آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: السياسة الاستعمارية البريطانية بحق مدينة القدس منذ عام 1917م وحتى رحيله عنها عام 1948م

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية صلاح ساري
    تاريخ التسجيل
    02/08/2011
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي السياسة الاستعمارية البريطانية بحق مدينة القدس منذ عام 1917م وحتى رحيله عنها عام 1948م

    كانت السياسة الاستعمارية البريطانية في القدس قائمة على اساس اقامة الوطن القومي اليهودي وذلك بتسهيل عبور الهجرة الصهيونية وتمكين المؤسسات الصهيونية من شراء الاراضي, وتمكينها من الاراضي الممتدة على شواطيء البحر المتوسط, ومستنقعات حوض الحولة, والاودية النهرية والسفوح الجبلية الوعرة في محيط مدينة القدس وغيرها, وتعود ملكيتها للخزينة او بيت مال المسلمين, ويتولى الاشراف عليها حكومة الانتداب, وكانت السياسة البريطانية تجاه مدينة القدس تتمحور حول مجموعة من الاسس تتمثل فيما يلي:
    1- تهويد المدينة وفتح ابوابها على مصراعيها للهجرة الصهيونية, بغية تحويل سكانها الاصليين الى اقلية, ففي عام 1917م لم يبق من المستوطنين اليهود في المدينة سوى عشرة الآف مستوطن, اي ما يوازي خمس السكان, وذلك بسبب ظروف الحرب واجراءات جمال باشا القائد العام للجيش العثماني التي عملت على طرد الرعايا الاجانب والمستوطنين اليهود الذين يحملون الجنسيات الاجنبية, ليرتفع العدد الى (33971) مستوطنا او ما يوازي نصف السكان في اول احصاء رسمي بريطاني عام 1922م, واخذت اعداد المستوطنين بالتضاعف من حين لآخر بفعل كثافة الهجرة الصهيونية, ففي عام 1944م بلغ عدد سكان المدينة (155149) نسمة استحوذ المستوطنون منهم على (94942) نسمة اي ما يوازي 61.2% من اجمالي السكان, بينما بلغ عدد السكان العرب (60207) نسمة اي ما يوازي 38.8% من اجمالي عدد السكان, في حين ارتفع اجمالي عدد السكان قبيل انسحاب حكومة الانتداب من المدينة عام 1947م الى (164500) نسمة بينما ارتفع عدد المستوطنين من (100000) مستوطن مع حلول النكبة عام 1948م الى (200000) مستوطن مع حلول نكسة عام 1967م.
    2- دعم الحركة الصهيونية في المجالات (الاقتصادية, والاجتماعية, والسياسية) وذلك بهدف تثبيت جذورها في المدينة تمهيدا للسيطرة عليها, وتمكينها من المؤسسات الوطنية المحافظة على طابعها العربي والاسلامي وفي مقدمتها المجلس البلدي والذي يعد المؤسسة الوطنية الثانية التي حملت لواء المقاومة وقيادة الحركة الوطنية بعد المجلس الاسلامي الاعلى, وذلك بهدف توسيع الخرائط الهيكلية للبلدية وخدمتها بما يوازي المشاريع الاستيطانية والتي تركزت في الزاوية الشمالية الغربية من البلدة القديمة.
    3- اعتماد سياسة المراوغة والمهادنة وذلك بهدف شق الصف الوطني في المدينة واسترضاء الحكومات العربية الصديقة لها, فأوعز هربرت صمويل عام 1920م الى زعيم الحركة الصهيونية في لندن مساعدته في ذلك, فبدأ بإتصالاته مع بعض الزعامات الفلسطينية في فلسطين ودمشق, ونتيجة لذلك تألفت جمعية عربية صهيونية مشتركة وانشأت لها فروعاً في المدن الفلسطينية الكبرى, وكان اقوى فروعها في مدينة حيفا, كما عمدت حكومة الانتداب الى اصدار العديد من الكتب البيضاء ومشاريع التسوية, وارسال لجان التحقيق في الانتفاضات والثورات الفلسطينية التي اشتعل فتيلها لتبرير سياستها واظهارها بمظهر عدم الانحياز لطرف من الاطراف, وانها ما تزال تحافظ على صداقتها المتينة مع العرب, فعندما فشلت في اخماد الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م والتي كان استمرارها يهدد مجهودها الحربي الذي بات يكرس لمواجهة المانيا النازية بزعامة هتلر, استخدمت اسلوب المراوغة, فاستغلت العلاقة الوثيقة التي تربط ملوك الدول العربية ورؤسائها مع الحاج امين الحسني رئيس المجلس الاسلامي الاعلى, لافشال الاضراب العام الذي شل مناحي الحياة جميعها, فعمدت للضغط على الزعامات العربية من خلال الوعود البراقة والتلويح بحل منصف للقضية الفلسطينية اذا ما توقفت الثورة, وحثتهم على اقناعه بضرورة وقف الاضراب العام الذي استمر ستة اشهر.
    4- توسيع حدود البلدية غربا؛ بهدف ادخال المستوطنات المقامة حديثا ضمن تنظيمات المجلس البلدي, وزيادة نسبة اليهود مقارنة بالسكان العرب, فعند بداية الاحتلال البريطاني بلغت مساحة المدينة (5000) دونم واخذت بالاتساع لتصل عام 1930م الى (13600) دونم وتركز امتدادها غرباً, واتسعت قبيل نكبة عام 1948م الى (19500) دونم.
    5- تسهيل شراء الاراضي وبناء المستوطنات, فقد عمد الحكم العسكري البريطاني الى اغلاق دائرة الطابو القائمة منذ احتلال المدينة في العهد العثماني, وما ان وطأت اقدام هربرت صموئيل ارض القدس حتى اعاد فتح تلك الدوائر لتتمكن الحركة الصهيونية من ممارسة انشطتها من جديد.
    6- الانحياز للمستوطنين اليهود في اي مواجهات تنشب بينهم وبين السكان العرب, سواء اكانت في الشوارع والميادين العامة ام في اورقة المحاكم, ففي المواجهات التي دارت في ثورة البراق عام 1929م كانت غالبية الشهداء العرب برصاص البوليس البريطاني, بالاضافة الى تغاضيها عن تجاوزات المستوطنين بحق السكان العرب, وتجاوزاتهم في تهريب الاسلحة والتدريب على استخدامها.
    7- قمع الحركة الوطنية الفلسطينية, وحُمل العديد من اهالي المدينة الى اعواد المشانق والسجون والمعتقلات في عكا والمنافي خارج المدينة الى لبنان والعراق ومصر وجزيرة سيشل, بالاضافة الى فرض الاقامة الاجبارية والغرامات الباهظة.
    8- العمل على تمكينهم من المسجد الاقصى بعامة وحائط البراق بخاصة, بشتى الطرق والوسائل ويظهر ذلك من خلال محاولات الحكام البريطانيين عقد تفاهمات بين اعيان الحركة الوطنية وزعماء الحركة الصهيونية لشراء حائط البراق والزقاق المؤدي اليه, واستثمار اثمانها في ترميم المسجد الاقصى وقبة الصخرة.
    9- محاربة الثقافة العربية والاسلامية وتقوية الثقافة العبرية, وذلك بافتتاح العديد من المؤسسات الثقافية ومن ابرزها الجامعة العبرية التي افتتحت عام 1922م من قبل صاحب الوعد المشؤوم وزير خارجية بريطانيا بلفور, وعندما افتتحت محطة الاذاعة الفلسطينية عام 1936م خُصص للبرامج العبرية من البث ثلاث ساعات ونصف في حين خُصص للبرامج العربية اربعة ساعات.
    10- الطريقة التي انسحبت بها حكومة الانتداب عندما ايقنت ان الوطن القومي قد ترسخت اقدامه في فلسطين بعامة والقدس بخاصة, اخذت تعد العدة للانسحاب, فاستدعى المدوب السامي "غوردن" مندوب الصليب الاحمر الدولي الى دار الحكومة بحضور مندوبي الحركة الصهيونية والهيئة العربية العليا, حيث أٌنزل العلم البريطاني عن مقره العام في جبل المكبر, ورفع مكانه علم الصليب الاحمر, ليغادر المقر دون رجعة الى مطار القدس الدولي بالسيارة, ومن هناك بالطائرة الى مطار مدينة حيفا, ومن هناك الى لندن عبر البحر.


  2. #2
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: السياسة الاستعمارية البريطانية بحق مدينة القدس منذ عام 1917م وحتى رحيله عنها عام 1948م

    مقال يستحق أن نقرأه مرات ومرات، وأن يتعلمه الأبناء والأحفاد.
    بريطانيا أسّ البلاء،
    بريطانيا مخادعة، وإن حاولت لبس ثياب غير ثيابها.

    التكفير عن الخطيئة لا يكون إلا بإعادة الحقوق إلى أصحابها، كاملة غير منقوصة.
    سياسة بريطانية تمتاز بالخبث بامتياز،
    وحملت رايتها بعدها أمريكا التي لا تغير سياستها في دعم الكيان الصهيوني، والوقوف معه بكل قوة.

    النقطة رقم (3) خطيرة جداً، ويبدو أن الغرب ما زال يحاول استخدام نفس الأساليب القذرة.
    فالحذر الحذر أيتها الشعوب العربية.

    وحفظ الله القدس، وأهلها الأصليين.
    ونستبشر بالقادم خيراً.
    ولن يدوم عهد الغاصب، مهما طال الزمان.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •