اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالواحدهواش مشاهدة المشاركة
في البدءِ أقول إن (إكرام الضيف) سمة متأصلة بالعرب منذ ما قبل فجر الاسلام ، والكرم في عرف العرب من أسس الفروسية ومكارم الاخلاق لدى العربي ، بإعتبار البخل في عرفهم ( مذمة ونقص ومَسَبًة ) ، وجاءَ الاسلام الحنيف ليُجَذر ويُثبت هذه الفضيلة بقول سيد البشرية عليه الصلاة والسلام ( .. إنما بُعثتُ لأُتمم مَكَارم الأخلاق ) ، لذلك فهي صفةٌ وسمةٌ يتفرد بها العرب عن سائر الأمم ، وهي في كل بلدٍ عربي واحدة ، واختلاف التعبير عنها تحكمه طبيعة المنطقة وامكانيات المقيمين فيها .. ولذلك نجد إن إكرام الضيف في المدينة غيره في الأرياف وفي مضارب البادية .. في المدن _ لدينا في اليمن - يتحول الدار حين وصول الضيف إلى يوم عيد ، بكل ما يكتسبه يوم العيد من بهجة وسرور وأجواء عطرة وموائد إستثنائية ، تبدأ بالحفاوة والأطياب والشراب ، وتتواصل بغنى الموائد والحلويات ، وتنتهي بجلسات المقيل الغنية بالأدب والشعر والفكاهة .. أماً في الارياف فيتشارك كل أبناء القرية أو العزلة في استقبال الضيف واكرامه، حيث يكونون مُحَضرين أنفسهم - بأمر الشيخ - من صباح اليوم ، ويحتشدون بكامل زينتهم وأسلحتهم الشخصية للإستقبال في صفٍ نصف دائري مواجهٍ لإتجاه مجيء الضيف وهم ينشدون بيتاً من شعر الترحيب أعده شاعر القرية ، وبمجرد وصول الضيوف يختلط نشيد الترحيب الذي نسميه (الزامل) بطلقات رصاص الترحيب بالقادمين التي تكون إيذاناً ببدء ذبح الذبائح من قبل المُضيفين - أهالي المحل أو القرية - تكريماً للضيوف ، ومع كل ذبيحة يقول صاحبها (أرحب مرحب الصوت) ، وتستمر الذبائح إلى أن يقول الضيف ( كفيتم ) فيتوقف ذبح الخراف ، ثم يتجه الجميع بعد المصافحة والترحيب إلى (ديوان الشيخ ) حيث سيكون إقامة الضيوف ، فتقدم موجبات الوصول من مشاريب وعطور وأبخرة ، فيما توصل كل بيوت المحل ما ذبحت من ذبائح وخبزت من خبز وطبخت من أغذية إلى ديوان الشيخ ليكون كل أهل المحل (القرية) على مائدة الضيوف في بيت الشيخ .. أما البادية فلها طقوسها الخاصة وهي لا تختلف عن كل بادية العرب من المحيط إلى الخليج ... تحياتي .
ردودك دوما مميزة أستاذنا المفكر عبد الواحد هواش
جعلتني أعيش أجواء وطني الأم " اليمن " الحبيبة والحنين إليها ورؤيتها يوما
شكرا على المرور الجميل والإضافة المميزة
تقديري ~