قيم تربوية،،،،،،،،مقالة بقلم : نبيل حزين
أتاحت لنا الظروف والأجواء المحيطة بنا مساحة غير قليلة
من الحرية للتعبير عن آرائنا دون التوقف عند حد معين
أو الوقوف عند خطوط حمراء بل وصلت عجلات هذه الحرية
إلى مرحلة إيجابية وهي مرحلة الاختلاف
في الرأي ومناقشة وجهات النظر الأخرى و تقيمها والاستفادة منها
وهذه ظاهرة صحية في حد ذاتها ؛ لأن الاختلاف في وجهات النظر
يقود إلى طريقين:
الطريق الأول: هو الرحمة كما يقول الفقهاء
والطريق الثاني :هو السعي الدائم للوصول إلى الإبداع والابتكار والتميز
فيجب علينا التمسك بهذا المساحة من الحرية والمحافظة عليها
بل تدعيمها بالقيم الإيجابية وتقنينها ووضع حدود وخطوط حمراء لها ؛ حتى
لا نتجاوز هذه الخطوط ؛ لأن الحرية الحقيقية
هي احترام حرية الآخرين وعدم التعدي على فكرهم والخوض
في أعراضهم بالقول أو الإشارة أو التلميح.

لو بلغنا هذا الحد من الحرية نكون قد حققنا أهدافا واستراتيجيات ثقافية
وغرسنا قيما وسلوكيات تسهم بقدر كبير في التمتع
بهذه المساحة المتاحة لنا من الحرية،ووصلنا إلى مكانة عالية وفكر راق في التعامل فيما بيننا
أما إذا خرجنا عن هذه الأطر العامة للحرية وتجاوزنا خطوطها الحمراء
نكون قد فتحنا طريقا للجدل العقيم والمهاترات غير المجدية فتصبح الحرية
وبالا علينا لا ميزة نتمتع بها للتعبير عن قيمنا واتجاهاتنا وسلوكياتنا
التي نؤمن بها- نحن أبناء المهنة- مهنة التربية والتعليم
فقد نتعرض للنقد البناء من الآخرين تارة ومن أنفسنا أحيانا
وهذا النقد دائما ما يقودنا إلى السمو والنجاح والتطلع للمعالي
فنحن نرحب بهذا النقد البناء ولكن لو تجاوز هذا النقد قنواته الشرعية
وتعدى على قيمنا وسلوكياتنا وأخلاقنا التي نتمسك

بها يصبح هذا النقد هراء لا طائلة منه واستهزاء واستخفافا
بالمهنة التي نؤمن بها ومن أجلها نواجه الصعوبات والمخاطر أحيانا
فعلينا -معشر المعلمين- عدم جلد أنفسنا أو الاستهزاء بمهنتنا
والبعد عن النظرة الدونية التي ننظرها إلى أنفسنا أحيانا

بل نجتهد في تغيير نظرة الآخرين إلينا ؛ لأننا ورثة الأنبياء
ونحمل أسمى رسالة وهي رسالة التربية والتعليم.
بقلم : نبيل حزين