المال ... بل رأس المال ... ولامانع من القول الرأسمالية أبرز سمات الحريات الديمقراطية وهي حرية التملك دون قيود، هذه البذرة السرطانية التي استفحلت وانتشرت في جسم هذه الايديولوجية التي نشأت على اساس فاسد هو الحل الوسط بين الكنيسة والدولة ، فجعلت المنفعة والمصلحة اساس التعامل والعلاقات بين الافراد والدول بل في العالم اجمع ، فلم يكن لاي وجهة نظر او قيمة غير النفعية المادية لانها القيمة الوحيدة التي تعرفها الديمقراطية ، هذه النفعية المادية هي التي جعلت من المستحيل الثقة بأي حل للازمة المالية الاوروبية او ما يسمى بأزمة دول اليورو التي استجمعت اوروبا كل ما لديها من ثقل لانقاذ دولة واحدة من دولها كاليونان وبمساعدة الصين والهند ولا ننسى أيضا اموال حكام العرب بل اموال المسلمين المجمدة ولم تفلح مصداقيتها لاكثر من 3 أيام لتعلن اليونان الاستفتاء على حزمة الحل الاوروبية كصفعة في وجه كل الدول الاستعمارية الرأسمالية بما فيها امريكا .
كان أس الداء هو هذه النفعية المادية وتحكم رأس المال بل الشركات الرأسمالية العملاقة وخدمة حكومات الدول الرأسمالية لهذه الشركات على حساب الافراد الذين يسمون انفسهم ب ال 99% ، وجاء الحل الاوروبي كما كان الامريكي من قبل على نفس الاساس وهو النفعية المادية كقيمة وحيدة لهذا المبدأ العفن ، فكيف ينجح العلاج إذا كان من جنس الداء؟
فأوروبا دعمت اليونان بحزمة مساعدات تقدر ب 130 مليار دولار وتريد من اليونان التقيد بحزمة سياسة تقشف تطال اساسيات الحياة لليونانيين الذين يرون ان هذه المساعدة لا تفي ولا تكفي لانقاذ اليونان من الافلاس وهي تملك المساعدة بأضعاف ذلك المبلغ، فرفضه الشعب اليوناني وأثار الشغب والقلاقل ، ومن ناحية أخرى لم ولا تستطيع حكومة باباندريو المغامرة بردود الفعل الداخلية اتجاه القبول بالحل الاوروبي لانها تهتم بالعودة الى صناديق الاقتراع فلجأت الى الاستفتاء للتملص من ضغوط الاتحاد الاوروبي وتنأى بنفسها عن نقمة الشارع اليوناني ، وواضح ان كل الحلول وردود الفعل هذه ستبوء بالفشل لانها بنيت على المنافع المادية لكل طرف، ولهذا كان الاعلان عن الاستفتاء بمثابة الصفعة العنيفة ، ليس للاتحاد الاوروبي فحسب بل لمجموعة العشرين عشية لقائها
وهي لا تثير الشكوك فحسب بل لان نتيجتها تكاد تكون محسومة بالرفض وبالتالي فشل الحل الاوروبي او الحل الرأسمالي وبالتالي خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي وانهياره الى غير رجعة بل وخطوة عملاقة نحو انهيار الرأسمالية واندحارها كقيادة فكرية عالمية بانتظار الاسلام كقيادة فكرية سياسية بديلة تتمثل بدولة الخلافة الاسلامية لانهاء هذا الكابوس الذي قض مضاجع البشرية والانسانية لعدة قرون خلت .