آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مقدمة في الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة / يهود الدونمة

  1. #1
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي مقدمة في الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة / يهود الدونمة


    مقدمة في الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة / يهود الدونمة (*)

    المقدمة

    تقوم الديانة اليهودية ، حسبما يذكر اليهود أنفسهم ، على جملة أصول ، هي عقيدة توحيد الله ، وعقيدة الاختيار الإلهي لبني إسرائيل، وشعب الله المختار، وأبناء الله وأحباؤه ، وعقيدة توريث الأرض المقدسة فلسطين لإبراهيم عليه السلام ونسله من بني إسرائيل ، وعقيدة المخلص المنتظر أو المسيا أو الماشيح كما يسمونه ..
    وحسب التيار اليهودي العام، وكما ذكر موسى بين ميمون، والذي يُعدُّ أحد أعظم علمائهم وفقهائهم، فإن اليهود يؤمنون بأن الله واحد ليس له مثيل، وأن العبادة تليق به وحده، وأنه مُنـزّه عن التجسيد وعن أعراض الجسد، وأنه الأول والآخر، وأنه عالمٌ بأحوال البشر، وأنه يجازي الذين يحفظون وصاياه ويعاقب من يخالفها، وأن هناك حياة بعد الموت ، وأن اليهود يؤمنون بشريعة موسى، وأنها غير قابلة للنسخ .. كما يؤمنون بعقيدة المخلّص المنتظر، ولا تزال الأصول الثلاثة عشر للدين اليهودي، التي ذكرها موسى بن ميمون، تمثل مرجعاً أساسياً لليهود لفهم دينهم، غير أن دراسةً أكثر دقة لعقائد اليهود وفرقهم وتوراتهم وتلمودهم مع العودة إلى ما ذكره الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم، ستظهر مدى التشويه الذي لحق بمفهوم التوحيد، ومدى تحريف التصور عن الله سبحانه، كما سنرى في دراستنا هذه لأهم العقائد الدينية اليهودية ، وفي دراسات أخرى لاحقة عن التوراة والتناخ ( العهد القديم ) وما لحق بهما من تحريف وتبديل بنص القران الكريم وأدلة أخرى ذكرها المفسرون المسلمون والمؤرخون اليهود والمسيحيون أنفسهم سنوردها في حينه إن شاء الله ، فضلا عن هذا ، فأن الله سبحانه لم يتعهد لليهود بحفظ توراتهم، وعاشوا معظم فترات تاريخهم تحت دول وحضارات مختلفة حاولت فرض هيمنتها عليهم، وتأثروا بالثقافات والتقاليد المتعددة التي عايشوها، في أزمان وبقاع شتى ..
    ويدعي اليهود أن عقيدتهم هي عقيدة القلة المثالية المختارة، وأن الرسالة اليهودية العالمية هي نشر السلام بين بني الإنسان، وتنحصر العقيدة اليهودية في بني إسرائيل وحدهم، أي أن هناك تطابقاً بين العقيدة والقومية ، وحسب اختيار التيار العام لليهودية والمتبني في الكيان الإسرائيلي فإن اليهودي هو المولود لأم يهودية بغض النظر عن إيمانه أو تدينه ..
    ولقد اخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن افتراق أمة اليهود، وأنهم سيفترقون على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وما زال هذا الافتراق حاصلا إلى عصرنا الحاضر، وإن كنا نراهم يحاولون الاجتماع في دولة غاصبة ، ولكن حقيــقة أمرهم أنهم مفــترقون، وصدق الله العظيم : (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر آية 14) .. وفي قراءة متأنية لتاريخ الديانة اليهودية وعقائدها والأحداث التي مرت بها نقرأ عن فرق يهودية كثيرة قديمة ومعاصرة من ابرزها : الفريسيون ، الغيورون ، الصدوقيون ، الاسينيون ( او الاساة او المتقون ) ، البناءون ، المعالجون ( ثيرابيوتاي ) ، المغارية ، عبدة الاله الواحد ، القراءون ، الكــتبة ، السامريون ، القبّالاه ، العيسوية ، اليوذعانية ، الموشكانية ، الحسيدية ، الاصلاحيون ، اليهودية المحافظة ، اليهودية الارثوذوكسية ، اليهودية الليبرالية ، النيولوج ، الدونمة وفرقة اليهود البشرية ، وقبل أن نأتي على كل فرقة أو طائفة كي يكون العرب والمسلمون على بينة من الاتجاهات التي تنتمي إليها هذه الفرق ويكونون واعين بعدوهم المتربص بهم وعارفين بمدى ضعفه وتفرقه على حد سواء ، نشير إلى مسالة الخلافات بين الفرق الدينية اليهودية ..

