رسالة إلى الحكّام........... محمد السبعاوي

الحياة هي الفرح والسعادة، ولا يمكن أن تكون الحياةُ سعادةً وفرحاً إلا إذا كانت ثمرات أهدافك في الحياة في متناول الكل ، وأن يكون تناولها بشكل طبيعي ودون مجهود.
ففي عصرنا العلمي هذا، أنار العلمُ طريقَ الحياة ونوّرَ لنا الطريق ليمنحنا السعادة والفرح والتفوق والإبداع والإنتاج وزاد من تواصلنا إلا أن العالم أصبح مجرد شاشة جهاز كمبيوتر أو محمول .
لكن ما زالت توجد قيم لدينا تعود بنا إلى عصر قابيل وهابيل ...
يجب أن لا ترغب في القتل والقتال ، حتى ولو قُتلت أنت ذاتك، أو حتى لو كان ذلك من أجل السيادة على الحكم ؛ فكم هو قبيح من أجل هذا العالم الدنيوي الزائل أن تتصف بالقتل وتحاكم عليه يوما وان استطعت أن تتهرب ومن الحكم هنا فلن تهرب هناك من جرمك أيها القاتل

أن نقتل أبناءنا سنجلب لأنفسنا الخطيئة ونتصف بغلظة القلب وسواد السريرة
ليس حقاً أن نقتل أبناءنا ، أقاربنا، أخوتنا. كيف يمكن أن نكون سعداء إذا قتلنا شعبنا.
حتى ولو كانت تعتقد بان عقولهم ممتلئة بالجشع والحسد ولا يرون مدى الخطأ الذي يقترفونه في تدمير شعبهم، ولا يرون أي خطيئة في خداع الآخرين فلا تعتقد بأنك الأصح دوما فأنت المنتفع الأول , والمنتفع الأول لا يرى إلا ما يحقق مصالحة هو فقط
إن المسَّ بالأمن واستخدام الحلول الأمنية وتحويل المظاهرات السلمية إلى ساحة حرب حقيقية ومواجهه رسمية وكأنك تقاتل على جبهة الأعداء يؤدي إلى فقدان التوازن فتعم الفوضى في الشعب كله.
هذه الفوضى ستقود الشعب والحاكم معاً إلى الجحيم. ولا خروج من دائرتها إلا عبر قوى ستفرض شروطها على الشعب والحاكم
فلن يوجد منتصر أو مهزوم بل سيكون الكل تحت سيادة هذا الوسيط القوي وبذلك سيعود الاستعمار في ثوب جديد ثوب المصلح المنقضّ الضامن لحقوق البشر الإنسانية والسياسية هكذا سنساهم في تزيين ثوب الاستعمار القذر ونزينه بحله بهية تسلب أبصار ضعفاء الإرادة والتفكير

فعلى الحكام الانصياع التام للشعوب لان الأصل أن يكون الحاكم هو المنفّذ لإرادة الشعب , ومفكرو الشعب هم من يضعون فلسفة الحكم بحيث تحقق التوافق والعدالة وتضمن معاملة الإنسان بالنظر أولاً إلى إنسانيته وله كامل الحقوق في موطنه ووطنه مع التركيز على حق تداول الحكم عبر القانون وعبر قوانين انتخابية لا تسمح باحتكار الحكم لان احتكار الحكم عبر الديمقراطية سيولد الاستبداد الديمقراطي وهو اشد أنواع الاستبداد ظلما وقهرا

وأفضل للحكام أن يعيشوا متسولين على أن يقتلوا طمعاً بالملك الزائف فكيف بالله سيشعرون بالسعادة وأياديهم مخضبة بدماء خِيرةِ أبنائهم وشعبهم
فهل من الحكمة في الحاكم أن ينصر على شعبه ويستبد ويبطش به ويمارس فنون السادية المطلقة معه ؟
لقد ذبلت حواسنا ومشاعرنا وسادها الحزن
والحاكم حواسه لا يسودها إلا ملامح النصر على شعبه المجرد إلا من عزيمة وإرادة لا تلين
ويقول يجب أن لا احزن على من يقتلون
فالحاكم لا يحزن على القتلى وعلى الأحياء
يا أيها الملك المظفر والحاكم الرشيد سيأتي زمن لن تكون فيه ولن نكون فيه لن نكون مخلدين باقين , استمرّ وغداً موعدنا
أتمنى أن تدرك الحقيقة الساطعة المطلقة , إذ آن لك أن تعيد رؤيتك وفلسفتك وتعيش مع الشعب وللشعب
واعلم بأن الأجساد فانية والروح خالدة سرمدية فلن تحرق شعلة لهيبك الماء ولن تستطيع أن تجفف الريح
واعلم بأن الموت لمن يولد والولادة لمن يموت
سينعتك شعبك بهذا العار وسيسجل التاريخ غباءك وقمعك وبطشك
واعلم بأن ضياعَ الشهرة للرجل الشريف أصعبُ من الموت وأولئك الذين ينظرون إليك اليوم بالإكبار والتمجيد لأنهم منتفعون بكرمك ونفوذك سيستصغرونك غداً وستكون حينها على قارعة الطريق.
سيذلُّك أعداؤك وأصدقاؤك بكلمات شنيعة وستسقط من نظر شعبك وأصدقائك وسيسخرون منك.
هل يوجد أي شيء أشدُّ إيلاماً من هذا ؟
عشت خائفاً
وسوف تموت مشرداً أو سجيناً
وتاريخك الأسود هو الذي سيبقى في ذاكرة الناس .