الأستاذ الفاضل أحمد المدهون
شكراً على إثارة هذا الموضوع الهام كما أتقدم بالتهاني القلبية للأستاذ الكبير جمال الأحمر
على نشر كتابه القيّم.
كما أشكر كافة الأساتذة والزملاء الذين عبروا عن وجهة نظرهم ولا سيما الأستاذ الكبير
الدكتور مسلك ميمون الذي ذكر أسمي كأحد مترجمي القصائد العربية إلى الإنجليزية.
الجاحظ محق فيما ذهب إليه بشأن الأذى الذي يصيب الشعر العربي عند ترجمته إلى اللغات
الأجنبية ولكنني استشهد بما ذكره المترجم والأديب الكبير محمود عباس مسعود عن الحيف
الذي يصيب الشعر العربي ببقائه محبوساً في الكتب العربية بما يتضمنه من عناصر الجمال
والبلاغة والأفكار النيرة.
وبما أننا لسنا قادرين على تعليم كل العالم لغتنا العربية ليطرب بإنتاج شعرائنا الأفذاذ فمن
أضعف الأيمان أن نشجع ترجمة الشعر العربي إلى اللغات الأجنبية.
ولعل أفكار الجاحظ، في معظم الأحوال، تخص العصر الذي عاش فيه، حيث اقتصرت المعرفة على
قلة محدودة من المتعلمين ولا تنطبق غالباً على عصرنا في القرن الحادي والعشرين الذي يعج
بالمثقفين في شتى التخصصات العلمية والاجتماعية والأدبية وتوفـّر المصادر العلمية والأدبية
ومختلف القواميس والمسارد المطبوعة منها والإلكترونية التي تساعد المترجم في مهمته.
أليس تقصيرنا في نقل الفكر العربي إلى اللغات الأجنبية من الأسباب التي تساهم في سوء
فهم الغرب لنا؟
وانسجاماً مع زميلي المترجم القدير مجدي عبد الواحد عنبه أقول: "ماذا كان الجاحظ يعتقد لو
عاش بيننا وشاهد هذه الثورة العالمية في مجال الاتصالات التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة؟".
مع خالص الود،
سامي خمو
المفضلات