الفاتحة لصاحب المقام _ بقلم د خالد العرفي
لم تنل نصيباً من اسمك فلا سعدت بحياة عشتها سنوات معدودة ولا خلدت سوى بذكرى . بالأمس صلى عليك صلاة الغائب من لم يعرفك مع الخبر المدوِّي:
" سقوط شاب لسبب مجهول ... وقد أخلت النيابة سبيل المتهمين بقتل الشاب من سراياها !"
ولم تدرِ أن صلاة اليوم يحضرها المنافقون وكتل المزايدين على سلطة ومنصب ، أو لاستنكار وشجب . وربما لظهور أمام عدسات عاقروا خمرها وأدمنوا بريقها !
لو قمت الآن أتُرى أكنت ستُقدم على ما أقدمت عليه ليرتفع صوتك في المظاهرة ؟ أم تُراك تعاين ملائكة .. بِت لا تحضر المظاهرات !
ينتفض جٌثمانك بكفنك يريد الخروج من تحت العلم يُسجيك .. أسمعُ صرختك أسطورية راعدة :
" هؤلاء لا يصلون على أبداً !
المخلصون صلوا أمس !
لم أكن مجرماً عاتٍ أو عضواً بحزب ! أو إرهابي متمرس!
لم أمثِّل خطراً على عصفور أو هدّدتُ شيئا في الحياة التي فارقتها قهراً دون جريمة أو ذنب .
فقط أردتُ حياةً ! "
ممدٌدٌ هَا أنت مسجى على بساط الحياة التي منحتها لهؤلاء الذين يهتفون أملاً :
" الثأرُ من القتلة !!
قَدِمُوهم للعدالة ! !
العدلُ ليستريح الشهيد !! "
تعالى صوت الإمام :
- " صلاة الجنازة أربع تكبيرات : الأولى فاتحة الكتاب ، والثانية النصف الأخير من التشهد ، ... السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله . أوصِلوا الأمانة . أَدُوها .إكرام الميت دفنه ! "
تناهت بعيداً أصداء الذكر والتسبيح في " حلقة الذكر " بجانب ضريح سيدي:
- " يا لطيف يا لطيف يا لطيف . سبحان الله . سبحان الباقي. سبحان الدائم الحي الذي لا يموت "
فارقت الجنازة ساحة المسجد إلى المدافن محروسة .. تعلوها أصوات الهاتفين ، مهللة ، تتردد أصداؤها :
- " الثأرُ من القتلة !!
- قَدِمُوهم للعدالة !!
- العدلُ ليستريح الشهيد !!"
المفضلات