رسالة إلى قلمي

[نبيل حزين]

رسالة إلى قلمي ،،،،، مقالة بقلم : نبيل حزين
جاءتني رسالة تسألني أين قلمك ؟
فتذكرته وجريت أبحث عنه ؛ فوجدته منطوياً حزينا شارد الفكر ، ناديته
فلم يجبني وأنكرني وهو كان إن رأني يحتضنني بسعادة وحب واشتياق، وفرح وابتسامة مشرقة
وبعد تكرار النداء عليه ردَّ ممتعضاً ضعيف القوى خائر العزيمة منهك الفكر ومحبط الإرادة
لا يستطع السير على بساطه الأبيض كما كان يسير في سهولة ورشاقة ،يتهادى بين السطور بثقة واقتدار ومهارة لا تضاهيها مهارة ؛ فيخرج من مداده الراقي كلمات يفوح منها عبير يملا الأنوف شذا والجو عطرا رقيقا .
فأمسكت به فوجدته يتوقف تارة ويتلعثم أحيانا
قلت له : ما بك أيها القلمُ الأمين ؟
قال لقد هنت عليكم، وأدخلتم علي مدادي كلمات
" ما أنزل الله بها من سلطان" لا تتناسب مع مدادي ولا تتوافق مع كلماتي
غربية عني بعيدة عن فؤادي
قلت له : زدني
قال: لقد نسيتم أن تحافظوا على مدادي
وتستخدموه استخداماً صحيحاَ لا ركيكا ، بل عليكم أن تبعدوا
عني ما أدخلتموه عليّ من كلمات أضعفت قوتي ، وأوقفت توهجي .
قلت له : نحن نقيم لك أسبوعاً كل عام نتحدث
فيه باللغة التي تحبها ونستخدم مداداً، أنت تعشقه
فزاد امتعاضه ونظر إلي وقال :
هل الأسبوع هو الحل ؟
ثم سقط القلم من يدي ،،،،،،،،،،،،،،،
مقالة بقلم : نبيل حزين