    الخلافات بين الفرق الدينية اليهودية و أزمة اليهودية

    ظهر خلال تاريخ اليهود ، القديم والحديث ، الكثير من الفرق الدينية واختلافاتها المتشعبة من حيث المعتقدات والأصول وقدسية أجزاء العهد القديم والنظرة إلى الكون والتعامل في داخل المجتمع اليهودي وخارجه فهي في الواقع ليست كالاختلافات التي توجد بين الفرق المختلفة في الديانات التوحيدية الأخرى ، ومن ثم، فإن كلمة ( فرقة ) لا تحمل في اليهودية الدلالة نفسها التي تحملها في سياق ديني آخر، فلا يمكن، على سبيل المثال، تصوُّر مسلم يرفض النطق بالشهادتين ويُعترَف به مسلماً، أو مسيحي يرفض الإيمان بحادثة الصلب والقيام ويُعترَف به مسيحياً.. أما داخل اليهودية، فيمكن ألا يؤمن اليهودي بالإله ولا بالغيب ولا باليوم الآخر ويُعتبر مع هذا يهودياً حتى من منظور اليهودية نفسها ، وهذا يرجع إلى طبيعة اليهودية بوصفها تركيباً جيولوجياً تراكمياً يضم عناصر عديدة متناقضة متعايشة دون تمازج أو انصهار، ولذا، تجد كل فرقة جديدة داخل هذا التركيب من الآراء والحجج والسوابق ما يضفي شرعية على موقفها مهما يكن تطرفه .. وأولى الفرق اليهودية التي أدَّت إلى انقسام اليهودية فرقة السامريين التي ظلت أقلية معزولة بسبب قوة السلطة الدينية المركزية المتمثلة في الهيكل ثم السنهدرين .. ولكن، مع القرن الثاني قبل الميلاد، خاضت اليهودية أزمتها الحقيقية الأولى بسبب المواجهة مع الحضارة الهيلينية ، فظهر الصدوقيون والفريسيون، والغيورون الذين كانوا يُعَدون جناحاً متطرفاً من الفريسيين، ثم الأسينيون ..
    وقد حققت هذه الفرق ذيوعاً، وأدَّت إلى انقسام اليهودية ، ولكنها اختفت لسببين: أولهما انتهاء العبادة القربانية بعد هدم الهيكل، ثم ظهور المسيحية التي حلت أزمة اليهودية في مواجهتها مع الهيلينية ، إذ طرحت رؤية جديدة للعهد يضم اليهود وغير اليهود ويحرر اليهود من نير التحريمات العديدة ومن جفاف العبادة القربانية وشكليتها..
    وجابهت اليهودية أزمتها الكبرى الثانية حين تمت المواجهة مع الفكر الديني الإسلامي ، فظهرت اليهودية القرائية كنوع من رد الفعل، فرفضت الشريعة الشفوية وطرحت منهجاً للتفسير يعتمد على القياس والعقل، أي أنها انشقت عن اليهودية الحاخامية تماماً ، ويمكن أن نضيف إلى الفرق اليهودية يهود الفلاشاه ويهود الهند الذين لا يشكلون فرقاً بالمعنى الدقيق، فهم لم ينشقوا عن اليهودية الحاخامية بقدر ما انعزلوا عنها عبر التاريخ وتطوَّروا بشكل مستقل ومختلف، فهم لا يعرفون التلمود أو العبرية، كما أن كتبهم المقدَّسة مكتوبة باللغات المحلية .. وتجدر ملاحظة أن ثمة فرقاً صغيرة، مثل الإبيونيين والمغارية والعيسوية والثيرابيوتاي وغيرها، وهي فرق صغيرة لكل منها تصوُّرها الخاص عن اليهودية، ولكنها، نظراً لعزلتها، لم تؤثر كثيراً في مسار اليهودية وقد اختفى معظمها من الوجود.. أما القرّاءون، فإنهم بعد عصرهم الذهبي في القرن العاشر، سقطوا في حرفية التفسير، الأمر الذي قلَّص نفوذهم حتى تحولوا إلى فرقة صغيرة آخذة في الاختفاء..
    وقد جابهت اليهودية أزمتها الكبرى الثالثة في العصر الحديث (في الغرب) مع الانقلاب التجاري الرأسمالي الصناعي ، وقد ظهرت إرهـاصات الأزمـة في شـكل ثورة شبتاي تسفي على المؤسسة الحاخامية، فهو لم يهاجم التلمود وحسب، وإنما أبطل الشريعة نفسها، وأباح كل شيء لأتباعه، الأمر الذي يدل على أن تراث القبَّالاه الحلولي، الذي يعادل بين الإله والإنسان، كان قد هيمن على الوجدان الديني اليهودي، وقد وصف الحاخامات تصوُّر القبَّاليين للإله بأنه شرك ، وبعد أن أسلم شبتاي تسفي، هو وأتباعه الذين أصبحوا يُعرفون بالدونمة ظهر جيكوب فرانك الذي اعتنق المسيحية (هو وأتباعه) وحاول تطوير اليهودية من خلال أطر مسيحية كاثوليكية ، وقد تفاقمت الأزمة واحتدمت مع الثورة الفرنسية، حيث إن الدولة القومية الحديثة في الغرب منحت اليهود حقوقهم السياسية، وطلبت إليهم الانتماء السياسي الكامل، الأمر الذي كان يعني ضرورة تحديث اليهود واليهودية وما تسبب عن ذلك من أزمة أدَّت إلى تصدعات جعلت أتباع اليهودية الحاخامية التقليدية (أي اليهود الأرثوذكس) أقلية صغيرة، إذ ظهرت