ْ إهداء للخبير التربوي الأستاذ / السعيد إبراهيم الفقي ْْ < قصة أبجديات التغيير >
[ بداية ]
ارتكزت في بناء قصتي على موضوع أستاذي الخبير التربوي / السعيد إبراهيم الفقي - حفظه الله تعالى -
الذي بعنوان : أبجديات التغيير
نقلت الحوار بتصرف مني وإعادة صياغة
اسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن يقبل عملي خالصا لوجهه الكريم جابرا لعثراته والزلل فيه ..
وحفظ الله أستاذنا التربوي الخبير / السعيد إبراهيم الفقي
فله الفضل بعد الله تعالى لإلهامي التربوي والتطويري ، جعله الله في موازين حسناته يوم الدين ... آمين
وخير الذكر : لا إله إلا الله محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
> قصة أبجديات التغيير <
خضع الإنسان على مر العصور لسنة التغيير ، فهي سنة زمانية مكانية جعلها الله تعالى آية من آيات عظمته وقدرته ...
وكان الإنسان الحضاري في كل زمان ومكان يسعى إلى التغيير والتجديد الايجابي
مذللا لذلك كل سبيل مشروع ، متخذا طرقا وأساليبا متنوعة تحقق التغيير الايجابي المنشود ...
وفي عام 2011م قام الأستاذ التربوي / السعيد إبراهيم الفقي وهو أحد رجال التربية والتعليم بتجديد سنة التغيير ، فقد أصيبت آلة التغيير ببعض الخلل الفني في السنوات الماضية ، فقام الأستاذ السعيد بعمل صيانة شاملة لها واصلاح وتجديد ، علمها أبجديات التغيير حرفا حرفا ، وكلمة كلمة ...
حولها من مجرد آلة ناطقة مفكرة ، إلى روح تنبض بالأمل والعمل والتجديد ...
وفي ذات مساء جميل ، جلسا سويا يتأملان جمال الغروب ، وذوبان الشمس في أعماق المحيط ...
أراد الأستاذ السعيد أن يغوص في أعماق آلة التغيير ، ويستخرج من روحها اللآليء الثمينة من المعاني الجليلة لسنة كونية وقدرة إلهية ..
فابتسم لها قائلا : ما رأيك أن نتحاور قليلا في أبجديات التغيير ؟
توردت وجنتاها قائلة : يسعدني ذلك سيدي الكريم ...
نظر إليها متأملا ثم قال : من أين يأتينا الحلم ؟!!
أخذت نفسا عميقا ومدت بصرها إلى الأفق البعيد وقالت هامسة : الأحلام خرائط الطريق ، وصور ومشاهد تسكن الروح ، تأتيك من عمق كتاب خطته روحك عنك ، فالحلم منك وإليك ...
الحلم استعداد شخصي ينبثق من ذاتك ليحلق في سماء التغيير ...
الحلم استعداد شخصي لاستقبال رسائل الروح ، وقراءة فاعلية أعماقك ، فكتاب أحلامك يأتي من ذات الروح التي تسكن أعماقك .
ابتسم لها قائلا : هل أثق في الحلم ؟
نظرت إلى عينيه وقالت : ثق في نفسـك ، تتحقق أحلامك ، فتحقيق الحلم لن يكون إلا بالتغيير .
افرز أحلامك كلها وانتقي الأفضل والأصلح ، اقرأ كتاب روحك حلما حلما ، واستفت قلبك ، وابدأ التغيير !!
هز رأسه موافقا ثم أردف قائلا : لابد من تحقيق حلم عظيم وهذا يدفعنا لسؤال ماهي عناصر الحلم العظيم ؟
أشارت بإصبعها السبابة إلى صدرهـ قائلة : كل حلم عظيم يبدأ بحالم ، تذكر دائما .. أنت تمتلك القوة !! تمتلك الصبر !! وتمتلك أدوات التوازن !!
تمتلك الطموح العالي والهمة لتغيير العالم !!
إذن أنت تمتلك عناصر الحلم العظيم ...!!
ألقى عليها سؤال بعجل : مشاكلي عثرات أمام أحلامي ألا توافقين على ذلك ؟
نعم لاتدع مشاكلك تدفعك إلى الجمود!!
اتبع أحلامك العظيمة ، فهي طريق ممهدة لعبور قطار التغيير ، فالمشاكل اليومية تبدو كحائط الصد والحاجز المنيع ضد التغيير.
ربما لايمكنك العبور من خلالها ولكن تأمل وجهها الآخر، ولا تتغافل عن قراءته ، فربما تدفعك إلى إدراك النقائص !!
وإدراك النقائص من أبجديات العباقرة ...!!
ابتسم لها قائلا : ما رأيك في المشي حول الشاطئ ؟!!
وافقته ومضيا يسيران فوق الرمال البيضاء التي يداعبها موج البحر!!
اقترب منها قائلا : هل يرافق الحلم معاناة ؟!!
توقفت عن السير وواجهته قائلة : الحياة ليست سهلة لأولئك الحالمين
فالحلم شروع في التغيير ، والتغيير يحتاج إلى جهد ومعاناة ..
إنها معاناة اختيارية نابعة من الروح ، أي معاناة ممتعة صحية مفيدة .
تشعرك بجمال الحياة ولذتها ، فالحياة كدح ، والكدح حركة !!
ولا حركة بدون جهد وطاقة !!
أمسك يدها وسار بها مسافة قليلة قائلا لها : برأيك ماهي العوائق التي تتصدى لتحقيق الحلم ؟
قالت : العائق الوحيد الذي يتصدى تحقيق حلمك هو أنت ..
رفع حاجبيه متعجباً
أشارت برأسها موافقة وقالت بصوت جاد : نعم أنت !!
تعلم كيف تكتب أحلامك ، وكيف تقرأها ، وكيف تدون أفكارك ..
كن صديقا لروحك فهي مادة كتابة أحلامك ..
وكتاب الروح الذي هو كتاب أحلامك يعتبر ماكينة التغيير !!
هب نسيم عليل يحمل رائحة البحر ... أشار لها بالجلوس فوق صخرة كبيرة قريبة من الشاطئ ..
نظرا إلى البحر الممتد أمامهما ، أخذ نفسا عميقا ثم قال لها : كيف نحقق أحلامنا ؟
نظرت إليه مليئا ثم قالت بصوت يتخلله الحماس : احلم لا تستسلم !!
اجعل أفكارك وعقلك دائما نحو الهدف !!
فالنظر إلى الهدف يمنحك المتعة ، يحرك فيك الفطرة النقية ، النظر إلى الهدف رواء للنفس في فيافي الحياة ، يقوي فيك دعائم الأمان ، يستدعي الإصرار من أعماق روحك ، ويدعم ركائز الصبر والأمل ، فالصبر والأمل ماكينة النجاح وتحقيق الأحلام ، فالنظر إلى الهدف حلم بالحصاد ..
إذا استمر في الحلم فهو تدريب لك على التغيير نحو الأفضل !!
- قلتِ أن الحلم نابع من الروح وأن الحلم بداية التغيير ، فما علاقة التغيير بذاتي ؟
-أستاذي العزيز : التغيير تجديد ، تنشيط ، متعة ، وضرورة !!
فالتغيير تحقيق للحلم ، وتحقيق للذات ، فهو بناء الثقة بالنفس !!
- جميل ، فماهي علاقة التغيير بالحياة ؟!!
- الحياة هي التغيير ، والتغيير هو الحياة ، فالحياة نمو اختياري
فاختر بحكمة ، اختر أحلامك ، وأفكارك ، وأفعالك ، وعاداتك ، واختر طباعك !!
فالحياة لا تسير على نمط واحد ، بل هي خاضعة للتغيير ولولا التغيير لأصبحت الحياة جامدة ، ساكنة ، وسكونها يعني الموت !!
- إذن ما مدى شمولية التغيير ؟
- كل شيء خاضع للتغيير – لاشيء يبقى بدون تغيير !!
- هل التغيير فطري أم غير ذلك ؟
- لقد خلقنا الله تعالى من ماء وطين ، وهذا دليل قاطع وقوي على أننا جبلنا على فطرة التغيير وأننا نخضع لسنة الله تعالى !!
- ياترى ماهي قيمة التغيير ؟
- التغيير يعتبر ثابت من الثوابت الأصيلة في فطرة الإنسان
فالتغيير نمو ، وقوة ، وحياة ، وتجديد ، وإصـلاح ، ونهضة ، وإحياء ، وصحوة ، وحضارة ، وإعادة بناء ، واستعلاء ، وقيادة ، وبناء !!
التغيير آلة مهمة في إعمار الأرض !!
- هل ترتبط قيمة الإنسان بقيمة ما يعطيه للإنسانية ؟
- يأثم الإنسان على الخير الذي لم يقدمه للإنسانية وهو يستطيع ذلك ..!!
- متى تنتهي إذن فاعلية الإنسان ؟!!
- عند التوقف عن التغيير ، يتصلب وتجف مياهـ الحياة فيه ، فينتهي !!
- هل يعتبر التغيير فن ؟
- الحياة فن !! فاختر أن تكون فنانا هاويا أومحترفا !!
فالتغيير فنون ، ويحتاج إلى مرونة .
فهو يحول الأهداف إلى مشاريع . ولا تنسى أن التوازن يعتبر الزيت الحافظ لآلة التغيير !!
- عزيزتي آلة التغيير هل هناك علاقة بين طباع الإنسان والتغيير ؟
- نهضت واقفة وسارت نحو الموج الذي يداعب قدميها وقالت : كن نفسك قبل كل شيء ، كن أنت !!
كن معتقدك ، أشرق في كل عبارة تقولها ، ترجم ذاتك في كل عمل تنجزهـ ، فأنت تحدد طباعك عن طريق أحلامك وأفكارك وأفعالك وعاداتك !! ومصيرك رهن طباعك !!
وطباعك تخضع لآلة التغيير النابعة من نهر وجدانك ..
فالطباع التي نمت على التخطيط والتوازن والمرونة والجهد والصبر ، وعشق الطموح قابلة لتغيير !!
نهض إليها قائلا : هل يعتبر سبق الآخرين تغييرا ؟
- على الإنسان الحضاري ألا يجعل همه في الحياة سبق الآخرين !!
إنما سبق الأحداث ، لذا اجعل همك عبور الحواجز واجتيازها وعيناك على الهدف ، واجعل همك تحقيق الأرقام القياسية في التغيير الإيجابي نحو الأفضل !!
نظر إلى الساعة وقال تأخر الوقت فلنعد إلى المنزل ...
ساد الصمت بينهما ... ومضيا سويا .
****
في تمام الساعة الحادية عشر مساء كانت آلة التغيير تقف عند شرفة الدار تتأمل سكون الليل !!
من الخلف أتاها صوته الحنون قائلا : جافاك النوم ، فبما تفكرين ؟
رُسمت بسمة جميلة على شفتيها قائلة : غدا أنطلق للعمل ، وأسكن أرواح الكثيرين حتى تتجدد الحياة .
ابتسم لها قائلا : إذن كيف نبدأ التغيير ؟
- بقهر الخوف من النفوس ، ذلك مفتاح التغيير !!
- ماهي الخطوات الأولى في آفاق التغيير ؟
- الخطوة الأولى نحو التغيير هي الوعي ، والثانية القبول ، ولابد من التخطيط فهو عماد التغيير ، وكما قلتُ آنفا سوف نبدأ بقهر الخوف فهو في المقدمة !!
- جلس على كرسي قريب منها وقال : ماعلاقة التغيير بالنجاح والفشل والشجاعة ؟
- جلست على الكرسي المقابل له قائلة : النجاح ليس نهائيا ، والفشل ليس قاتلا !! والشجاعة في مواصلة النزاع وهي التغيير !!
- هل يكون التغيير في القرارات الكبيرة في الحياة فحسب ؟
- ربما قرارات التغيير الصغيرة قد تغير حياتك إلى الأبد ..!!
- هل يعتبر التغيير صعب ؟
- إذا كان التغيير مكلف ، فقد يكون رفض التغيير مدمر !!
- لماذا تبدو الصعوبة في التغيير ؟
- التغيير يعني النمو ، لذا فهو ينطوي على مخاطر لأنه انتقال من مرحلة إلى أخرى ، وكل مرحلة تحتوي على مخاطر وعقبات ..
فلابد للتغيير الايجابي من زيت حافظ له ، فالطموح والتخطيط والتوازن والمرونة والجهد والصبر ، زيت سداسي يحفظ التغيير الايجابي !!
- هل يعتبر الإقلاع عن التغيير صعب ؟
- تعلم يا أستاذ أننا جميعا نولد لا نعلم شيئا ، ثم يمتلئ كتاب الحياة والأحلام شيئا فشيئا ..
ويحتاج مقاوم التغيير أن يبذل جهدا عاليا ، حتى لا تعمل آلة التغيير في أعماق أحلامه ..
بيد أن عجلات آلة التغيير تستمد قوتها من الفعل الزمني والمكاني !!
ويحتاج الإنسان جهدا عاليا ليبقى كما ولدته أمه ، وهذا أمر مستحيل !!
كما أنه يبذل جهدا مضاعفا ليقلع عن التغيير ، ولايمكنه ذلك !!
فمن يرفض التغيير يسقط تحت عجلات آلة التغيير ويحكم على نفسـه بالموت !!
لأنه قاوم نموه ، وأصابته عدوى التحلل كتحلل الأجساد بعد جفاف ماء الحياة منها !!
- ماهي أعظم عوائق التغيير ؟
- برأي أن أكبر عائق لتحقيق التغيير هو الخوف من الفشل ، والجهل ، وموت الطموح ، وتوقف الاجتهاد ..وهي نابعة من أعماق الذات التي تفتقد لمصداقية التغيير !!
- متى تظهر العوائق أمام التغيير ؟
- العوائق أشياء يراها الإنسان عندما تنصرف عيناه عن هدفه !!
- هل الثقة بالنفس مهمة في التغيير ؟
- الثقة بالنفس سمة نكتسبها بأنفسنا متى تغيرنا نحو الأفضل ، وكلما أنجزنا كلما تغيرنا !! فالإنجاز تغيير !!
- كيف تبنى الثقة بالنفس ؟
- بتحقيق الذات تبنى الثقة بالنفس ولا يكون ذلك إلا بحسن الظن بالله تعالى والتغيير نحو الأفضل ، وينتج عن هذا الإنجاز
فالانجاز وليد التغيير وكلما زاد الانجاز زاد معيار تحقيق الذات وتزداد الثقة بالنفس ... ووقود ذلك حسن الظن بالله تعالى !!
- عزيزتي آلة التغيير ما آخر أبجدية ترينها في التغيير ؟!!
- التغيير يفتح الآفاق أمام الإنسان نحو غد أفضل !!
- ينظر لها نظرة إعجاب ويبتسم لها راضيا ويقول : سرني كثيرا الحوار معك ، وكم أنا فخور بكِ !!
- تنظر له ممتنة وتهمس قائلة : لك الفضل بعد الله تعالى فأنت قمت بتجديدي وإخراجي من أعماق نفوس بائدة !!
- حفظكِ الله تعالى ، فغدا يوم آخر سوف تكونين بمشيئة الله شمسا لتغيير لا آلة فقط !! تصبحين على خير
- وأنت بخير دائم أستاذي السعيد إبراهيم الفقي !!
وهنا تبدأ رحلة التغيير من أعماقنا تخط لنا مستقبلا مشرقا يظلله حسن الظن والإيمان بالله جل وعلا ...
بقلم / سميرة علي أحمد رعبوب
[ خاتمة ]
أرجو أن تنال إعجابك أستاذنا الخبير وعذرا على عدم عرضها عليك أحببت أن يكون معي عنصر المفاجأة فهو متجدد وماتع !!
رد مع اقتباس
رد: ْ إهداء للخبير التربوي الأستاذ / السعيد إبراهيم الفقي ْْ < قصة أبجديات التغيير >
رد: ْ إهداء للخبير التربوي الأستاذ / السعيد إبراهيم الفقي ْْ < قصة أبجديات التغيير >
المفضلات