مستقبل امتهما، بل تكالبوا عليهما بكل الاساليب تارة حروب مباشرة، وأخرى عبر العملاء والرجعيين حتى لحظة رحليهما مقتولين غدراً وخيانة وهكذا حدث مع صدام حسين الذي واجه الموت كالجبل الاصم، عاش مناضلاً واستشهد فارساً، لذلك ليس من الاخلاق او قيم الرجولة التعدي على هكذا هامات وقامات قلما يجود بها التاريخ!
اما بخصوص العبارة التي فيها غمز ولمز في انتماء المسيرية، حينما قال عنهم: شبه عرب، وهذه العبارة، في حد ذاتها تفضحه وتفضح مواقفه ومواقف أمثاله من قضية المسيرية العادلة، وهي رغبتهم ان يعيشوا في هذه الارض التي عاشوا فيها منذ مئات الاعوام، اباً عن جد، بغض النظر سواء كانوا عرباً او غير عرب. ان وصفه للمسيرية بشبه العرب، فيها تشكيك في انتماء المسيرية للعروبة.. كما فيه تشكيك بقضيتهم التي وصفناها بالعادلة، ويشهد التاريخ ووقائعه انهم اصحاب قضية عادلة. وهنا نسأل الكاتب وكل من يسايره، إن لم يكن المسيرية عرباً فماذا يكونون..؟ هل يريد ان يقول كاتبنا بانهم غير عرب ..؟ وإن كانوا غير عرب ، فما هو اصلهم ..؟ ولماذا يشكك كاتبنا في انتماء المسيرية للعروبة من الاصل..؟ ألا أنهم تزواجوا مع غيرهم من سكان السودان سواء الدينكا او النوبة..؟ وهل التزاوج يلغي احساس الانسان بإنتماءه ..؟ عروبة المسيرية واخوانهم الاخرين من ابناء جهينة ليست إدعاء وإنما هي إنتماء وتاريخ، وفي تقديري ان اللون لا يشكل معياراً لعروبة الانسان من عدمها، وإلا اعتبرنا الايراني والكردي عربي،لان لونه ابيض.. اللون او الشكل، لا يشكل معياراً عند المسيرية او عند غيرهم من العرب الذين تزاوجوا مع الاخرين، العروبة عند المسيرية، كما عرفها الرسول الكريم محمد صلي الله عليه سلم هي لسان وكل من تحدث العربية، وآمن بالثقافة العربية فهو عربي، اذن هي قيم وعادات وتقاليد ومنها، العزة والنخوة والشجاعة والكرامة والكرم وعدم الغدر. كما قلت ان المسيرية تزاوجوا وتمازجوا مع غيرهم من الاقوام لكن هذا لم يفقدهم عاداتهم وتقاليدهم العربية ولا حتى فصاحتهم وحضور بديهتهم، ورغم ان المسيرية بل كل ابناء جهينة في السودان محاطين بأناس لهم لغاتهم الخاصة سواء الدينكا او النوبة، اوالفلاته، او الفور والزغاوة وغيرهم إلا إنك ما ان تتحدث مع واحد منهم او من عاش معهم، حتى تفهمه وتميزه بفصاحة لسانه، وإن تداخلت الالوان والسحنات في حالات كثيرة، وفي تقديري هذا دليل صحة وعافية، بل هو دليل على ان العرب في السودان ليسوا عنصريين كما يصفهم البعض، وهذا لا يلغي من الاذهان بعض التصرفات غير المقبولة التي تصدر من البعض،هنا وهناك، سواء في السودان او في الدول العربية، الرازحة تحت قبضة انظمة متخلفة
عروبة المسيرية واخوانهم الاخرين من ابناء جهينة ليست إدعاء وإنما هي إنتماء وتاريخ، وفي تقديري ان اللون لا يشكل معياراً لعروبة الانسان من عدمها، وإلا اعتبرنا الايراني والكردي عربي،لان لونه ابيض.. اللون او الشكل، لا يشكل معياراً عند المسيرية او عند غيرهم من العرب الذين تزاوجوا مع الاخرين، العروبة عند المسيرية، كما عرفها الرسول الكريم محمد صلي الله عليه سلم هي لسان وكل من تحدث العربية، وآمن بالثقافة العربية فهو عربي
اساءت للعروبة وقيمها الاصيلة مستغلين وفرة المال بسبب عائدات النفط، لكن برغم كل يمكن ان يقال في هذا الصدد بسبب تصرفات بعض المحسوبين على العرب سواء في السودان او في المنطقة العربية عموماً اذا ما قارناها مع حالة انفتاح العرب على الاخرين في منطقة الشرق الاوسط عموما، نجد ان العرب اكثر القوميات تزاوجاً مع القوميات الاخرى، بخاصة مع الافارقة، وهنا نسأل هل تزاوج الاكراد مع الافارقة هل تزاوج الايرانيين،او الاتراك مع الافارقة.؟ العرب هم الوحيدون الذين تزاوجوا مع الافارقة، بل حتى في السودان هناك بعض الناس لا يتزاوجون مع غيرهم، لكن العرب سواء في الشمال او اواسط السودان او غرب السودان فعلوا ذلك، في الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور والجنوب، تزاوجوا وتصارهروا، غير متعنصريين، وهذا ما يجعل المسيرية يصرون على ان يعيشوا مع اخوتهم الدينكا نقوك والنوبة، لانهم عاشوا مئات السنين، وفهموا بعضهم البعض، لذا طالبوا في الماضي وفي الحاضر يطالبون ان يمنحوا فرصة، ليقرروا مصيرهم بمنأى عن تغول المؤتمرالوطني، والحركة الشعبية. كل ما ذكرته من خصال ومزايا كريمة تميز بها اهلنا عبر التاريخ، لا يعطي الفاضل عباس، ,وامثاله ان ينصبوا من انفسهم علماء تاريخ واجناس، يحددوا اصول وحقوق الناس كما يحلوا لهم، وينزعوها عنهم كيفما اتفق..!
نعم لإبداء الرأي، ونعم لرفض ثقافة الحرب، سواء كانت في العراق او السودان. ولا للمؤتمرالوطني وسياساته التي دفع من جراءها المسيرية الكثير من التضحيات دماءا واروحا وفرصاً في الماضي والحاضر والمستقبل، بسبب اثارته للنعرات العنصرية، هذا عربي وذاك رطاني ، وهذا مسلم وغيره مسيحي، لذا نقول، لا لكل هذه التفاهات والحماقات.. وقبله لا للحرب ..لا للفرقة.. نعم للسلام العادل ونعم للحرية ، ونعم للوحدة التي تحقق العدالة الاجتماعية الشاملة، التي تحول ابيي بل كل السودان الى واحة خضراء تجود بخيرها على ابناءها دون تمييز، وتفيض به على الانسانية جمعاء !
المفضلات