اليهودية الإصلاحية ثم المحافظة ثم التجديدية، وهي فرق أعادت تفسير الشريعة أو أهملتها تماماً، واعترفت بالتلمود أو وجدت أنه مجرد كتاب مهم دون أن يكون مُلزماً.. كما أنها عَدَّلت معظم الشعائر، مثل شعائر السبت والطعام، وأسـقطت بعضـها، وعَدَّلت أيضاً كتب الصلوات وشـكل الصلاة، أي أن فهمها لليهودية وممارستها لها يختلف بشكل جوهري عن اليهودية الحاخامية الأرثوذكسية ، ومن الواضح أن هذه الفرق الجديدة هي الآخذة في الانتشار، في حين أن الأرثوذكس يعانون من الانحسار التدريجي ، ومنذ أيام الفيلسوف إسبينوزا، ظهر نوع جديد من اليهود لا يمكن أن نقول إنه فرقة ولكن لابد من تصنيفه حيث يشكل الأغلبية العظمى من يهود العالم (نحو 50%). وهذا النوع من اليهود هو الذي يترك عقيدته اليهودية، ولكنه لا يتبنى عقيدة جديدة، وهو لا يؤمن عادةً بإله على الإطلاق، وإن آمن بعقيدة ما فهو يؤمن بشكل من أشكال الدين الطبيعي أو دين العقل أو دين القلب، ولا يمارس أية طقوس.. وهؤلاء يُطلَق عليهم الآن اسم ( اليهود الإثنيون )، أي أنهم لا ينتمون إلى أية فرقة دينية تقليدية أو حديثة، ولكنهم مع هذا يسمون أنفسهم يهوداً لأنهم ولدوا لأم يهودية ، وتنعكس الخلافات بين الفرق اليهودية المختلفة على الدولة الصهيونية الأمر الذي يزيد صعوبة تعريف الهوية اليهودية ..
    مما تقدم يؤكد تنوع الهويات اليهودية وعدم وجود هوية يهودية واحدة ، فهناك ثلاث جماعات يهودية أساسية ، يؤمن أعضاؤها باليهودية الحاخامية وهي: السفارد والإشكناز والإسرائيليون .. وتوجد عشرات من الجماعات الصغيرة الهامشية تؤمن بأشكال مختلفة من اليهودية بدرجات متفاوتة ، ورغم تنوع هويات أعضاء الجماعات اليهودية ، يدعى الصهاينة أن ثمة (وحدة يهودية عالمية) ، وهو تصور أبعد ما يكون عن واقع أعضاء الجماعات اليهودية وفرقها وطوائفها ، فمثلاً من الجماعات اليهودية الهامشية توجد أنواع أربعة في الهند ، لا تنتمي إلى أي من الكتل الثلاث الرئيسية ، كما أن جماعة يهود الصين تختلف عن جماعات الهند ، وفي القوقاز هناك يهود جورجيا ويهود بخارى ويهود الجبال ، وهناك
    ( اليهود السود ) ومنهم الفلاشا والعبرانيون السود ، والنوع الأول يعيش في إثيوبيا.. أما العبرانيون فيعيشون في أميركا .. وهناك أيضا جماعات سوداء يهودية في غرب أفريقيا، بالإضافة إلى اليهود المستعربة، الذين عاشوا في البلاد العربية وأصبحوا عربًا ، وهناك السامريون الذين يعيشون في نابلس الآن ، وهناك أيضا القراؤون ، ويهود الدونمة ، ويهود شبه جزيرة القرم واليهود الأكراد ، واليهود الإيرانيون وغيرهم كثير وكثير، مما لا يمكن معه القول بوجود (وحدة يهودية عالمية )، حيث إن هؤلاء لا يختلفون عن أهل المناطق التي يعيشون فيها ، فاليهودي العربي مثلاً يتكلم العربية وهو جزء من الثقافة والحضارة والسلوك في المنطقة ، وهكذا .. فضلا عن ذلك فان الهوية اليهودية تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية ، كما يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري ، خارج فلسطين المحتلة : وهي هوية ذات ملامح يهودية عرقية أو دينية ، والبعد اليهودي فيها هامشي باهت ، لا يؤثر كثيرًا في سلوك أعضاء الجماعات اليهودية ، وداخل فلسطين المحتلة: وهي هوية جديدة تمامًا لا علاقة لها بكل الهويات السابقة ، وهي جيل ( الصابرا ) , ويتنبأ الدارسون بأن هؤلاء ( الصابرا) (وهم الجيل الذي نشأ في فلسطين المحتلة ولم يأت من الخارج) سيكونون أغيارًا (هو الاسم الذي يطلقه اليهود على غيرهم) يتحدثون العبرية ، لا تربطهم بأعضاء الجماعات اليهودية في العالم سوى روابط واهية لا تختلف كثيرًا عن روابط اليونانيين المحدثين بالإغريق القدامى ، ثم هناك اليهود المتدينون (الأرثوذكس) ، وهم أقلية صغيرة خارج إسرائيل وأقلية كبيرة داخلها . . كل هذا التنوع وكل هذه الأزمات التي مرت بها اليهودية – وما تزال – يشكل تحديا جديا للتجمع الصهيوني داخل فلسطين وخارجها ، وقد تؤدي إلى زعزعته لكنها قد لا تؤدي إلى انهياره من الداخل ، لان المقومات الأساسية لحياة هذا التجمع ووجوده تعتمد أيضا على عنصرين مهمين جدا هما الدعم الأمريكي والغياب العربي ..

