Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
للمرة الأولى يصافحُنا الرّصاصُ من الأمام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 6 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 104

الموضوع: للمرة الأولى يصافحُنا الرّصاصُ من الأمام

  1. #1
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي للمرة الأولى يصافحُنا الرّصاصُ من الأمام

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ( في العام 1989 ، ولمناسبة مرور عامين على الانتفاضة الفلسطينية الأولى الباسلة، أذكر أن مراسلة إحدى الفضائيات كانت تُجري استطلاعًا حول مكاسب وأحداث الانتفاضة.. فالتقت صبيًّا في العاشرة من عمره، أو هكذا يبدو من طبقة صوته، وبراءة تعابيره.
    سألته المراسلة: ماذا حقّقت الانتفاضة حتى الآن؟!!!!!!! صمت الصبي، وقال: " الانتفاضة ماشية، ومش رايحة توقف "!! لم تزل صورة ذلك الصبي ماثلة أمامي، بل لم تغب عن بالي أبدًا، بوجهه النحيل، الذي خطّ فيه العرق الصيفي حدودًا، كأنها حدود وطن، وبقميصه الذي غابت ألوانه كثيرًا..!! سألته المراسلة: ألم تتعب من ملاحقة الجنود لك؟!! قال – بعنفوان –
    " لأ.. ما تعبت، ومش رايح أتعب لو مية سنة أخرى "!! وأضاف: : أنا ما تعبت.. بس أنا ميت من النّعاس، صارلي سنتين مش نايم"!!!!!!!!!!!!
    هذه الصورة، وتلك الكلمات لاحقتني شهورًا عديدة، وكنت كلما هجمت علي القصيدة أطردها بسرعة، لأنني أعرف أن الصورة الكاملة تلك أكبر من أية قصيدة لغة، وأدق بناء وهندسة.. لكنّ هروبي لم يفلح، فأذعنتُ، وكتبت ما تيسّر منها على مدى ستة أشهر متتالية، وربما يزيد..)

    * شعر هــلال الفــارع

    عامانِ، واخْضَرَّتْ بكَ الأَعوامُ=وابْتَلَّـتِ الأَرواحُ والأَقــلامُ
    ها نحنُ نبْدَأُ مِنْ يديكَ حِسابَنا=لَكَأَنَّما بُدِئـتْ بِـكَ الأرقـامُ
    ***
    عامانِ مَرَّا... لم يَنَمْ
    عَيْناهُ صامِدَتانِ ما أَغْوَتْهُما خَمْرُ النُّعاسِ،
    وما تَرَجَّلَ منهما دَمْعُ الأَلَمْ
    عامانِ..
    لم يَهْدَأْ جُنونُ يَدَيْهِ.. لم يُرْهِقْهُما الكسرُ.. التَّمَلُّخُ،
    لم تَقِفْ قَدَماهُ عن نشْرِ النَّزيفِ
    على الشِّعابِ المُفْضِياتِ إلى تَباريحِ الخِيَمْ
    كمْ باغَتَ السَّوْطَ المُرَوِّعَ جِلْدُهُ،
    واسْتَعْذَبَتْ حَرَجَ العِصِيِّ عِظامُهُ،
    ومضى إلى رُؤْياهُ في كِبْرٍ.. وكمْ
    خَذَلَ النَّواطيرَ الَّذينَ يُراهِنونَ على تَدَفُّقِهِ..
    وما خَذَلَتْهُ كَفٌّ أو قَدَمْ!!
    سَكَنَتْ عَصافيرُ المساءِ،
    وَأَوْشَكَ اللّيلُ المُطَوَّلُ أَنْ يَنامَ على وِسادَتِهِ،
    أَحَسَّ بِدَوْرَةِ النَّجْمِ المُشاكِسِ يَمْتَطي ظَهْرَ الغُيومِ،
    ولا يُفارِقُ ظِلَّهُ..
    لَفَظَ الأخيرَ مِنَ التَّنَهُّدِ:
    ليتَهُ يُلْقي بِقامَتِهِ على صَدْرِ التَّعَبْ..
    مِنْ حَقِّهِ أَن يستريحَ
    – ولو قليلاً –
    من أَكاليلِ الغَضَبْ!!
    يمضي المكانُُ إليهِ في مِحرابِهِ= لِيَقُدَّ عَزْمَ الصَّخْرِ مِنْ أَعصابِهِ
    وكَذا الزَّمانُ.. يَفِرُّ مِنْ أّغْلالِهِ= لِيَدورَ مُشْتَعِلاً علـى أَعْتابِـهِ
    يا نَوْمُ زُرْ..
    عامانِ مَرَّا لم ينَمْ!!!
    لو يُطْفِئُ المِصباحَ..مَنْ يَدْري،
    فقد تُلْقيهِ أَخْيِلَةُ الظَّلامِ إِلى المنامِ إذا تَمَلَّصَ
    مِنْ مُقارَعَةِ النُّجومِ على الأُفُقْ!!
    يا نَوْمُ زُرْ..
    عامانِ مَرَّا لَم يَنَمْ!!
    نَسِيَ النُّعاسَ على مَتاريسِ الطُّرُقْ!!
    لو يُطْفِئُ الِصْباحَ...
    ماذا تَخْسَرُ الرَّاياتُ لو أَغْفى قليلاً،
    ثمَّ قامَ إلى صلاةِ العائِدينْ؟!
    هَلْ يَغْفِرُ الشُّعَراءُ غَفْوَتَهُ
    إِذا مَرُّوا بِميراثِ السِّنينْ؟!
    هل يَخْطِفونَ النَّوْمَ مِنْ عَيْنَيْهِ،
    أم سَيُعَلِّقونَ على كَآبَتِهِ قَصائِدَهُم،
    وَيَسْتَحْيونَ هَدْأَتَهُ الحَرامْ؟!
    لو يُطْفِئُ الشُّعَراءَ..
    ماذا يَخْسرُ المِقلاعُ لو خَمَدَ القليلُ مِنَ الكلامْ؟!
    عامانِ مرّا.. لو يَنامْ.....
    للمرَّةِ الأولى يُطارِدُنا السَّلامْ!!
    للمرَّةِ الأولى يُصافِحُنا الرَّصاصُ مِنَ الأَمامْ!!
    يا فالِقًا وَطَنًا مِنَ الأعْـراقِ= وَمُطَرِّزًا أُفُقًا مِنَ الأشْـواقِ
    حَكَمَ القَضاءُ، فليسَ مِنْ حُرِّيَّةٍ= إلا إذا نَزَّتْ مِنَ الأعنـاقِ!!
    يا صارِعًا أَلَمَ الْخَوافِقْ
    ها نَحْنُ أَحياءٌ،
    بِرَغْمِ هَشاشَةِ العَظْمِ المُهَشَّمِ بالعِصِيِّ وبالبنادِقْ
    ها نحنُ أَحياءٌ،
    وما كَفَّ الرَّصاصُ عَنِ الصُّدورِ،
    وما تَنَكَّسَتِ البيارِقْ
    ها نحنُ أَحياءٌ،
    فطوبى للّذينَ تَكَفَّلَتْ أَعْناقُهُمْ
    ... إِبْطالَ مَفْعولِ المَشانِقْ!!!
    ***
    عامانِ مَرَّا..
    نحنُ أَغْنى الميِّتينَ، وأَفْقَرُ الأَحياءِ،
    نحنُ الواقفونَ على شِفاهِ البحرِ،
    كانَ الماءُ يَبْلَعُنا وَيَلْفُظُنا،
    ونَحنُ اليومَ نَبْلَعُهُ لِيَبْلُغَنا،
    كِلانا جُرْحُهُ مَلاَّحَةٌ لا يسْتَريحُ بِها الظَّمَأْ
    ها نحنُ نُعْلِنُ لِلْمَلأْ
    أَنَّ الترابَ يُعانِقُ المَوْتى
    إِذا اقْتَرَفوا حَياةً لا تُطِلُّ على الحياةِ،
    ولا يَطوفُ بِها الأَرَقْ
    وإِذا أَناخُوا حُلْمَهُمْ خَلْفَ احْتِمالاتِ القَلَقْ
    كانتْ بَيادِرُنا تَذوبُ مِنَ العِناقِ
    إِذا أتى يَوْمُ الحصادِ،
    وطالَ ظِلُّ القَمْحِ،
    والْتَمَعَتْ عيونُ العاشِقينَ على حِكاياتِ السَّمَرْ
    كانَ النَّدى يَغْفو على وَجْهِ الكُرومِ،
    وفَوْقَ أَجْنِحَةِ الطُّيورِ الحالِماتِ بِمَوْسِمٍ أَحْلى
    وَغُصْنِ باسِقٍ أَعْلى
    يُغازِلُهُ القَمَرْ
    كانَ النَّدى...
    والأَرْضُ تَعْرِفُ أَنَّهُ دَمْعُ العيونِ الغَافِياتِ على " طناطيرِ " الشِّتاءِ،
    يَمُرُّ في خَدِّ الشَّرَرْ
    ما زالَ يَزْرعُ والمَنايا تَحْصُدُ=وَيَداهُ تُبْدِعُ ما يُخَبِّئُـهُ الغَـدُ
    حتى تَرَنَّحَ مِنْ صلابَتِهِ الرَّدى=وَسَرَتْ بِقَبْضَتِهِ إِلى وَطَنٍ يَدُ
    كانَ النَّدى...
    ها نحنُ نُنْبِئُ بِالْمُخَبَّأِ في مَكاتيبِ المَطَرْ:
    حَجَرٌ على حَجَرٍ..
    وَيَرْتَدُّ الرَّصاصُ إلى صُدورِ المُطْلِقينَ بِلا عَدَدْ
    عَلَمٌ على عَلَمٍ..
    تُخَبِّئُهُ دِماءُ المُضْرِبينَ عَنِ السُّكوتِ،
    وَتَنْتَهي مِنْ حُلْمِ رايَتِهِمْ
    كَوابيسُ البَياضِ إلى الأَبَدْ
    قَدَمٌ على قَدَمٍ..
    وَتَحْتَرِقُ المَسافَةُ بينَ أَنيابِ المَنافي والوَطَنْ
    وَنَشُقُّ عَنْ أَجْسادِنا جَسَدًا
    لهُ طَعْمُ المَرافِئِ والمَخابِئِ والعَفَنْ
    .. جَسَدًا كَفَنْ
    ها نَحْنُ نُبْعَثُ مِنْ شَجَنْ
    مِنْ رايَةٍ وَحِجارَةٍ .. وَقَصيدَةٍ مِنْ ذََوْبِ نُورْ
    وَبِما نَشاءُ مِنُ الضَّحايا والقُبُورْ
    مِنْ صَرْخَةٍ..
    حَصَدَتْ هَشيمَ الصَّبْرِ، واحْتَرَقَتْ على آفاقِنا
    اُغْنِيَّةً ضَحِكَتْ لها أَعْراقُنا
    وضَفيرَةً دارَتْ على أَعْناقِنا
    .. ما أَطْيَبَ الموْتَ المُذَيَّلَ بِالحَياةِ وبالنِّشيدْ!
    ها نحنُ نُبْعَثُ مِنْ جَديدْ
    ها نحنُ نَحْيا..
    والنَّدى يَبْكيهِ دَمْعُ الواقِفينَ على مَحَطَّاتِ السَّراب،
    يسائِلونَ القادِمينَ مِنَ الحدود:
    مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟... لا جوابْ
    صَدِئَ السُّؤالُ على الشِّفاهِ، وأَطْرَقَ المُتشائلون،
    وهاجَرَ البَصَرُ المُؤَطَّرُ بالدُّموعِ إلى البعيدْ
    وارْتَدَّ يَنْفُضُ عَن مَدامِعِهِ الخَرابْ
    مِنْ أَينَ تَبْتَدِئُ الإِجابَةُ، والسُّؤالُ بِلا إطَارْ؟
    آهٍ على هّمِّ الغريبِ؛ يموتُ مِنْ وَجْدٍ إِذا يحيا،
    وَيحيا إِذْ يَموتُ على مُناجاةِ الدِّيارْ
    يَرنو إلى أُفُقٍ تُرَقِّشُهُ النُّجومُ الباهِتاتُ،
    وَيَنْثَني مِزَقًا تُجاذِبُهُ الفِرارْ
    .. كانتْ لهُ " نَبَّاطَةٌ "
    كم أَلْهَبَتْ ظَمَأَ العصافيرِ الطَّريدَةِ..
    هل تُراهُ يَعودُ مُعْتَذِرًا يُكّفِّرُ عَنْ شَقاوَتِهِ،
    فَيَملأُ كَفَّهُ دَمْعًا وَيَسْقيها؟
    كانتْ لَهُ أَحْلامُهُ فيها
    كانتْ لَهُ " نَبَّاطَةٌ " كَمْ أَمْعَنَتْ تِيها!
    لو يُطْفِئُ المِصباحَ..
    هلْ يَقْوى على النَّوْمِ المُميتِ.. على الضَّجَرْ،
    والغُرْبَةُ السَّوداءُ تُقْرِئُهُ دَفاتِرَهُ المَليئَةَ بالزَنابِقِ والزَّهَرْ؟
    كانَتْ تُبادِلُهُ السَّلامَ إِذا خَلا الدَّرْبُ المُزَنَّرُ بالْخَطَرْ
