*** عَتمة ... ( بحر الليل )
شَفقٌ في جسد الوحدةِ ..
غَيْهَبُ شبَقٍ للعتمةِ
أشلاءُ ظلامْ ..
غَسَقٌ يقتلُ شفقَ اللحظةِ
وسَماءٌ كالمُومسِ
ترقصُ بين أيادي العتمةِ
يَحتضرُ كلامْ ..
قد عَسْعسَ ليلُ الوَقت الأليلُ
وارتفعت في سقفِ البئرِ
الغائبِ في رَتقٍ أسودَ
راياتُ سلامْ ..
*** صحراء ... ( بحر الذئب )
الرملُ ملحٌ في نَشيجِ الدرْبِ
أصواتٌ لنجمٍ تائهٍ
صحراءْ ...
الناقةُ ترفلُ ثوبَ الحَرّْ
فوقَ هوادجها .. امرأة في خِدرِ الطُّهرِ
تخبئُ ثوبَ العُهرِ ..
تملكُ عشرينَ
سَماءْ ...
وحِداءُ الراعي ..
يفقأ حَدَقَ الوحدةِ ..
يمضي في درب أصفرَ مُحتدِّ اللَّونِ ..
غريبٌ يرنو .. يحسُبُ أن الصوتَ
غِناءْ ...
لكنَّ سرابَ الصوتِ يحدقُّ
ضحكتُه الصفراءُ تئنُّ هُيامًا ..
دمعتُه السوداءُ تحنُّ كلامًا ..
يجمعُ كلَّ الأضدادِ ..
حِداءْ ...
***مطر... ( بحرُ الغيم )
نبضٌ وَهميٌّ في جَسَدِ الريحِ ..
وروحْ ..
ترتعشُ سماءُ الأرضِ ببعضِ الغَنْجِ الصادرِ
مِن ظلٍّ للغيم المُغتصبِ بحيرةَ ماءْ ..
في الماءِ سَماءٌ وهميّة ..
نرسيسُ يحاول فضَّ بكارةَ وجهِ المطرِ السابحِ ..
زنبقةٌ .. ومَدائنُ غيمٍ .. وجُروحْ
في الغيمُ بقايا لدُخَان الرجل الشيخ ..
حينَ تسامى بعضُ دخان النرجيلةِ
في قاع الغرفةِ .. يَخلقُ مِن فمِهِ غيماتٍ
مثلَ دوائرَ .. تصعدُ
تصعدُ ..
تصعدُ ..
ثم تموتُ ..
مُفعمة أرضُ الغيم .. بجثث دخان
في أرض الغيم
تُرفعُ في عَلياءِ الموتِ
صُروحْ ..
***زَوْبعة... ( بحر الريح )
أجسادُ الريحِ بقايا صوتِ هواءٍ
يُشعلُ في بيداء الجوِّ دماءَ قتيلٍ مَجهولِ النَّسَبِ ..
أمٌّ تبحثُ عن جثةِ طفلٍ ماتَ على أصداءِ القبضةِ ..
رجلٌ
عاشرَها .. وتناسى أن بقايا الماءِ ستخلقُ في أحشاءِ امرأةِ الليلِ
الطفلَ ..
فيقبضُ في سكَناتِ الغيبِ سَماءَ الطفلِ
ويبذُرُ قبضتَهُ في الريحْ ..
طفلٌ مقتول يبحثُ عن أشلاءِ خطايا لعنتها في قيد العتمةِ ..
لكنَّ الريحَ تبعثرُه وتموءُ بصرختها الـ ترتعشُ وتضحكُ
من أصْداء الضحكةِ للأمِّ الغائمةِ .. حينَ تعالت صرختَها
كيْ تنجبَ مَن فضتْ ريحُ الريحِ بِكارةَ جَسدِ الوقتِ ..
فيمضي الطفلُ بلا أوصالْ ..
أجسادُ الريحِ بقايا صمتِ هواءٍ
يُطفئُ في أركان الريحِ دماءَ الطفلْ ...
إعتـــــــــــــــــــــــــــــــــــام

محمود خالد البنا