    يهود الدونمة

    كانت أوروبا تعيش في فترة ظهور الدونمة مرحلة محاكم التفتيش ، والحريات الدينية مكبوتة ، أما اليهود الأوروبيون ، فقد كانوا يتعرضون للاضطهاد ، وخاصة في إسبانيا ، ولم يجد هؤلاء اليهود حاميـًا لهم إلا الدولة العثمانية ، ما عرف عنها من تسامح ديني ، فهاجر الكثير منهم إليها عام 1492 ميلادية نتيجة اضطهاد الملكة ايزابيلا الكاثوليكية لهم بسبب أعمالهم الفاشية القذرة ، وقد وصلوا إلى الدولة العثمانية والى سالونيك بالذات حيث استقبلهم المسلمون بالترحاب والأكل والشرب والمأوى على أساس أنهم في نظر الإسلام ( أهل كتاب ) يتبعون التوراة .. هناك نشأت الدونمة ، وهم جماعة من اليهود أظهروا الإسلام وأبطنوا اليهودية لكيد المسلمين .. سكنوا منطقة الغرب من آسيا الصغرى وأسهموا في تقويض الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة عن طريق انقلاب جماعة الاتحاد والترقي .. ولا يزالون إلى الآن يكيدوا للإسلام، لهم براعة في مجالات الاقتصاد والثقافة والإعلام ، لأنها هي وسائل السيطرة على المجتمعات .. أسس الدونمة شبتاي صفي ( 1626 ـ 1675) ( ويلفظ اسمه سبتاي ) وهو يهودي أسباني الأصل، تركي المولد والنشأة ، وكان ذلك سنة 1648ميلادية حين أعلن أنه مسيح بني إسرائيل ومخلصهم الموعود واسمه الحقيقي موردخاي تصفي ، وعرف بين الأتراك باسم قرامنتشته ..
    وعقيدة الدونمة عقيدة باطنية وهي واحدة من أغرب العقائد التي يصادفها الباحث.. ووجه الغرابة فيها هو أن أتباعها التزموا ظاهرًا واختيارًا بالشعائر الإسلامية التي لا يؤمنون بها، وآمنوا باطنا بمعتقدات يعتقدونها ولا يظهرونها للناس، وهم على الرغم من التزامهم الظاهري بالمعتقدات الإسلامية فإنهم يمقتون الإسلام .. ويُفسر علماء الدونمة إشهار شبتاي الإسلام على أنه مرحلة مقدمة لخلاص اليهود.. ولقد ظلت عقائد الدونمة ردحًا طويلاً من الزمن سرًا من الأسرار لا يعرفها إلا هم، وبقي الناس لا يميزون بين الدونمة وبين غيرهم من المسلمين، وكيف يميزونهم وهم يؤدون ما يؤديه المسلمون ويتسمّون بما يتسمّون به من أسماء .. لذلك تتخذ هذه الطائفة أسماء إسلامية وتؤدي تعاليم الإسلام الظاهر منها أمام الناس ، وتخفي في باطنها اعتقاداتها اليهودية المتمثلة في إيمانها بالله ربا وشبتاي صفي مسيحا لا مخلص له إلا هو والــــتزام كل ما أمر به .. وأفراد طائفة الدونمة يدخلون مساجد المسلمين ويؤدون طقوس طائفتهم في معابدهم الخاصة ، ويحجون إلى بيت الله الحرام ويحتفلون بأعياد المسلمين ويصومون شهر رمضان في الظاهر ويحتفلون بأعياد اليهود ويصومون صيامهم أيضا .. وهم يكرهون الإسلام ويدبرون المؤامرات للإطاحة بالحكم الإسلامي وينظمون الجمعيات السرية ضد المسلمين .. يظهرون المودة للمسلمين في الظاهر ويتظاهرون بالعمل لمصلحة المسلمين ، ويدخلون كافة التنظيمات المعادية للإسلام .. يمتلكون ويديرون أقوى أجهزة الإعلام ويعملون على توجيه الرأي العام على هواهم .. يتحالفون مع الماسونيين ومع الشيوعيين ومع الاشتراكيين ومع القوميين ومع اليهودية العالمية ، ويسخرون أجهزتهم الدعائية لخدمة أغراضهم المشتركة .. ويوجهون اهتماماتهم إلى ناحيتين : السيطرة على أجهزة الإعلام ، واحتلال المناصب المهمة في الأجهزة الحكومية ، وهم وإن كانوا معروفين بقدر ضئيل جدا في تركيا ، كما يقول الدكتور محمد عمر في بحثه القيم عن يهود الدونمة ، إلا أن دورهم في تركيا الحديثة كبير ، وما خفي منه أكثر بكثير جدا مما نعرف ، أما دورهم في البلاد الإسلامية الأخرى ، غير تركيا ، فمجهول من معظم الباحثين حتى الآن ..
    كان شبتاي شابا جميل الصورة ذكيا عالما أنيقا حلو الحديث ولذلك كان يفسر كل ما يتصور من صفات المسيح لصالحه.. أعد نفسه لكي يصبح حاخاما ، وكان شغوفا بأن يصبح رجل دين ( حاخاما ) ولذلك عهد به والده منذ سن مبكرة إلى حاخام يدعى ( إسحاق دالبا ) ليعلمه .. أثر هذا الحاخام في نفس شبتاي كثيرا فقد علمه التوراة والتلمود ثم حبب إليه الكشف عن المعاني المجازية والتصوفية في الكتب الدينية القديمة حتى اكتسب ملكة ومقدرة على تفسير هذه المعاني والدلالات الرمزية والتصوفية الواردة في تلك الكتب .. انكب على دراسة وتعلم هذه المعارف ، وهو ابن الثامنة عشرة من عمره ، وعندما بلغ الثانية والعشرين من عمره درس كتاب الزوهر وأعجب بالأفكار الواردة فيه ، وادعى أنه المسيح الذي سيخلص اليهود ويعود بهم إلى ( ارض الميعاد ) ..
    يقول المفسرون اليهود الذين يفسرون الكتابات المقدسة بشكل رمزي وصوفي أن لكل حرف من الأبجدية العبرية رقما خاصا وأن مجموع الأرقام يدل على أحداث لها معنى هام ، وقام بعض اليهود بحساب بعض الكلمات في بعض آيات التوراة وحسبوا بعض الجمل المتفرقة في بعض آيات التوراة واستخرجوا منها أن المسيح المنتظر سيظهر في عام 1648 ميلادي وهو الموعد الذي ينتظره اليهود المشتتون في هذا العالم وأنه سيقودهم إلى السيادة على العالم وإلى السعادة والرفاهية ويخلص اليهود من المحن الشديدة والضيق الكبير الذي يتعرضون له ، ومن اليهود من لم يصدق هذا وقال إن تفسير مجيء مسيح ( مثل هذا ) تفسير مجازي ومعناه أن اليهود سيعيشون حياة الرفاهية بعد ضيق وعناء ، ولكن قسما آخر آمن بأن المسيح سيتجلى في صورة إنسان ، في صورة نبي مخلص حاكم ، وكان المظنون عندهم عن هذا المسيح أنه سيحكم في فلسطين ويجعل من القدس مركزا للدولة اليهودية التي يتجمع فيها أشتات اليهود المتفرقين في أنحاء العالم ..
    وللدونمة ما يقرب من عشرين عيدا ، أحد هذه الأعياد هوعيد الحمل في 22 مارس ( آذار ) من كل عام ، أي أو يوم من أيام الربيع ، ويحتفل به في المساء ، يذبح فيه خروف ويؤكل الخروف المذبوح لهذا العيد في مراسم خاصة ، ويشترط الاحتفال لهذا العيد أن يكون عدد المجتمعين أربعة على الأقل ، رجلان وزوجتاهما ويمكن زيادة هذا العدد بشرط أن يتعادل فيه عدد الرجال والنساء وأن تكون النساء في أبهى حلتهن ومتحليات بأثمن ما عندهن من المجوهرات ويقمن بالخدمة على المائدة ، وبعد تناول الطعام يقوم الجميع بأخذ حظهم من السرور وفي ساعة معينة تطفأ فيها الأنوار ويبقى الجميع في الظلام ، والأولاد الذين يولدون بمناسبة هذا العيد يكتسبون نوعا من القدسية بين أفراد الدونمة ، وعندما يُسأل شاب من الدونمة عن مسألة الظلام الدامس واشتراط عدد متساو من الرجال والنساء المتزوجين يقول للسائل تزوج أولا ثم تعرف بعد ذلك .. استمر نشاط الدونمة في المجتمع التركي ، و كانوا يستهدفون إفساد هذا المجتمع في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والأخلاقية ، وكان من بين الأمور التي اهتم بها الدونمة مسألة إلغاء الحجاب ، وذلك عن طريق الدعوة للسفور في صحفهم ومجلاتهم ووسائل دعاياتهم ، وأثناء الهدنة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى دعا الدونمة عن طريق صحفهم ومجلاتهم بحرارة للاختلاط بين الطلبة والطالبات في الجامعة ، وكانوا بذلك يهدفون إلى منع ظهور شباب واع ومثقف يخدم الإسلام من الجنسين والراغبين بالحصول على درجات علمية عليا ..
    وقد انجرف لحملة الدونمة ، التي تدعو للاختلاط بين الجنسين في كل المحافل ، بعض المثقفين الأتراك الذين تأثروا بالفكر الغربي ، وهؤلاء لم يكونوا في ذلك الوقت على وعي بما يجري حولهم ويدبر ضد دولتهم من مؤامرات واسعة النطاق ، كما تجمع بعض الأتراك السذج حول عبد الله جودت صاحب جريدة اجتهاد وهو رجل معروف بإلحاده .. وقد أثارت دعوة شبتاي ثائرة رجال الدين اليهودي وقلقهم خاصة وانه حذف في صلواته الفقرة التقليدية الخاصة بالدعاء للسلطان ووضع اسمه ملقبا نفسه سلطان السلاطين ، وعندما علمت السلطات التركية بادعاءاته رأت خطورة في دعوته وأمرت باعتقاله وتوجيه تهمة الخيانة العظمى له ، وعقوبة هذه الجريمة القتل ،ولأجل أن ينقذ شبتاي حياته أعلن إسلامه وسمى نفسه (محمد عزيز أفندي ) ولم تنقطع صلته باليهود بعد إسلامه ، وكانت حجته في استمرار هذا الاتصال انه يعمل على هداية اليهود ،ولكنه في الحقيقة كان مستمرا في نشر دعوته ، وقد اسلم معه عدد من اليهود المؤمنين به وأمرهم بأن يظهروا الإسلام ويبقوا على يهوديتهم في الباطن، وظلوا يمارسون سرا بعض الطقوس والعادات اليهودية ، فقد احتفظوا بقراءة بعض فقرات من التوراة والزوهر واحتفظوا بتبجيلهم واحترامهم لشبتاي .. واستنادًا إلى تاريخ طويل من الخرافات التي سكنت خيال قسم من اليهود، وخالطت معتقداتهم رغم تساقطها عبر الزمن الواحدة تلو الأخرى، استطاع شبتاي صفي أن يجد منفذًا للخيال الجمعي لهؤلاء، مبلورًا دعوته حسب ما ذكره لأحد الحاخامات قبيل وفاته بسنتين: أنه في أحد الليالي من عام 1648 هبط عليه الروح القدس عندما كان يتمشى في الليل، على بعد ساعتين من المدينة، حيث سمع صوت الله يقول له : أنت مخلّص إسرائيل، أنت المسيح ، ابن داود المختار من قبل رب يعقــوب، وأنــت المقدّر لك إنقــاذ إسرائيل وجمعهم من أركان الأرض الأربعة إلى أورشليم .. لكن دعوته لاقت معارضة متزايدة من بعض اليهود الذين سفهوا آراءه ووجدوا في دعوته خطورة ، واعتبروا دعوته فتنة بين اليهود ، مما اضطره إلى ترك منطقة ازمير والسفر إلى خارج تركيا ، ووصل إلى مصر في عام 1663 ، حيث استضافه يهودي يدعى(رافاييل يوسف ) يعرفه المصريون باسم ( يوسف جلبي) وكان هذا يعمل رئيسـًا للصيارفة بالقاهرة ، واستطاع شبتاي أن يكسب رافاييل إلى جانبه ، ويفيد من دعمه المالي لحركته، ثم نقل مركز نشاطه إلى سالونيك ، وذاع صيته بين يهود الدولة العثمانية ووصلت دعوته إلى عدد كبير من بلاد أوربا وجذبت دعوته العديد من المؤمنين به ، بعدها قام بزيارة لفلسطين ، وتعرف بيهود القدس عن قرب ، ثم عاد إلى أزمير ، مسقط رأسه ، حيث كانت شهرته قد طبقت الآفاق .. وفي أزمير انهالت عليه وفود اليهود من رودس وادرنة وصوفيا واليونان و ألمانيا ، حيث قلدته هذه الوفود تاج ) ملك الملوك ) .. قام شبتاي بتقسيم العالم إلى 38 جزءً ، وعين لكل جزء منها ملكـًا ، لأنه كان يتصور أنه سيحكم العالم كله من فلسطين ، وكان في كل ذلك يوقع بلقب ( الابن الوحيد الأول ليهوه ) .. وبعد عشر سنوات اتضح للحكومة العثمانية أن إسلام شبتاي كان خدعة فنفته إلى ألبانيا ( برات ) وبقي هناك خمس سنوات فتوفيت زوجته سارة ، وتزوج من امرأة اسمها ( يوهوفيد ) من سالونيك فسماها ( عائشة ) ، وفي عام 1675 توفي شبتاي المسيح المزيف عن عمر يناهز 49 عاما ودفن على ضفة نهر ، ولكن أتباعه ما يزالون يقفون على ضفاف النهر وينادون ( شبتاي نحن بانتظارك ) .. أطلق الأتراك المسلمون على أتباع هذا المذهب ( الدونمة ) ، وهي تعني (المتحولون عن دينهم ) أو ( المرتدون عنه ) .. بينما تطلق الجماعة ذاتها على نفسها (مئامنيم)، وتعني ( المؤمنون ) أو ( المصدقون) بـ(شبتاي صفي).. ويعتبر الدونمة أنفسهم مجموعة مختارة متميزة لأنهم تابعوا شبتاي صفي في تظاهره بالإسلام، وقبلوه بينما لم يفعل ذلك البقية من أتباعه.. وكان عدد الدونمة قليلاً عندما كان شبتاي حيًا، وكان أكثرهم من يهود تركيا ودول البلقان .. ففــي منتصف ثمانينات القرن السابع عشر الميلادي، أي بعد وفاة شبتاي بسنوات، أظهر ما يقارب من ثلاثمائة عائلة من أتباعه إسلامها في سالونيك ، اليونان، ثم هاجر أكثر من كان في تركيا منهم إليها، فأصبحت سالونيك منذئذ المركز الرئيس لهذه الفرقة ..
    بعد وفاة شبتاي انقسمت الدونمة إلى فرق كثيرة .. حيث تولى قيادتها ، أبراهام نطحان ، وهو يهودي، وبسبب نشاطه وقدراته أصبح رسول شبتاي إلى الناس ، وكذلك جوزيف بيلوسوف ، وهو خليفة شبتاي ووالد زوجته الثانية ، كان يتحرك باسم عبد الغفور أفندي .. ثم مصطفى جلبي رئيس فرقة قاش وهي من ضمن ثلاث فرق تفرعت عن الدونمة وهم اليعاقبة والقاقاشية والقاباتجية .. لم يكن للدونمة في بداية أمرهم مؤلفات مطبوعة ومتداولة ، ولكن كانت لهم نشرات سرية كثيرة يتداولونها فيما بينهم .. وقد انقسم أتباع شبتاي إلى ثلاثة مجاميع :
    1 . المخلصون لشبتاي ..
    2 . أتباع يعقوب قوريدو ..
    3 . أتباع اغا عثمان ..
    ولكل شيعة عادات وتقاليد تميزها عن الأخرى ، وترى كل شيعة أنها هي وحدها التي تسير على الدرب الصحيح .. ولكل عضو من أعضاء الدونمة اسمان : اسم يهودي واسم إسلامي ، يتعامل داخل مجتمع الدونمة بالاسم اليهودي وخارج هذا المجتمع بالاسم الإسلامي .. وقد ظهر عدد من اليهود ادعوا النبوة ، وأشهرهم يعقوب فرانك الذي ظهر في مقاطعة ( بودوليا ) البولندية على حدود الدولة العثمانية .. وادعى يعقوب فرانك انه جاء ليتمم رسالة شبتاي ، وكان أكثر تطرفا من شبتاي ، فنادى بإبطال العمل بالتلمود وجعل الزوهر أساسا للتعاليم اليهودية ، واستخف بالشريعة اليهودية التي يطبقها رجال الدين اليهودي واستطاع أن يضم إلى دعوته عددا من اليهود .. ولكن دعوته لم تستمر طويلا وانتهت باعتناقه المسيحية ..
    وشجع تمرد فرانك وغيره على سلطة التلمود التشريعية وإيثار الزوهر إلى توجيه الدارسين إلى الاهتمام بدراسة كتاب الزوهر .. وقد جذب بعضهم فكرة اقتبسها من الزوهر من عقائد شعوب الشرق وهي أن كل ما يحدث في عالمنا إنما هو تنفيذ لما قرر في العالم ( العلوي ) ، وان في استطاعة الأتقياء من بني البشر أن يؤثروا على مقدرات هذا العالم عن طريق ابتهالات وصلوات ، وقد راجت هذه الفكرة بين المجتمعات التي تفتقر إلى الثقافة ..
    وتتحدد أفكار الدونمة وآراءها بالأمور التالية :
    1 . يعتقدون أن شبتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود ..
    2 . يقولون إن الجسم القديم لشبتاي صعد إلى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب والعمامة ليكمل رسالته..
    3 . يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية الماكرة الحاقدة على المسلمين ..
    4 . لا يصومون ولا يصلون ولا يغتسلون من الجنابة، وقد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً وخداعاً، ومراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم ومحافظة على مظاهرهم كمسلمين ..
    5 . يحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج ..
    6 . لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها : الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة ..
    7 . لهم زي خاص بهم ، فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء ..
    8 . يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم ..
    9 . يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها ..