    وَتَصُدُّهُ..
    إلا إِذا امْتَدَّتْ إِلى صَدْرِ الظَّلامِ رِسالَةٌ،
    مَرَّتْ على أَعْصابِها
    فَتَمُدُّ في وَجَلٍ يَدًا هي وحدها أَدرى بِها
    .. ماذا إِذا أَحَدٌ رَآها؟!
    كمْ تَمَنَّتْ لو تُفيقُ كَأَنَّما حُلُمٌ يَطوفُ بِبابِها
    وَتَهُمُّ أَنْ تَمضي.. ولكنْ،
    تلكَ زادُ غَدٍ إِذا جَلَسَتْ إلى أَتْرابِها!!
    لو يُطفئُ المِصباحَ..
    هل يَقْوى، وفيهِ حُطامُ مِشْيَتِها إذا انْتَفَضَتْ،
    كَأَنَّ الدَّرْبَ تَشْرَبُها وَتُخْفيها
    وَيَتْبَعُها بِروحٍ كُلُّها فيها؟!
    آهٍ على وَجَعِ الغريبِ إِذا تَمادَتْ فيهِ غُرْبَتُهُ،
    وَغَصَّ بها، وَوَطَّنَها الفُؤادْ
    سيظَلُّ يصْرَعُ دَمْعَهُ.. والدَّمْعُ يَصْرَعُهُ،
    ويَصْطَنِعُ الرُّقادْ
    هل يُطفئُ المصباحَ؟
    ... لن يقوى
    ففي أحشائِهِ نارٌ تُضيءُ مَشارِفَ الماضي،
    وَتَنْفُخُ في السُّهادْ
    ما زالَ يحرصُ أنْ يُؤَجِّجَها، فَيُلْقِمَها الرَّمادْ
    ما زالَ يُطعِمُها الكَفَنْ
    عامانِ مَرَّا..
    كمِ مِنَ الأعوامِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟
    وَإِذا مَرَرْنا...
    كم مِنَ الأَزْمانِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ إِلى وَطَنْ؟
    وَإِذا مَرَرْنا...
    كَمْ مِنَ الأَوْطانِ يَكفي.. كي يَرُدَّ لَنا الثَّمَنْ؟!
    هيَ حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
    لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
    حينَ نسْقُطُ في الطَّريقِ إِلى فِلسطينَ الوَطَنْ!!
    ***
    طارُوا على حَجَرٍ إِلى الأَقْمارِ= وَتَفَجَّروا في الأُفْقِ كالإِعصارِ
    مُرْدٌ يُطاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعضًا إِذا =وَفَدَتْ إِليهـمْ بِعْثَـةُ الأَقـدارِ
    عامانِ مَرَّا..
    لا تَعُدَّ الماضِياتِ فَكُلُّها أَعوامُ جُوعْ
    يا أَيُّها الوَطَنُ المُلَبَّدُ بالحِجارَةِ والمُسَيِّلِ للدُّموعْ
    يا أَيُّها الجَسَدُ المُلَغَّمُ بالسَّواعِدِ والشُّموعْ
    سَتَظَلُّ تَنْزِفُ كُلَّما انْهَمَرَتْ خُطاكَ على السُّفوحِ،
    ولا سبيلَ إِلى الذُّرا
    إلاَّ على جُثَثِ الدُّروعْ
    مَنْ قالَ إِنَّ الموتَ في وَضَحِ النَّهارِ يُداهِمُ الموتى،
    إِذا زَرَعوا الضِّياءَ على الثُّغورْ؟
    سَتَظَلُّ تَنْزِفُ.. لا تَقِفْ
    فالأَرضُ تَعْرِفُ زارِعيها إِنْ تَوَسَّدَتِ الوُجوهُ هَوى الثَّرى،
    أَو مَرَّتِ الأَبْدانُ مِنْ موْتٍ إِلى مَوتٍ على حّدِّ الحديدِ
    إِذا تَثاءَبَتِ القُبورْ
    ما بالُ جَفْنِكَ جامدًا لا يَغْمِضُ= إِنَّ الذي أَدمى جُفونَكَ مُعرِضُ
    جُثَثٌ يُدَثِّرُهـا القُنـوطُ وإِنَّهـا =لو فاجَأَتْها النارُ.. ليستْ تَنْهَضُ
    سَتَظَلُّ تَنْزِفُ.. لا تَقِفْ
    لا تسْمَعِ الأَصواتَ إِنْ صَرَخَتْ بكَ الآلامُ،
    لا تَحْفَلْ بِجُرْحِكَ إِنْ هَوى
    جَرِّدْ جُروحَكَ كُلَّها،
    وانْزعْ فَتيلَ مُكَبَّلٍ خلفَ الضُّلوعْ
    أَسْرِجْ يديكَ.. ولا تَقِفْ
    قد أَوشكَ الفَجْرُ المُحَنَّى بالدِّماءِ على الطُّلوعْ
    طالَ انتِظارُكَ، واحتَرَقْتَ على خَراطيشِ الهُتافْ
    عامانِ مَرَّا..
    والضِّفافُ هيَ الضِّفافْ
    والنَّازِحونَ النَّازِفونَ على الشَّواطِئِ لا تُبُلِّلُهُمْ مِياهُ البَحْرِ
    لا يَنْفَضُّ عَنْ أَعناقِهِمْ حَدُّ الجَفافْ
    يا أَيُّها المُتَساقِطونَ على السُّفوحِ رُوَيْدَكُمْ
    سَتَمُرُّ أَعوامٌ عِجافْ
    والبحرُ مَغلولُ اليدينِ،
    وليسَ مِنْ زادٍ على كفِّ السَّحابِ سوى السَّرابْ
    يا أيها المُتَساقِطونَ تَشَبَّثُوا
    إِنَّ الحياةَ مِنَ التُّرابْ
    وَتَشَبَّثُوا..
    لا تَدْفِنوا الشُّهَداءَ
    – إن سقطوا –
    فليسوا ميِّتينْ
    لا تَدْفِنوهم.. إِنَّ في أَعراقِهِمْ أَحلامَ كُلِّ اللاجِئينْ
    سَيُبَرْعِمونَ على المَعابِرِ والسُّهولِ، وفي الجِبالْ
    خيلاً يُسابِقُها الصَّهيلُ إلى ثُغورِ البُرتُقالْ
    وَحِجارَةً كالبَرْقِ تَخْطِفُ ما تَيَسَّرَ مِنْ ظِلالْ
    لا تَسْأَلوا مِنْ أَيْنَ تَبْتَدِئُ الحكايَةُ والمَدى
    هل يُسْأَلُ الزًَّمَنُ المُسافِرُ في المَدامِعِ عَنْ مَداهْ؟
    ماذا نَرى؟! هل شابَتِ الأَلـوانُ= أَمْ جَلَّلَتْ قِمَـمَ الـذُّرى الأَكْفـانُ
    لا تَعْجَبوا..هذا البياضُ على الذُّرا= قِطَعُ الضُّحى يسعى بِها الفِتيانُ!!
    عامانِ مَرَّا..
    لا يَزالُ الليلُ يُجْهِضُ طَلْعةَ الفجْرِ المُرَصَّعِ بالأغاني والحياهْ
    عامانِ..
    والحجَرُ المُزَنَّرُ بالجُنونِ يطارِدُ الليلَ الكسيحْ
    والليلُ يَغْرَقُ في دُجاهْ
    ماذا نَقولُ إِذا وَقَفْنا في رِحابِ الجُرحِ للفجْرِ الجَريحْ؟!
    ماذا تَبَقَّى مِنْ مَحاجِرِنا لِنَدْفِنَ في زَواياها كَآبَتَنَا،
    وَنُلْحِفَها الجُفونَ وَنَسْتَريحْ؟!
    وَطَنٌ ذَبيحْ..
    وَمَلامِحُ الشُّهَداءِ في وَجْهِ الرَّصاصِ،
    تَكادُ مِنْ سَأَمٍ تَفِرُّ إِلى الدُّروبِ،
    وَيُوشِكُ الدَّمُ أَنْ يصيح
    بالخاطِرينَ عليهِ .. آهْ
    آهٍ على وَطَنٍ تُفَجِّرُهُ الحَناجِرُ في الوُجُوهِ.. ولا تَراهْ
    وَطَنٍ يَدورُ على المَوائِدِ والجَرائِدِ والشِّفاهْ
    وَعلى الأَكُفِّ المُشْرَئِبَّةِ في الصَّلاهْ
    وَطَنٍ؟
    وهلْ وَطَنٌ لِمَنْ هَجَروا السُّروجَ إِلى الضَّريحْ
    كي يُطْعِموا دُودَ القُبورِ سُيوفَهمْ
    وَسَنابِكَ الخيْلِ القتيلَةِ تَحْتَ أَلواحِ الصَّفيحْ؟!
    وَطَنٍ؟
    وَهَلْ وَطَنٌ لِمَنْ لا يَجْرُؤونَ على تَهَجِّي حُلْمِهِمْ،
    وعلى كِتابَتِهِ على الآفاقِ بالحَجََرِ الفَصيحْ؟!
    ***
    ذَرُّوا عَلَيْنا مِنْ دَمٍ عَبِـقِ=فَازَّيَّنَتْ إِطلالَـةُ الأُفُـقِ
    هذا الذي في أُفْقِنا دَمُهُـمْ= لكنْ يُسَمَّى حُمْرَةَ الشَّفَقِ!!
    عامانِ..
    ما زالَتْ جُموعُ الخارِجينَ على الهُمومِ إِلى النُّجومِ،
    تُلَمِّعُ الدَّرْبَ المُطِلَّ على غَدٍ مُتَمَرِّدٍ،
    لِتَمُرَّ خُطْوَتُنا البَدينَهْ
    خَرَجوا لنا.. خَرَجُوا علينا،
    هَلْ سَنُبْطِلُ خَوْفَنا المَوقوتَ فينا؟
    هل سَنَنْفُضُ عَنْ سَواقينا الغُبارَ المُسْتَميتَ على مَساقِطِها الحَزينَهْ
    أَمْ سَوْفَ نَبْحَثُ في مَدائِنِنا الكَفِيفَةِ عنْ مَدينَهْ
    لا تَلْعَقُ التَّاريخَ مِنْ يَبَسٍ،
    ولا تَجْتَرُّ مِيتَتَهَا اللَّعينَهْ؟!
    خَرَجُوا لَنا..
    وَعَلى مُحَيَّاهُمْ مَواويلُ الجُروحِ المُبْحِراتِ إِلى مَوانِئِنا العَقيمَهْ
    يَمْحُونَ عُتْمَتَنا،
    وَيَجْتَزُّونَ مِنْ آفاقِنا أَعناقَ راياتِ الهَزيمَهْ
    وَيُباغِتُونَ نُعاسَنا فينا،
    وَيَنْتَشِلُونَنا مِنْ فائِضِ المَنْفى،
    وَمِنْ فَحْوى جَنازَتِنا القَديمَهْ
    خَرَجُوا عَلَينا عِندَ خَطِّ البَدْءِ،
    واسْتَلُّوا حِجارَتَهُمْ، وَمَرُّوا فَوْقَ غَفْوَتِنَا
    إِلى الحُلُمِ المُؤَجَّلِ في بَلاطِ القائِمينَ على جِراحاتِ الرَّبيعْ
    مَرُّوا.. وكُنَّا مِنْ وَراءِ الرِّيحِ نَغْبِطُهُمْ،
    نُحَدِّقُ في المَقاليعِ الأَخيرَةِ،
    وهيَ تُمْطِرُ ما تَخَثَّرَ مِنْ أَمانينا على وَجْهِ الصَّقيعْ
    خَرَجُوا علينا..
    والحُواةُ القائِمونَ على مَهَبِّ الذِّكرياتِ تَكَدَّسُوا في ظِلِّنا
    لا شَيْءَ يَمْحُوهُمْ إِذا ضاقَ الخَيالُ على الجَسَدْ
    خَرَجَ الضُّحَى مِنْ قَبْوِنا المسْلوكِ في كَبِدِ الرَّحيلِ،
    وما تَنَفَّسَ لَحْنُنا
    لِيُبَدِّدَ الوَهْمَ المُمَدَّدَ في شِغافِ قُلُوبِنا
    وَيُوَزِّعَ الأَنْهارَ فينا تَحْتَ رايَتِنا،
    بِلا قَدَرٍ يُسَوِّغُهُ أَحَدْ
    يَأْتي الصَّباحُ مُضَرَّجًا بِالفَجْرِ والضَّحِكاتِ والجُرْحِ العَميقْ
    وَبِنَشْوَةِ الشُّعَراءِ إِذْ يَتَصَيَّدُونَ نَشيدَهُمْ،
    وَقَصائِدَ الدَّم والحَريقْ
    يأْتي الصَّباحُ..
    وفي يَدَيْهِ مِنَ الطُّيُورِ بَقِيَّةٌ،
    وَمِنَ الدُّخانِ بَقِيَّةٌ،
    وَمِنَ الغُيومِ السَّائِماتِ على الدُّرُوبِ بَقِيَّةٌ
    تَرْوي الحِكايَةَ لِلطَّريقِ عَلى الطَّريقْ
    خَرَجُوا لَنا.. خَرَجُوا علينا
    هلْ سَيَنْطَفِئُ الظَّلامُ المُسْتَبِدُّ على اشْتِعالاتِ الغَريقْ؟
    هل يَنْتَهي الحُزْنُ المُسافِرُ طَيَّ غُرْبَتِنا التي كَبِرَتْ
    على صَمْتِ المَلاجِئِ والمَوانِئِ والدِّماءْ؟
    تَتَساقَطُ الأَشْلاءُ مِنْ وَلَهٍ على صَدْرِ الثَّرى المَعْجُونِ
    بالدَّمِ والنُّبُوَّةِ والحَنينِ إِلى الضِّياءْ
    وَتَعُودُ في ثَمَرِ الحقُولِ حِجارَةً
    تَمْتَدُّ مائِدَةً أَمامَ زُنُودِنا،
    لِنَمُدَّ أَيْدِيَنا، وَنَقْطِفَ ما نَشاءْ
    يَاْتي الصَّباحُ..
    فَيُضْرِبُ التُّجَّارُ عَنْ بَيْعِ السِّلاحِ،
    فَنَكْتَفي بِعِظامِنا عنها،
    وَنَحْصُدُ ما تَثاءَبَ في الحُقُولِ مِنَ السَّنابِلِ والإباءْ
    عامانِ مَرَّا..
    لا نَزالُ نُواصِلُ الحُلُمَ الجَميلَ على أنينِ النَّايِ والسَّفَرِ الطَّويلْ
    ونَشُدُّ للتِّيهِِ المُخيفِ رِحالَنا،
    وَنُذيبُ في هُوجِ الخُيولِ صَدى الرَّحيلْ
    في كًلٍّ أُغْنِيَةٍ لَنا وَتَرٌ،
    يُرَجِّعُ ما تَراجَعَ مِنْ نَشيدْ
    وَبِكُلِّ قافِلَةٍ لَنا حادٍ،
    يُلَوِّحُ للبعيدِ مِنَ البعيدْ
    يَأْتي الصَّباحُ وليسَ فيهِ سِوى سَواعِدِنا
    تَهُبُّ مَعَ الرِّياحِ المُبْحِراتِ إِلى الجُنونِ..
    إِلى مُسَمَّانا الجَديدْ
    هلْ يُطْفِئُ المِصباحَ؟
    مَنْ يَسْتَوْقِدُ المَنْفى،
    وَيَقْفِزُ في الظَّلامِ على أَهازيجِ الحِصارْ
    وَيُعيدُ للقَمَرِ انْطِلاقَتَهُ على جَسَدِ البيادِرِ وانعِكاساتِ النُّضارْ؟!
    مَنْ غَيْرُهُ يَسْتَوْقِفُ الشُّهَداءَ كي يروي لَهُمْ
    قِصَصَ النَّزيفِ المُسْتَفَزِّ وَراءَهُمْ،
    وَيُعيدُ فيهِمْ ما تَلاهُ اللاحِقُونَ،
    وما اسْتَجَدَّ مِنَ التَّهَجِّي والعِثَار؟!
    مَنْ غَيْرُهُ لمْ يُطْفِئِ المِصباحَ بَعْدُ، ولمْ يَضِعْ
    ما بينَ أَوْهامِ اليمينِ ووهْمِ إِلْهامِ اليَسارْ؟
    مَنْ غَيْرُنا حَمَلَ الجِراحً بِلا ضُمُدْ؟
    عامانِ مَرَّا..
    هل نُصَدِّقُ أَنَّنا اجْتَزْنا الحَواشيَ والإطارَ بلا مَدَدْ؟
    أمْ هل نُصَدِّقُ أَنَّنا عُدْنا على حَجَرٍ
    مِنَ المَنْفى القَتيلِ.. إلى الخليلِ.. إلى صَفَدْ؟!
    وَمِنَ احْتِراقاتِ الرَّحيلِ.. إِلى الصَّهيلِ..
    مِنَ الخُواءِ إِلى الجَلَدْ؟
    عامانِ..
    هذا حَقْلُنا مُتَسَرْبِلٌ بِسَنابِلِ الوَجَعِ الأَصيلِ،
    وفي أَيادينا المَناجِلُ والمَعاوِلُ والحَرائِقُ والبَرَدْ
    عامانِ..
    هذا حَقْلُنا مُتَبَرِّجٌ بِدَمِ النَّجيلِ،
    وهذهِ أَعْراقُنا
    تَلْهُو بِدَوْراتِ المقاصِلِ والقنابِلِ والزَّرَدْ
    وعلى تَقاسيمِ النَّخيلِ،
    وَفَوْقَ أَفْنانِ الكَمَدْ
    أَلْقَتْ عَنادِلُنا تفاعيلَ الخليلِ
    مِنَ الخَفيفِ إلى الثَّقيلِ.. إلى الطَّويلِ
    على مَواقيتِ الأَبَدْ
    عامانِ..
    هل رَجَعَ المسافرُ،
    أم تَراجَعَ دربُهُ شيئًا فشيئًا للوراءْ؟
    هل أًبحَرَتْ رِئَتاهُ،
    أم أبقاهُما قيدَ الموانئِ
    ما تَقاعَسَ مِن هَواءْ؟
    عامانِ يَخْتَصِرانِ تاريخَ الخُواءْ
    ما بينَ رائِحَةِ الرَّصاصِ ولونِ موْتٍ هارِبٍ مِنْ طَعْمِ غَدْ
    أوْ طَعْمِ صَوتٍ خائِفٍ مِنْ لَونِ غَدْ
    عامانِ..
    من هذا الذي الذي أَسْرى على خيلِ المَحاجِرِ،
    كي يُقَنِّنَ ما نَراهُ مِنَ المَجازِرِ والبَدَدْ؟
    في عَزْمِهِ شيءٌ مِنَ الفُصحى،
    وبعضٌ مِنْ شهيقِ الشَّمسِ في وَجْهِ الزَّبَدْ
    وعلى مُحَيَّاهُ انْهِماكٌ في التَّبَعْثُرِ،
    واشتِهاءٌ للتَّبَلْوُرِ،
    وامْتِلاءٌ بالتَّهَوُّرِ والجُنونْ
    قُلْ: مَن تُراهُ يكونُ هذا الجامِحُ الصَّادي
    إلى وَكْرِ المَنون؟
    في كَفِّهِ حجرٌ،
    وفي أَعراقِهِ حقلٌ مِنَ الأَلغامِ يَزْرَعُهُ العِدا والخائِنون
    يا فارسَ العلياءِ:
    هذا درْبُكَ المملوءُ بارودًا،
    يُفَتِّشُ عَنْ خُطاكَ .. فهلَ تُحاذِرْ؟
    يا حارسَ الصَّحراءِ:
    كم ستموتُ، ثمَّ تعودُ،
    كي تتلو على أسماعِنا قَلَقَ المقابِرْ؟
    عامانِ..
    مَنْ أَفشاكَ في وَضَحِ النَّهارِ على المنابِرْ؟
    يَسْتَعْجِلونَكَ كي تُوَزِّعَهُمْ على كفَّيْكَ ،
    عُدَّ يَدَيْكَ ثانِيَةً..
    إذا صافَحْتَ تُجَّارَ العَشائِرْ
    لكَ اَنْ تَقولَ،
    ولستَ مَعْنِيًّا بأنْ تُصغي لِفَلْسَفَةِ القبيلَهْ
    كَفَّاكَ أَمْضى مِنْ لِسانٍ،
    لا يُفَرِّقُ بينَ أَفواهٍ مُصَوَّبَةٍ،
    وَأَفواهٍ قتيلَهْ
    لكَ أنْ تَقولَ،
    ولستَ مَعْنِيًّا بَأَصواتٍ
    تُفَتِّشُ عنْ لُغاتٍ مُسْتَحيلَهْ
    عامانِ مَرَّا..
    مَنْ يُحاوِلُ أَنْ يَفُكَّ رُموزَ رايَتِنا المُدَمَّاةِ الجميلَهْ؟
    أم مَنْ يُحاوِلُ أَنْ يَرانا مثلما نَبْدو،
    إِذا عَصَفَتْ بِنا الكُرَبُ الجَليلَهْ؟
    ها نحنُ نَقْطُرُ خَلْفَنا
    جَبَلاً مِن َالأَحزانِ أَزْمانًا طَويلَهْ
    وَنُميتُ فينا كُلَّ نَبْضٍ،
    لا يُؤَجِّلُ مَوْتَنا..
    حتَّى لِساعاتٍ قليلَهْ
    ها نحنُ نُلْغي ظِلَّنا كي لا نُرَى،
    وَنَفِرُّ مِنْ أَحلامِنا،
    حتى إِذا اتَّسَعَتْ دَوائِرُها على خُطُواتِ قَتلانا الثَّقيلَهْ
    سِرْنا إلى حُلُمٍ يُفَسِّرُ خَطْوَنا فينا،
    وَيبحثُ عن دوائِرهِ البديلَهْ
    ها نحنُ نخرُجُ مِنْ مَدافِنِنا إلى ساحاتِنا،
    أَسَلاً مُثَقَّفَةً، وأَسيافًا صَقيلَهْ
    ونسيرُ.. نبدأُ مِنْ حَقائِقِنا،
    ونَشْطُبُ كلَّ شيءٍ عنْ "كُلَيْبٍ والجليلََهْ"
    وَنَحُزُّ مِنَّا كُلَّ كَفٍّ،
    لا تُحاوِلُ اَنْ تُجَرِّبَ حَدَّها بِيَدٍ عَميلَهْ!!
    ***
    عامانِ..
    ما زِلْنا نُوَزِّعُ بيننا البَسَماتِ،
    كي نَاْسو بِها الطَّعَناتِ،
    ما زِلْنا نُحارِبُ بالهواءِ وبالحرائِقِ والحَجَرْ
    والأَرضُ تُخْفينا إِذا انْفَضَحَتْ ملامِحُنا،
    وَطَوَّقَنا الخَطَرْ
    كانَ النَّدى..
    والأَرْضُ تَحْفَظُ طَعْمَهُ عن ظهْرِ قلبٍ،
    ليس تُخْطِئُهُ إِذا هَجَّتْ بشائِرُهُ،
    وَأَوغَلَ في السَّفَرْ
    كمْ يَعْشَقُ الرَّمْلُ المطرْ!!
    كمْ يعشقُ الرملَ المطرْ!!
    عامانِ..
    كيفَ نُصَنِّفُ الأَعوامَ إَِنْ ضاقتْ بها خاناتُنا،
    وازْوَرَّ خِنْجَرُها منَ الطَّعَناتِ ،
    كيفَ نَمرُّ في أَجسادِنا،
    لنُخيطَ منها ما تثاءَبَ مِنْ جروحٍ واسْتَتَرْ؟
    كيفَ السَّبيلُ إلى العِناقِ،
    إلى نِهاياتِ الضَّجَرْ؟
    .... وإِلى وَطنْ؟
    يَتصاعَدُ الإيقاعُ مِنْ كَفٍّ إلى كفٍّ،
    وَمِنْ صَفٍّ إلى أَلْفٍ،
    وَمِنْ أَلَمٍ إلى حُلُمٍ،
    يَشُقُّ على سِوانا أنْ يُوالِفَهُ،
    إذا ما داهَمَتْ رُؤياهُ غَفْوَتَهُ،
    لدى زَمَنٍ بِحَجْمِ رَصاصَةِ المطَّاطِ،
    أو لَوْنِ الرَّصاصِ الحَيِّ،
    وَهو يُوَزِّعُ الأَقدارَ في عَبَثٍ جُنونِيِّ الصفاتْ
    يَتَصاعَدُ الإيقاعُ مِنْ صَوْتٍ إلى موتٍ إلى بَعْثٍ،
    وتَختَلِطُ الأُمورُ على مواقيتِ المَواتْ
    حُلُمٌ على كوفِيَّةٍ،
    ويدٌ تُسّطِّرُهُ على صَدْرِ الهواءِ المُستحيلِ
    وطنًا بِلَونِ الفجرِ، أَو سِحْرِ الأًصيلِ
    يتدافَعونَ..
    وفي نَواياهُمْ مُداهَمَةُ الرِّياحِ على مَداخِلِ حُلْمِهِمْ
    .. يَتدافعونَ إلى وَطَنْ
    وَطَنٍ تَقَطَّرَ مِنْ سُكوتٍ مُستَقيـلِ= مُتَوَضِّئٍ بِـدَمٍ خُرافِـيٍّ جَميـلِ
    حتّى إِذا مالَتْ بِهِمْ ريـحُ النَّـوى= قالوا لها: إنّا هُنا.. يا ريحُ ميلي!!
    يَتصاعَدُ الإيقاعُ مِنْ ضَجَرٍ إلى حَجَرٍ،
    يُقَبِّلُ - إنْ هَوى – خَدَّ السَّبيلِ
    وَلَهُ صَبابَتُهُ إِذا مَرَّتْ عليْهِ خُطى الصَّبايا
    إِنْ صَبَوْنَ إِلى المَشاويرِ الطَّويلَةِ،
    وافْتَرَضْنَ خُلُوَّهَا مِمَّنْ يُرِدْنَ،
    وَطَوَّحَتْ أَيْدِ بِما سَتَرَ الشُّموسَ عَنِ الشُّروقِ،
    وَرُحْنَ في نَشْرِ الهديلِ
    يَتَصاعَدُ المِقلاعُ مِنْ نَفَقٍ إِلى أُفُقٍ،
    لِيَرْصُفَ دربَنا للشمسِ،
    كي نخطُو إلى غَدِنا،
    على دَرْبِ الفِدى والعُنفُوانْ
    حُلُمٌ على كُوفِيَّةٍ
    وَيَدٌ تَذَرُّ على رَتابَتِنا انْفِجاراتِ الزَّمانْ
    حُلُمٌ تَطيرُ بِهِ يَدانْ
    يَسْتَحْضِرانِ الغيبَ مِنْ وَكَناتِهِ،
    ويُلَمْلِمانِ الغيمَ في كَفَّيْهِما،
    لِتَقرَّ عينُ الأُقْحُوانْ
    كانَ النَّدى..
    يا مُوغِلاً في النَّزْفِ قد ضاعَ الصَّدى
    فاضَ الزَّمانُ وَهَزَّ أَوْصالَ الثَّرى= فَنَمَتْ حِجارَتُهُ رَصاصًا أَخْضَرا
    وَتَخَطَّفَتْـهُ يَـدٌ تَعالَـتْ كَفُّـهـا =سَلَكَتْهُ في دَمِها.. فَأَدْمى العَسْكَرا
    كانَ النَّدى..
    لا تَلْتَفِتْ.. ماتَ الصَّدى
    حُلُمٌ على عَلَمٍ تَنَشَّرَ واشْتَعَلْ
    وعلى المداخِلِ والمخارِجِ مُعْتَقَلْ
    يَتَدافَعُونَ إليكَ بالتَّصريحِ والتَّلْميحِ بالفَمِ والقُبَلْ
    كانَ النَّدى..
    يا فارِدًا كَفَّيْكَ في وَجْهِ المَدى
    شيئانِ يَلْتَقِيانِ فيكَ إِذا سَرَجْتَ على المقاليعِ اليَدا
    شيئانِ يلْتِقيانِ فيكَ إذا طَلَعْتَ على العِدا
    شيئانِ يلتَقِيانِ فيكَ:
    رَصاصَةٌ.. وخَصاصَةٌ
    فَتَضوعُ حَولَكَ هالَةٌ مِنْ خالِصِ الدَّمِ والدُّخانْ
    تَسْتَقْطِبُ الإِشفاقَ والإِغْراقَ،
    والنَّعيَ المُلَفَّعَ بالأَسى والفَخْرِ:
    ( آلُ.. وكلُّ آلِ..وَشَعْبُنا.. ينعونَ بالحُزْنِ العميقِ شَهيدَنا..
    بُشرى لأمَّتِنا.. نَزُفُّ لها الشَّهيدَ الأَلْفَ..
    عَهْدًا أنْ نُواصِلَ دَرْبَنا.. دَرْبَ الشَّهادَةِ..
    تُقْبَلُ الـْ.. نَسْتَقْبِلُ الـْـ..)
    شيئانِ يلتقيانِ فيكَ مِنَ البِدايَةِ
    كُلَّما غَضِبَتْ يَداكَ:
    رَصاصُهُم.. وَعَزاؤُنا،
    فَتَمُرُّ فيكَ قَصائِدُ الشُّعَراءِ،
    تَسْتَجْدي مَزيدًا مِنْ صَلابَةِ ساعِدَيْكَ،
    وَنُعْلِنُ الإضْرابَ والإِعرابَ والتَّأْريخَ،
    هل يعني انتظارُكَ أَيَّ شيءٍ
    غيرَ مَعنى الإنتظارْ؟
    يا حامِلاً وِزْرَ الحقيقةِ في يَدٍ،
    ودمَ الحَقائقِ في يَدٍ،
    ودمي.. وأَوزارَ المَضارِبِ..
    كم يَدًا ستَمُدُّ في صَحرائِنا،
    لِتَمُدَّ روحَكَ فوقَها سُحُبًا ونارْ؟!
    كم مرَّةً ستُضيءُ روحَكَ مِنْ لَظَى الظَّلْماءِ،
    كي يسْتَأْنِسَ الغَدُ والنَّهارْ؟!
    عامانِ مَرَّا لم تَنَمْ..
    وعلى المَداخِلِ والمَخارِجِ لم يزلْ يَعلو الجِدارْ
    يَتَدافَعونَ إِليكَ بالتَّنْظيرِ والتَّفْسيرِ والفُرَصِ الكبيرَةِ
    هل تُصَدِّقُ ما يَدورُ على المَوائِدِ،
    أمْ تُصَدِّقُ ما تَراهُ على الشَّواهِدِ،
    هل ترى غيرَ الحِجارَةِ والرَّدى؟!
    كانَ النَّدى..
    عامانِ مَرَّا..
    هل سَنََنْزِفُ للأبَدْ؟!
    تتَدافَعونَ إلى الوراءِ، ووَحْدَنا
    نبني سماءً للأَمامِ بِلا عَمَدْ
    لكُمُ الفُحولَةُ والسُّيُولَةُ والهَوى
    وَسَرائِرُ الليلِ المُعَطَّرِ بالهِباتِ..
    ولا حَسَدْ
    خَيْلٌ مُسَوَّمَةٌ.. وأسيافٌ مُدَلَّلَةٌ،
    ونِفْطٌ ليسَ يُحْصى.. لا حَسَدْ
    وَمُناوَراتٌ.. لا حَسَدْ
    وَمُخابَراتٌ.. لا حَسَدْ
    لكُمُ الحَياةُ.. ولا حَسَدْ
    فَدَعُوا لَنا حُلُمًا تُطَرِّزُهُ لنا..
    كَفَّا وَلَدْ
    وَدَعُوا لَنا ما تَكْرَهُونَ،
    فَنَحْنُ نَعْشَقُ ما يُوَرِّثُنا النَّكَدْ
    باضَ الحَمامُ على الوَتَدْ
    أَنتُمْ وما تَتَخَرَّصُونَ.. فَنَحْنُ أَصحابُ البَلَدْ
    وَلَسَوْفَ نَدْخُلُهُ كما يَحْلو لنا،
    مِنْ بعدِ ما لاكَتْ قَواطِعُنا المَسَدْ
    وَتَخَلَّلَتْ أَقدامُنا وجْهَ السُّكوتِ المُسِتَحيلِ،
    .. وما تَخَلَّلَنَا أَحَدْ !!
    ***
    أَرَأَيْتَ ما جادَتْ بِهِ كَـفُّ المِحَـنْ؟ =حَجَرًا فَصيحًـا لا يُغالِبُـهُ الوَسَـنْ
    فاعْطِبْ يَدَيْكَ إِذا تَوَسَّدَهـا الكَـرى =واحْطِبْ يَديْنِ مِنَ الصُّخورِ بلا وَهَنْ
    عامانِ مَرَّا..
    كم مِنَ الأَعوامِ يَلْزَمُ،
    كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟!
    وَإِذا مَرَرْنا..
    كم مِنَ الأَزمانِ يَلزَمُ،
    كي نَمُرَّ إلى وَطَنْ؟!
    وإذا مَرَرْنا..
    كمْ مِنَ الأوطانِ يكفي،
    كي يَرُدَّ لنا الثَّمَنْ؟!
    هي حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
    لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
    حينَ نَسْقُطُ
    في الطَّريقِ
    ... إلى فِلِسْطينَ الوَطَنْ!!!


  2. #2
    مترجم الصورة الرمزية Hasan Abu Khalil
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    49
    المشاركات
    438
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    شاعرنا الرائع دائماً هلال،

    كلما قرأت لك أدركت أكثر مدى عظمة يراعك الذي يجعل الحروف تشرق في هذا الزمن الرديء.

    حماك الله سيّدي.

    abukhalil.hasan@gmail.com

  3. #3
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    الشاعر البارع هلال الفارع،

    قرأنا، راوية وأنا، قصيدتك القوية، كالعادة، التي تزخر بالأصالة والانتماء والصور والحكم!
    أعتقد أن على الشعراء والأدباء والنقاد العرب في العالم أجمع أن يرفعوا درجة الاستنفار غدا الأحد!

    إنه يوم الاختبار ويوم الكبار!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  4. #4
    مترجم الصورة الرمزية عامرحريز
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    1,453
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    بارك الله فيك...
    أنا والله من المعجبين جداً بشعرك..

    كلمات في الصميم ، ووصف في منتهى الدقة الجمال

    هذا الذي في أُفْقِنا دَمُهُـم = ْلكنْ يُسَمَّى حُمْرَةَ الشَّفَقِ!!


    حفظك الله ورعاك ، وللإسلام حماك

    عامر حريز

  5. #5
    شاعر وروائي ومترجم الصورة الرمزية محمد علي اليوسفي
    تاريخ التسجيل
    08/01/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    كمِ مِنَ الأعوامِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟
    وَإِذا مَرَرْنا...
    كم مِنَ الأَزْمانِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ إِلى وَطَنْ؟
    وَإِذا مَرَرْنا...
    كَمْ مِنَ الأَوْطانِ يَكفي.. كي يَرُدَّ لَنا الثَّمَنْ؟!
    هيَ حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
    لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
    حينَ نسْقُطُ في الطَّريقِ إِلى فِلسطينَ الوَطَنْ!!

    قصيدة بحجم انتظارها أيها الهلال الرائع

    شاعر وروائي ومترجم (تونس)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي yousfimedali@gmail.com

  6. #6
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    عامانِ..
    كيفَ نُصَنِّفُ الأَعوامَ إَِنْ ضاقتْ بها خاناتُنا،
    وازْوَرَّ خِنْجَرُها منَ الطَّعَناتِ ،
    كيفَ نَمرُّ في أَجسادِنا،
    لنُخيطَ منها ما تثاءَبَ مِنْ جروحٍ واسْتَتَرْ؟
    كيفَ السَّبيلُ إلى العِناقِ،
    إلى نِهاياتِ الضَّجَرْ؟
    .... وإِلى وَطنْ؟

    ـــــــــ

    يا حامِلاً وِزْرَ الحقيقةِ في يَدٍ،
    ودمَ الحَقائقِ في يَدٍ،
    ودمي.. وأَوزارَ المَضارِبِ..
    كم يَدًا ستَمُدُّ في صَحرائِنا،
    لِتَمُدَّ روحَكَ فوقَها سُحُبًا ونارْ؟!
    كم مرَّةً ستُضيءُ روحَكَ مِنْ لَظَى الظَّلْماءِ،
    كي يسْتَأْنِسَ الغَدُ والنَّهارْ؟!
    عامانِ مَرَّا لم تَنَمْ..
    وعلى المَداخِلِ والمَخارِجِ لم يزلْ يَعلو الجِدارْ

    ـــــــــ

    هي حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
    لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
    حينَ نَسْقُطُ
    في الطَّريقِ
    ... إلى فِلِسْطينَ الوَطَنْ!!!


    يا الله
    و الله لولا ان الاقتباس سيكون طويلا لاقتبستها كلها بلا تردد .
    و أقول إن هذه الجدارية بديوان
    نعم هي ليست قصيدة و لكنها ملحمة كبرى لو طبعت في كتاب لكانت وحدها تكفي
    قرأتها و قرأتها و لم أمل
    و قرأت قبلها جدارية محمود درويش و لا أقارن
    و لكن أشهد فقط بالبراعة
    هنا سطرت أخي هلال قصة حياة و كفاح شعب أبيّ منذ بداية النكبة و حتى هذه اللحظة
    قصة روتها عين حدثٍ يافعٍ يختزن في عقله الباطن مأساة شعب يرفض الاستسلام أو السقوط
    يختزن في عقله كل التواريخ و كل حكايات الآباء و الجدود و كل ما يراه أمام عينه من ظلم أبناء القردة و الخنازير فيترجمها حجراً و نباطة هما أشد و أقوى أثراً من مدفع و طائرة و دبابة .
    هذه الجدارية لا يكفيها قراءة واحدة
    و حرام أن يمر عليها قارئ فيقول بعدها أحسنت أيها الشاعر لا فض فوك
    هذه الجدارية أكبر من أي تعليق
    يكفي أنني خرجت منها و في صدري أمنية تجيش و هي أن يكون لي ابن مثل هذا الفتى
    و وطن مثل هذا الوطن ( و هو وطننا جميعاً بكل تأكيد ) و أخرى أن أكتب قصيدة بهذا العمق و هذه الأصالة و هذه الروح التي بثتها فينا القصيدة المعلقة .

    هلال الفارع
    أظنني سأظلمك لو قلت لك أحسنت يا صديقي
    فأنت لم تحسن فحسب و لكن أبدعت و كأن الله قد سخر لك كل أدوات الشعر لتكون بين يديك وقت الكتابة . فمزجت لنا البحور الخليلية بالشعر التفعيلي في تضافر عجيب لم أرَ مثله من قبل
    و كان كل بيتين مدخلاً لما بعدهما من تدفق شعري انساب شلالا و كأن القلم في يمينك يأبى أن يتوقف .
    و كما طالبت أختنا إيمان بترجمتها للعبرية فأنا أرى ترجمتها لجميع اللغات الحية . و عليه فإنني أرجو من مترجمينا الكرام أن يهرعوا لهذه المعلقة الملحمة لنقل قصة كفاح و حضارة و إباء شعب إلى كل لغات العالم .
    كنت أتمنى أن أكتب و أكتب و لكن جف المداد
    فاقبل مني هذه الكلمات المتواضعة على عجزها
    و قبلها و بعدها حبي الذي لا ينضب

    [SIGPIC][/SIGPIC]

  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    07/10/2006
    المشاركات
    90
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    عامانِ مَرَّا..
    كم مِنَ الأَعوامِ يَلْزَمُ،
    كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟!
    وَإِذا مَرَرْنا..
    كم مِنَ الأَزمانِ يَلزَمُ،
    كي نَمُرَّ إلى وَطَنْ؟!
    وإذا مَرَرْنا..
    كمْ مِنَ الأوطانِ يكفي،
    كي يَرُدَّ لنا الثَّمَنْ؟!
    هي حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
    لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
    حينَ نَسْقُطُ
    في الطَّريقِ
    ... إلى فِلِسْطينَ الوَطَنْ!!!


    لله درك يا أستاذ هلال.... بت أخشى على عربيتي (ما أعرف من العربية) فقصيدة أخرى وأقف مكتوفة الأيدي عاجزة عن التعبير أمام ما تكتب ... بات ما أعرف من حروف اللغة وكلماتها لا يفي لشكرك على هذه الوطنية الرائعة.

    أتساءل كيف تُطوع اللغة وتصيغ العبارات... كلنا أبناء فلسطين ولكن قلة من تساعدهم أقلامهم للصراخ في وجه الغاصبين.

    دعواتك يا أستاذ هلال أن أجد من الكلمات ما أستطيع أن أعبر به عن روعة ما تكتب فكلي يقين أن ما هو قادم من قصائدك أعظم.

    لك الله ألجمتني بما كتبت.

    واسلم

    Spoon feeding in the long run teaches us nothing but the shape of the spoon
    E.M. Forster

  8. #8
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية بسام نزال
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    55
    المشاركات
    1,090
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    انتظرتُها منك طويلاً أخي الفارعُ أبا علاء !
    لا يمكن للكلمات (أي كلمات) أن تفي هذه الملحمة حقها.
    بعد إذن الزملاء جميعاً، تُثبت هذه القصيدة حتى الإنتهاء من ترجمتها إلى ما يمكن من لغات.

    Palestine: +970 598200381
    Jordan: +962 799414554

  9. #9
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    ماشاء الله لاقوة إلا بالله ملحمة رائعة تزيدنا عزمًا وقوة وإصرارًا على متابعة طريق الثورة ،فلانامت عيون الجبناء ..حماك الله لأمة تفخر بأمثالك من أصحاب الحروف النارية التي يتساقط كسفًا على أعدائها فتحرق منهم القلوب قبل الأجساد، وتضيء طريق الثائرين بقناديل من قذائف الحق الذي لن يخمد مهما طال طوفان الظلم والتجبر والعمل على طمس حقوق الأهل في أرض الأجداد والأحفاد حتى الأبد ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أختك
    بنت البحر


  10. #10
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hasan Abu Khalil مشاهدة المشاركة
    شاعرنا الرائع دائماً هلال،

    كلما قرأت لك أدركت أكثر مدى عظمة يراعك الذي يجعل الحروف تشرق في هذا الزمن الرديء.

    حماك الله سيّدي.
    ـــــــــ
    أخي الحبيب الأستاذ المترجم الراقي.. حسن أبو خليل.
    تحية كبيرة.
    رصدك للتعليق الأول على هذه القصيدة يعني لي شيئًا كبيرًا،
    وزيارتك الجميلة هذه لكلماتي غمرتني بالسعادة.
    لا أستطيع يا أخي حسن إلا شكرك، وتقديرك، واحترامك..
    فأنت من الناس الذين يستحقون الشكر،
    مثلما أنت أهل للاحترام والتقدير.
    شكرًا.
    أخوك هلال.


  11. #11
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    الشاعر البارع هلال الفارع،

    قرأنا، راوية وأنا، قصيدتك القوية، كالعادة، التي تزخر بالأصالة والانتماء والصور والحكم!
    أعتقد أن على الشعراء والأدباء والنقاد العرب في العالم أجمع أن يرفعوا درجة الاستنفار غدا الأحد!

    إنه يوم الاختبار ويوم الكبار!
    ـــــــ
    الرجل الثائر الأستاذ عامر.
    مشاعرك والأخت راوية تؤكد وفاءً قلّ نظيرُه،
    وصدقًا عزَّ شبيهُه،
    وإنني لأعجز عن الكتابة إليكما شاكرًا،
    لأن الشكر وحده ليس كافيًا..
    لكما احترامي: أخًا عزيزًا، وأختًا كريمة.
    وبكما اعتزازي أهلاً مرصودين في القلب والعقل ذخرًا وسندًا.
    شكرًا لكما.
    أخوكما هلال.


  12. #12
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامرحريز مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك...
    أنا والله من المعجبين جداً بشعرك..

    كلمات في الصميم ، ووصف في منتهى الدقة الجمال

    هذا الذي في أُفْقِنا دَمُهُـم = ْلكنْ يُسَمَّى حُمْرَةَ الشَّفَقِ!!


    حفظك الله ورعاك ، وللإسلام حماك
    ـــــــ
    وأنا يا أخي من المعجبين بذوقك،
    ومن الفخورين بأن أقرأ كلماتك الجميلة.
    لك أخي عامر حريز مني التحية والتقدير،
    وأشكر لك هذا المرور الأنيق.
    تحيتي إليك.
    هلال.


  13. #13
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد علي اليوسفي مشاهدة المشاركة
    كمِ مِنَ الأعوامِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ مِنَ الزَّمَنْ؟
    وَإِذا مَرَرْنا...
    كم مِنَ الأَزْمانِ يَلْزَمُ كي نَمُرَّ إِلى وَطَنْ؟
    وَإِذا مَرَرْنا...
    كَمْ مِنَ الأَوْطانِ يَكفي.. كي يَرُدَّ لَنا الثَّمَنْ؟!
    هيَ حِسْبَةٌ مَعْقولَةٌ..
    لكنَّها الأَرْقامُ تَسْقُطُ
    حينَ نسْقُطُ في الطَّريقِ إِلى فِلسطينَ الوَطَنْ!!

    قصيدة بحجم انتظارها أيها الهلال الرائع
    ـــــــــ
    الأخ الشاعر الرقيق المبدع محمد علي اليوسفي.
    تحيتي إليك.
    صحيح أنك دوّنت هنا ست كلمات،
    لكنها عندي بكلام كثير.. معنًى ورونقًا،
    ولن تفيك حقك جمل وفقرات،
    بل لن يعبّر عن شكري لك التعبير المطروق كله،
    فتخيّر ما تشاء من عبارات الشكر والامتنان ورد الواجب..
    وستكون تلك التي أبحث عنها لأرصدها معنونة إليك.
    لك الشكر.
    هلال.


  14. #14
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الشاعر الفارع هلال

    يعجز القلم أن يكتب مديحا , وتعجز القواميس والمعاجم أن تتضمن كلمات تليق بهذه الملحمة,

    صنع الأطفال ثورة من " حجارة " وها أنت تصنع ملحمة من كلمات ,

    وربما تحتاج إلى أعوام وأعوام للخوض في معانيها الثورية , واستحضارات التاريخ ,

    واستنهاض الأمة ...

    هكذا يسجل تاريخ الأمة , تاريخ الأحرار , تاريخ الثوار , التاريخ الذي نريد ,

    وليس التاريخ الذي يملى علينا.


    بارك الله فيك , وبارك الله بقلم يأبى إلا أن يدخل التاريخ من أشرف وأقدس أبوابه.

    تحياتي وتقديري


  15. #15
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    يا الله
    و الله لولا ان الاقتباس سيكون طويلا لاقتبستها كلها بلا تردد .
    و أقول إن هذه الجدارية بديوان
    نعم هي ليست قصيدة و لكنها ملحمة كبرى لو طبعت في كتاب لكانت وحدها تكفي
    قرأتها و قرأتها و لم أمل
    و قرأت قبلها جدارية محمود درويش و لا أقارن
    و لكن أشهد فقط بالبراعة
    هنا سطرت أخي هلال قصة حياة و كفاح شعب أبيّ منذ بداية النكبة و حتى هذه اللحظة
    قصة روتها عين حدثٍ يافعٍ يختزن في عقله الباطن مأساة شعب يرفض الاستسلام أو السقوط
    يختزن في عقله كل التواريخ و كل حكايات الآباء و الجدود و كل ما يراه أمام عينه من ظلم أبناء القردة و الخنازير فيترجمها حجراً و نباطة هما أشد و أقوى أثراً من مدفع و طائرة و دبابة .
    هذه الجدارية لا يكفيها قراءة واحدة
    و حرام أن يمر عليها قارئ فيقول بعدها أحسنت أيها الشاعر لا فض فوك
    هذه الجدارية أكبر من أي تعليق
    يكفي أنني خرجت منها و في صدري أمنية تجيش و هي أن يكون لي ابن مثل هذا الفتى
    و وطن مثل هذا الوطن ( و هو وطننا جميعاً بكل تأكيد ) و أخرى أن أكتب قصيدة بهذا العمق و هذه الأصالة و هذه الروح التي بثتها فينا القصيدة المعلقة .

    هلال الفارع
    أظنني سأظلمك لو قلت لك أحسنت يا صديقي
    فأنت لم تحسن فحسب و لكن أبدعت و كأن الله قد سخر لك كل أدوات الشعر لتكون بين يديك وقت الكتابة . فمزجت لنا البحور الخليلية بالشعر التفعيلي في تضافر عجيب لم أرَ مثله من قبل
    و كان كل بيتين مدخلاً لما بعدهما من تدفق شعري انساب شلالا و كأن القلم في يمينك يأبى أن يتوقف .
    و كما طالبت أختنا إيمان بترجمتها للعبرية فأنا أرى ترجمتها لجميع اللغات الحية . و عليه فإنني أرجو من مترجمينا الكرام أن يهرعوا لهذه المعلقة الملحمة لنقل قصة كفاح و حضارة و إباء شعب إلى كل لغات العالم .
    كنت أتمنى أن أكتب و أكتب و لكن جف المداد
    فاقبل مني هذه الكلمات المتواضعة على عجزها
    و قبلها و بعدها حبي الذي لا ينضب

    ــــــــــــ
    جمال مرسي.
    مع علمي أن الاقتباس الطويل مكروه، إن لم يكن ممنوعًا،
    إلا أنني أعتذر من أولي الأمر،
    في أنني ما استطعت إلا اقتباس كل ما خطت يدك النبيلة البارعة.
    وأعتب عليك...!
    كأنما تريد أن تستنزفني في الرد عليك!
    وإلا.. فكيف لي أن أقف أمام لآليك..
    ولا أحاول ابتداع لغة جديدة للرد عليك..
    بل لمحاولة الرد فقط.!!
    إذ إن ما قرأته هنا لا يحتاج إلى شاعر، أو أديب ليفيك حقك..
    يلزمه عبقري لغة، ومخترع تعبير.
    يلزمه يا أخي قلم لا يُحاكي ما قيل،
    ولا يأتي على مكرور الحرف والكلام مما يقال!!
    أَوَ تعجب بعد هذا من قولي:
    وأعتب عليك.. كأنما تريد استنزافي في الرد عليك؟!!
    لك أيها الشاعر المبدع تحية من أخيك،
    هي في خصوصيتها كتحية الغائب الموجوع..
    مثلما لك محبة خالصة من صديقك،
    هي في سموها كمحبة الصديق الصدوق!!
    دمت أخًا كريمًا، وصديقًا غاليًا.
    واقبل تحيتي.
    أخوك هلال.


  16. #16
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    عايدة
    لله درك يا أستاذ هلال.... بت أخشى على عربيتي (ما أعرف من العربية) فقصيدة أخرى وأقف مكتوفة الأيدي عاجزة عن التعبير أمام ما تكتب ... بات ما أعرف من حروف اللغة وكلماتها لا يفي لشكرك على هذه الوطنية الرائعة.

    أتساءل كيف تُطوع اللغة وتصيغ العبارات... كلنا أبناء فلسطين ولكن قلة من تساعدهم أقلامهم للصراخ في وجه الغاصبين.

    دعواتك يا أستاذ هلال أن أجد من الكلمات ما أستطيع أن أعبر به عن روعة ما تكتب فكلي يقين أن ما هو قادم من قصائدك أعظم.

    لك الله ألجمتني بما كتبت.

    واسلم.

    ــــــــــ
    الأستاذة عايدة.
    أما أنا فلا أخشى إلا من عربيّتك، هذه التي ستجبرني على اللهاث وراء الحروف لأسدّد كلامًا إلى هدف شكرك وتحيتك، وما إخالني صائبًا..
    فأنت يا سيدتي تأتين بلغة أثرى، وبتعابير حرّى،
    لا يستطيع اصطلاء معانيها السامية إلا من هو أهل لها!!
    فالشكر لك وافٍ،
    وردي عليك غير كافٍ،
    فاسمحي لي أن أدخل معك إذًا إلى أفق الاعتزاز بك.
    شكرًا.
    هلال.


  17. #17
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسام نزال مشاهدة المشاركة
    انتظرتُها منك طويلاً أخي الفارعُ أبا علاء !
    لا يمكن للكلمات (أي كلمات) أن تفي هذه الملحمة حقها.
    بعد إذن الزملاء جميعاً، تُثبت هذه القصيدة حتى الإنتهاء من ترجمتها إلى ما يمكن من لغات.
    ـــــــــــ
    في الساعة الحادية عشرة إلا ربعًا من مساء الأقصى السليب،
    أسجل اعتزازي بك أيها الأخ الحبيب.
    وأثمّن لك هذه الوقفة الرائعة،
    وهذه الكلمات السامية في معانيها،
    الكريمة في توقيتها..
    مثلما أشكر لك تثبيت القصيدة، التي بك وبالإخوة المخلصين تزداد قيمة،
    وتتسامى معنًى.
    لك تحيتي وشكري.
    هلال.


  18. #18
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر مشاهدة المشاركة
    ماشاء الله لاقوة إلا بالله ملحمة رائعة تزيدنا عزمًا وقوة وإصرارًا على متابعة طريق الثورة ،فلانامت عيون الجبناء ..حماك الله لأمة تفخر بأمثالك من أصحاب الحروف النارية التي يتساقط كسفًا على أعدائها فتحرق منهم القلوب قبل الأجساد، وتضيء طريق الثائرين بقناديل من قذائف الحق الذي لن يخمد مهما طال طوفان الظلم والتجبر والعمل على طمس حقوق الأهل في أرض الأجداد والأحفاد حتى الأبد ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أختك
    بنت البحر
    ــــــــــــ
    الأخت الشاعرة السامية ابنة البحر.
    تحيتي إليك،
    وأشكرك على هذه الوقفة التي حملت طيّ حروفها النبيل من المشاعر،
    والجميل من المعاني.
    لقد تفضلت علي كثيرًا بكلمات صادقة معبرة،
    وحمّلتني عبء الوفاء لك بما تستحقين من الردود،
    وكم تمنيت أن أجد من اللغة ما يكفي،
    لا لترجيح كفة الرّد.. لكن لمقاربة مضامين الأصل الكريمة.
    لك الاحترام يا سيدتي،
    ودمت شاعرة مبدعة ننتظر أبدًا ما يريقه قلمها على لوحة الإبداع.
    شكرًا لك.
    هلال.


  19. #19
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    11/03/2007
    المشاركات
    338
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وما ذا يمكن أن أضيف أمام هذا الفيض الغامر من البارع الفارع الشاعر هلال الفارع ؟؟
    لست سيدي الكريم في حاجة إلى التصفيق إعجابا ، ولا إلى المدح تقديرا ، ولا إلى الثناء ارتقاء بإبداعك ... ولا ... ولا .
    بل ربما نكون نحن بحاجة إلى إعادة النظر في طرائق التناول لشعرنا العربي الحديث في ضوء ما تثيره ملحمتك الجدارية – وما أدري إن كنت اقتربت من الوصف المفترض لها أم لا – من قضايا تتعلق بالشعر شكلا ومضمونا في وقت واحد وبدرجة واحدة تقريبا .
    وقد وردت إلماعات في مرور الكبار قبلي تؤكد تفردك وتميزك مما يعزز لدي قناعتي بحتمية دراسة هذه الطفرة الشعرية لديك ، وكثير من شعرك ينحو هذا المنحى المثير المدهش .
    اسمح لي أستاذي الكبير أن ألتقط أنفاسي ، وأقرأ بهدوء ، وأغوص مع ما آمل العثور عليه – وإنه لقريب جد قريب – مما أحسبك مطالبا به مع عمالقة آخرين من شعرائنا في حاضرنا .
    وتقبل – إلى أن أعود مرة أو مرات – كل إكباري وتقديري .


  20. #20
    شاعر / عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية هلال الفارع
    تاريخ التسجيل
    16/12/2006
    المشاركات
    6,870
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
    الشاعر الفارع هلال

    يعجز القلم أن يكتب مديحا , وتعجز القواميس والمعاجم أن تتضمن كلمات تليق بهذه الملحمة,

    صنع الأطفال ثورة من " حجارة " وها أنت تصنع ملحمة من كلمات ,

    وربما تحتاج إلى أعوام وأعوام للخوض في معانيها الثورية , واستحضارات التاريخ ,

    واستنهاض الأمة ...

    هكذا يسجل تاريخ الأمة , تاريخ الأحرار , تاريخ الثوار , التاريخ الذي نريد ,

    وليس التاريخ الذي يملى علينا.


    بارك الله فيك , وبارك الله بقلم يأبى إلا أن يدخل التاريخ من أشرف وأقدس أبوابه.

    تحياتي وتقديري
    ــــــــــ
    أخي عادل العاني الشاعر الذي مثلي يعاني.
    جميلة تعابيرك، موغلة في قلب المعاني،
    أجبرتْني أن أعيد قراءتها مرة تلو أخرى،
    لكأنها تقولك لم تكتشف بعد أيها القارئ ما توارى في حروفها من محبة،
    وما تقاطر فيها من صدق.
    ولأنني أعرف عادل العاني شاعرًا مبدعًا، وناقدًا ذواقة، وقمة عروضية،
    فقد أحسست بقيمة إطرائك،
    وقدّرت معنى عباراتك،
    ودونتها في مفكرة القلب،
    وفي مدوّنة المطالعات الدائمة.
    لك تحيتي،
    ولك شكري،
    وما كتبته ليس بغريب أن يمهره قلم أخ كريم.
    شكرًا.
    هلال.


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 6 1 2 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •