تزخر قارة أفريقيا بكافة موارد الإنتاج الغذائي وتتميز بتنوع مناخي صالح لإنتاج العديد من الموارد الزراعية كما تحوى أكبر مستودع للتنوع الإحيائي في العالم على جانب الرصيد الضخم من الثروة الحيوانية .
وبرغم توفر كل هذه الظروف فإن القارة ظلت تعاني من عدم التوازن البيئي وشح الأمطار الذي يقدر بدوره إلى موجات الجفاف ونقص الغذاء والمجاعات وآخرها أسوأ موجات الجفاف منذ ستين عاماً وحدوث
تداعياتها بالكارثة الإنسانية الحالية بالصومال لتفاقم أزمة الغذاء والتي رمت بظلالها علي العالم العربي والإفريقي تخطت الحدود السياسية وفتحت الأبواب أمام هيئات الإغاثة الإنسانية لنقل الغذاء للمنطقة.
وقد أطلقت منظمة الدعوة الإسلامية في الخرطوم نداء الإغاثة لشعب الصومال وجهت فيه الدعوة للمنظمات الطوعية في المجال الإنساني ولحكومة وشعب السودان الإسهام في تقديم الدعم والعون الإنساني العاجل لتفادى الكارثة الإنسانية في الصومال.
وكانت منظمة الدعوة الإسلامية قد قامت خلال الفترة الماضية بتوزيع الإغاثة بالمناطق والمعسكرات المتأثرة بالمجاعة وذلك بالتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي وحسب تقرير إدارة البعثات الخارجية لمنظمة الدعوة الإسلامية فإن عدد المتأثرين بالمجاعة في الصومال يزيد عن أثنين مليون شخص وأن جملة النازحين خلال شهري يونيو ويوليو قد بلغ 130 ألف شخص منهم 62 ألف نازح حول مقديشو ومدن الوسط بينما بلغ عدد اللاجئين 122 ألف لاجئ بدولتي كينيا وأثيوبيا.
وتتسع دائرة الكارثة حيث يتوقع التقرير حتمية فقد جنوب الصومال لكافة سكانه والبالغ نسبتهم 40% من الجملة الكلية للسكان بالإضافة إلى إصابة 500 ألف طفل بسوء التغذية وسوء حالتهم الصحية هذا غير الذين قضوا نحبهم خلال الشهرين الماضيين.
ويشير التقرير إلي أن الموت اليومي للمتأثرين يتراوح ما بيه 20– 30 شخص يومياً ، وأن عدد الذين ماتوا بسبب المجاعة حتى الآن قد بلغ 200 ألف شخص .
وتنبئ هذه الأرقام وغيرها من الإحصاءات بتفاقم الكارثة ووصولها حد الأزمة التي تستدعى تكاتف الجهود لكافة الشعوب العربية والإسلامية لإغاثة ونجدة الشعب الصومالي، خاصة في ظل الجمود الإقليمي والدولي تجاه قضية الصومال .
وبحسب تقرير حال الأمة العربية للعام 2010 – 2011م بتناوله لأحداث الصومال فإن المجتمع الدولي قد نفض يده تماما من عملية المصالحة بالصومال لرفضه التفاوض مع حركة الشباب وإشراكها في العملية السياسية ويشير التقرير إلى أن العام الحالي لم يشهد أيه جهود جادة لتحريك التسوية والمصالحة الوطنية بين أطراف النزاع في ظل التباعد الحاد في المواقف والاستمرار في الصراع المسلح.
لكل هذه المواقف فإن عملية الإغاثة في الصومال حسب قراءة الواقع طابعها إستنفار الجهد الشعبي المتمثل في حشد شعوب المنطقة والمنظمات الإقليمية لتدارك وإنقاذ كيان أمة الصومال.