    أما جذور الدونمة الفكرية والعقائدية :

    1 . عقيدتهم يهودية صرفة ، وبالتالي فهم يتحلّون بالخصال الأساسية لليهود، كالخبث والمراوغة والدهاء والكذب والجبن والغدر، وتظاهرهم بالإسلام إنما هو وسيلة لضرب الإسلام من داخله ..
    2 . لهم علاقة وطيدة بالماسونية، وكان كبار الدونمة من كبار الماسونيين ..
    3 . يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية ..
    4 . يمتلكون ويديرون أكثر الجرائد التركية انتشاراً مثل جريدة حريت ومجلة حياة ومجلة التاريخ وجريدة مليت وجريدة جمهوريت وكلها تحمل اتجاهات يسارية ولها تأثير واضح على الرأي العام التركي ..
    وينتشر عناصر الدونمة في تركيا حتى اليوم وما يزالون يملكون فيها وسائل السيطرة على الإعلام والاقتصاد، ولهم مناصب حساسة جدًّا في الحكومة .. وكانت الدونمة وراء تكوين جماعة الاتحاد والترقي التي كانت جلّ أعضائها منهم، وكما ساهموا من موقعهم هذا في علمنة تركيا المسلمة، وسخروا كثيرًا من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية .. وبشكل عام كانت طائفة الدونمة تتحين الفرص للانتقام من الإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية الإسلامية والهجوم على شعائر الإسلام ، ويكفي أنهم أداروا الجزء الأعظم من انقلاب تركيا الفتاة الذي أسقط السلطان عبد الحميد الثاني ..

    ***

    (*) تنويه / هذا الموضوع جزء من كتاب – قيد الانجاز – يتحدث عن أنواع الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة .. وستقوم تباعا بنشر باقي الفرق إن شاء الله ..

    المراجع

    1 . الدكتور عبدالوهاب المسيري ، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، القاهرة 1999
    2 . عبدالوهاب المسيري ، من هم اليهود ؟ وما هي اليهودية ؟ دار الشروق ، القاهرة ، الطبعة الأولى ..
    3 . محمد بحر عبدالمجيد ، اليهودية ، مكتبة سعيد رأفت ، القاهرة ، 1978
    4 . . الدكتور محمد عمر ، يهود الدونمة ، مؤسسة الدراسات التاريخية ..
    5 . الدكتور جعفر هادي حسن ، الدونمة بين اليهودية والإسلام ، شركة دار الوراق ، لندن ، 2008 ، عرض نوافذ ..
    6 . الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، موقع صيد الفوائد ..
    7 . دكتور حنان مصطفى أخميس ، يهود الدونمة ، موقع دنيا الوطن ..
    8 . الإمام أبو محمد علي بن احمد بن حزم الظاهري ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ، وبهامشه الملل والنحل للإمام أبي الفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني ، طبع على نفقة احمد ناجي الجمالي ومحمد أمين الخانجي وأخيه ، طبع في المطبعة الأدبية ، سوق الخضار القديم ، سنة 1320 هجرية ..
    9 . دكتور محسن محمد صالح ، المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي ، سلسلة دراسات منهجية في القضية الفلسطينية ، موقع المركز الفلسطيني للإعلام ..


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية ايمان سمير محمد
    تاريخ التسجيل
    21/10/2010
    العمر
    33
    المشاركات
    78
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: مقدمة في الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة / يهود الدونمة

    حياكم الله بالسلام والرحمه والبركه ،
    استاذي القدير / عبد الوهاب الجبوري
    دراسه قيمه غايه في الروعه
    ننتظر باقي الفرق الدينيه ..وفقكم الله وجزاكم كل الخير

    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

  3. #3
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: مقدمة في الفرق الدينية اليهودية القديمة والمعاصرة / يهود الدونمة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان سمير محمد مشاهدة المشاركة
    حياكم الله بالسلام والرحمه والبركه ،
    استاذي القدير / عبد الوهاب الجبوري
    دراسه قيمه غايه في الروعه
    ننتظر باقي الفرق الدينيه ..وفقكم الله وجزاكم كل الخير

    حيا الله الاستاذة ايمان
    مرور عطر واطلالة بهية
    تكرم عينك وان شاء الله سنتواصل مع باقي الفرق بعون الله
    خالص الود والمحبة


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •