سعادة الأستاذ محمود الحيمي الموقر

عندما أتممت الرد التالي ، ورحت أرسل الرسالة أفادني محرر الرسائل الخاصة أنك لا تتلقى رسائل خاصة ، ولأني ليس لدي بريدك الحاسوبي ، جئت لأنشر الرسالة والرد في موضوع عله يصل إلى عينيك ، وأكون قمت بواجب الرد إليك.


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود الحيمي
أخي الكريم الأستاذ أحمد الحاج محمود الحياري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.
أخي الكريم أطلعت على الصفحة التي تحتوي معلوماتك الشخصية وعرفت منها مساهمتكم في مجال كتابة اللغةالعربية. وحيث أنني أعمل بتدريس الترجمة في احدى جامعات البحرين فإنني أواجه مشكلة ركاكة اللغة العربية لدى عدد كبير من الطلاب فرأيت أن أستعين بما لديك من علم وأرجو أن تفيدني أين يمكن الحصول على مؤلفاتكم في هذا المجال.
أسأل الله العلي القدير أن يكلأكم برعايته وأن يديم عليكمنعمة الصحة والعافية.
كل الود
محمود الحيمي
أخي الكريم الأستاذ محمود الحيمي الموقر ، وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ، آمين ، وكل عام وأنتم بخير.

جعله الله شهر فتح وبركات ، ورحمة ومغفرة وعتق مكتوب لنا ولكم في رمضان هذه السنة المبارك.

بخصوص ركاكة الكتابة ، فإنها حالة طغت على أطفال وشباب وحتى كبار المتعلمين العرب لضعفين ، الأول في عدم وجود فلسفة ونظريات تطبيقية إجرائية لطرق الكتابة ، والثاني لعدم اهتمام مناهج التطوير التربوية العربية بالسبب الأول.

ولقد عملت في مدارس خاصة سنة وحيدة في حياتي ، وقمت خلالها بتأليف رسالة تم تعميمها هنا في جدة على جميع المعلمين في مدارس منطقة جدة التعليمية ، وكان محتواها : طرق تدريس الكتابة للمبتدئين.

وكان محورها الأول فلسفي ، حيث أنني تعلمت قواعد الخط صغيرا ، واحترفتها حرفة في مصعب من حياتي ، ولا زالت يدي تكتب في الهواء منذ خمسين سنة بكل أنواع الخط العربي ما أود أن أكرره من طيف الحروف في مخيلتي.

المحور الفلسفي الأول كان لتوصيف خط الكتابة اليدوية العربي ، فتم توصيف خط الكتابة اليدوية الباكستاني والمغاربي بأنه تطبيقات عملية على خط التعليق ، بينما في معظم باقي أرجاء الوطن العربي غير بلاد المغرب العربي فإن خط الكتابة اليدوية هو خط الرقعة ، لأسباب أهمها سرعة الكتابة وهي متطلب حرفي أساسي للكتابة اليدوبة ، فبلا سرعة فإن الحروف سيتم اختزالها ليتأسس تلقائيا خط جديد .. بينما في العربية ، فإن خط الرقعة هو أسرع الخطوط وهو الخط الغالب على الكاتبين بأقلامهم كتاباتهم السريعة.

لقد كنت في محاضرات التاريخ العثماني الجامعية ، حيث كان الأستاذ الدكتور عدنان البخيث وهو علامة حافظ يتلو الأخبار والسير والمعلومات طيلة المحاضرة فكنت الأسرع كتابة والأقدر على نسخ كل ما يقول ، وبخط الرقعة المختزل ، فلم أكن أبدا أعجز عن قراءة حرف أو كلمة كتبتها لأن أساس الكتابة وطريقة الاختزال نابعة من أصول خط الرقعة وهذه دلالة على سرعته وإمكاناته للسلاسة بيد أسرع من يكتب ، فكنت أكتب في المحاضرة الواحدة التي مدتها 45 دقيقة أكثر من 8 صفحات مسجلا كل ما يقول وفيما بعد أصبح التدوين لما يقول أي قائل تلقائيا والقلم في يدي ، دون عناء للنظر لما أكتب.

على أي حال ، فإن أول تأسيس فلسفي للكتابة الصحيحة هي أن يعتمد المحاضر توجيهات ابتكارية بعد اعتماده نوع الخط الذي يريد تأسيس الكتبة المتدربين عليه وهو من وجهة نظري خط الرقعة أو التعليق كلاهما يصلح للسرعة والفرق بينهما أن خط التعليق انسيابي منحدر متدلع في الميلان ، بينما خط الرقعة زاوي منكسر وفيه اعمدة وخطوط إضافة لبعض الحروف المرنة الميلان كما هي طبيعة الحروف العربية - كل حرف رسم خاص يوحي بأنه كائن حي - كتابة ونطقا.

بعد التأسيس تأتي طريقة ابتدعتها في فن الكتابة الإجرائية وقد سميتها تبسيطا وأنا اعلم أبنائي بطريقة بناء المبنى ثم تركيب الإضافات اللازمة له من شبابيك وأبواب ومفاتيح ...

حددت في طريقة الكتابة العربية - متجنبا كل طرق تعليم الكتابة المستنسخة من طرق تعليم الكتابة الانكليزية بطريقة غير حصيفة - حددت في طريقة الكتابة لكل كلمة ما يلي

أولا : كل كلمة نذهب لنكتبها لا بد أن تتكون من مبنى واحد وأحيانا مبنيين وأحيانا من مجموعة مبان ، على كاتب الكلمة أن يكمل كل مبنى ثم بعد أن يكمل المبنى عليه أن يكمل ملحقات المبنى - النقط وعصا الكاف وهمزة الألف المهموزة وهمزة الكاف المنفردة وعصا الطاء والظاء -

مثال كلمة من مبنى واحد : بلد ، هذه كلمة من مبنى واحد يجب أولا أن نبنيها بدون نقاط فهي مبنى متصل ، ثم بعد بناء كلمة بلد نرجع لأول المبنى ونضع النقاط والإضافات من اليمين إلى اليسار

مثال كلمة من مبنيين : منافع ، منا - مبنى - فع مبنى آخر ، علينا أن نكتب منا ، ثم نضع نقطة النون ، ثم نبني المبنى الآخر في نفس الكلمة فع ثم نعود ونضع ملحقات المبنى الثاني وهي نقطة الفاء.

وهكذا مع ملاحظة كتابة كلمة مثل : الشكر ، مكونة من مبنيين حرف الألف مبنى من حرف واحد ، و لشكر مبنى من 4 حروف متصلة ، إذن الحروف المنفصلة تعتبر مبان مستقلة صغيرة في الكلمة يجب أن نبنيها ونضع ملحقاتها ثم ننتقل لما بعدها بسارا.

كلمة الشكر تكتب هكذا : ا ثم لشكر بدون نقاط الشين ولا عصا الكاف الفوقية ، ثم نرجع لليمين ونضع نقاط الشين ثم عصا الكاف .. وهكذا بالتعود يمكن للكاتب أن يصبح أسرع من يكتب على وجه الأرض اللغة العربية إن حافظ على هذه الطريقة العملية.

ونحن تلقائيا ، معظمنا من الكتاب التلقائيين المهرة ، نطبق عمليا هذه التوصيفات ، فهي ليست اختراعا من أحمد الحاج محمود الحياري ولكنه استنبط التطبيق وفلسفه فقننه لمن ليست لديه المهارة ، حتى يلزم قانون المهرة فيلحق بهم ويصبح ماهرا مثلهم.

وحتى لا أطيل ، وأرجو أن تسامحني ، فقد تعبت من الكتابة وأنا أكتب تلقائيا ردي إليك ، فور قراءتي الرسالة ، أتمنى أن أكون قد قدمت شيئا من فائدة لما طلبت حضرتك.

وفقكم الله تعالى ، ووفق واضعي المناهج العربية لكي يسلكوا مسالك عملية في تعليم الأجيال الكتابة الصحيحة بله تحبيبها لهم من خلال رسوم ومصورات أكثر جاذبية وأعمق تأثيرا.

والسلام

أحمد الحاج محمود الحياري - جدة
osamaalhiyari@gmail.com