|
يا مصرُ ينسجُ ثوبك الشهداءُ |
|
|
فالنولُ عشقٌ والهوى إغراءُ |
هبُّوا لعِزِّكِ ثائرينَ فأيقظوا |
|
|
جفنَ الحياةِ, فلاحتِ الأضواءُ |
طلعَ الصباحُ, ولون عزِّك لونهُ |
|
|
وهُتافنا شدوٌ له وغناءُ |
أنت العروسُ وعاشقوك تنافسوا |
|
|
فتبرقشتْ في صدرهم حِنَّاءُ |
ميدانُ تحريرٍ, وشعبك ثائرٌ |
|
|
قُدِحَ الشرارُ فما له إطفاءُ |
هي جذوةٌ حمراءُ أجَّ أجيجها |
|
|
هي صيحةٌ , هي ثورةٌ وإباءُ |
قد أمهروك دماءهم وترحَّلوا |
|
|
ما العشقُ إلا عزةٌ وفداءُ |
من مات في عِزٍّ , بخُلدك لم يمتْ |
|
|
فالعاشقون على الهوى أحياءُ |
يا مصرُ مالك في الجمال مشابهٌ |
|
|
حَوْراءُ حُسنٍ , أنفها شماءُ |
أمُّ الرجال على الدوام ولم تزل |
|
|
رغمَ التعتقِ أرضها عذراءُ |
جبليةٌ, غجريةٌ, مدنيةٌ |
|
|
في وصفِها يتحيرُ الشعراءُ |
ها أنت عُدتِ كما خُلِقتِ بدايةً |
|
|
وقلوبنا لك منحةٌ وعطاءُ |
تتكلمين كما أردتِ كرامةً |
|
|
والناسُ آذانٌ لها إصغاءُ |
والمجدُ يرفلُ في ثيابكِ ضاحكاً |
|
|
وعلى ضفافك تركعُ العلياءُ |
وخطوتِ من قبل الزمانِ فَتيَّةً |
|
|
والكونُ طفلٌ والورى أشياءُ |
ووطأتِ أسنمةَ العلا رُشداً وأف |
|
|
واهُ البلاد سقاؤها الأثداءُ |
كوَّرتِ قرصَ الشمس يوم شروقها |
|
|
علماً ومجداً والورى جهلاءُ |
وصنعت أبراد الحرير تنعُّماً |
|
|
والأرضُ جوعُ يُشتكى وعَرَاءُ |
وأخذتِ أعناق الجبابرَ عنوةً |
|
|
وبنار سيفكِ يصطلي الأعداءُ |
وقتلتِ قلب الخوف فيك شجاعةً |
|
|
فالموتُ حقٌ ما لهُ إرجاءُ |
وبنيت أهرام الخلود حضارةً |
|
|
ترجو صعود سنامها الجوزاءُ |
ومشى المسيحُ على ترابك آمناً |
|
|
ولمريم العذراء فيك هَناءُ |
جرسُ الكنيسةِ رحمةٌ ومحبةٌ |
|
|
صوتُ المؤذنِ دعوةٌ ودعاءُ |
ورَفَعْت للإسلامِ فيكِ بيارقاً |
|
|
وعلوتِ لمَّا قادك النجباءُ |
يا مصرُ كان النصرُ فيك سَجيةً |
|
|
في كلِّ شبرٍ فارسٌ ولواءُ |
حتى أتى عهدُ المذلة داهماً |
|
|
لا عزِّ لما قادك الجبناءُ |
واليوم حانت لحظةٌ لنجاتِنا |
|
|
قلنا كفى , كم طالت الظلماءُ |
الصبحُ أسفرَ والبراقعُ مُزِقَتْ |
|
|
ودنا لكفِّ الظامئينَ الماءُ |
رحَّالُ عشقٍ في دروبكِ قد مشى |
|
|
ولقد بدت في وجههِ الوعثاءُ |
فلتمسحي عن ليل خدي دمعةٌ |
|
|
قد جئتُ قلبي دمعةٌ ورجاءُ |
أنا يا بلادي في رحابك عاشقٌ |
|
|
والروحُ في كفِّي لك الإهداءُ |
أرأيت لونَ الصبح كيف جمالهُ |
|
|
والطيرُ ينشدُ , والندى وضَّاءُ |
إن الكرامةَ يا بلادي ثورةٌ |
|
|
فيها يضمدُ جرحك الشهداءُ |
المفضلات