الأمير سليمان بن قطلمش.. مؤسس دولة سلاجقة الروم

براءة أحمد زيدان

مقدمة:
لقد لعب بعض أمراء السلاجقة في أطراف المملكة السلجوقية دوراً هاماً ومنهم الأمير سليمان بن قطلمش ابن اسرائيل ابن سلجور الذي أراد انتزاع الحكم من ألب أرسلان ففشل وقتل لكن مقتله لم يمنع ابنه الأمير سليمان بن قطلمش من متابعة مسيرة والده حيث طلب السلطنة لنفسه([1]) وأراد أن يتابع مسيرة والده. ويعتبر سليمان بن قطلمش جد ملوك الروم والمؤسس الحقيقي لدولة سلاجقة الروم حيث عمرت طويلاً ولعبت دوراً كبيراً في حماية دار الإسلام وتوسيع رقعتها على حساب دار الحرب حيث حكمت هذه الدولة الأناضول أكثر من قرنين ونصف واستمرت عملية التجزئة من بعده حتى أدت لتفتيت الدولة السلجوقية حيث كان حكم السلاجقة حكماً مضطرباً غير مستقر سيطرت عليه أهواء وأطماع فتية تراوحت أعمارهم حين تولوا الحكم بين أربع سنوات وثلاثين سنة([2]).

الأمير سليمان بن قطلمش المؤسس الحقيقي لدولة سلاجقة الروم:
لقد عمل ملكشاه على توطيد نفوذ السلاجقة في آسيا الصغرى, وكانت هذه البلاد قد فتحت أبوابها في وجه السلاجقة بعد موقعة ملاذكرد فعين في عام 470هـ - 1077م سليمان بن قطلمش بن اسرائيل والياً عليها فوضع يده على ولايتي قونية وآمدسرا وهو يعد كما ذكرت سابقاً المؤسس الحقيقي لدولة سلاجقة الروم, التي ظلت تحت حكم هذه البلاد إلى عام 700هـ/ 1300م.
وقد تمكن سليمان من توطيد نفوذ السلاجقة في آسيا الصغرى ثم حاول توسيع رقعة دولته بفتح أقاليم جديدة, ففتح مدينة أنطاكية في عام 477هـ/ 1084م وكانت من بلاد الشام, غير أنها كانت تحت حكم قياصرة الروم منذ عام 358هـ/ 968م ولذلك كان فتحها بالغ الأهمية لأنه جعل نفوذ الدولة السلجوقية يمتد إلى سواحل البحر المتوسط ولكنه أشعل نيران الفرقة بين أفراد البيت السلجوقي, فبدأ التنازع بين سليمان وتتش وقد حاول كل منهما أن تكون منطقة نفوذه أوسع ففكر في الإستيلاء على جزء من الأقاليم الخاضعة لنفوذ الآخر وكان سليمان هو الذي بدء بالعدوان فقد فكر بالاستيلاء على حلب وضمها لمنطقة نفوذ سلاجقة الروم, بعد أن تم له فتح أنطاكية فسار إليها وحاصرها حصاراً شديداً, حتى استنجد حاكمها بتتش, لأنه كان قد أوجس خيفةً من اتساع نفوذ سليمان, وامتداده إلى بلاد الشام, فأسرع لصد سليمان عن حلب, ودارت بين الطرفين حرب أدت إلى انتصار تتش وضمه لحلب إلى حوزة سلاجقة الروم([3]).

فتح الأمير سليمان بن قطلمش لأنطاكية:
لقد ورد فتح الأمير سليمان بن قطلمش لأنطاكية في عدة مصادر, ولنبدأ أولاً:

أ ـ مع الشيخ العلامة ابن الأثير: يذكر لنا بدقة تامة أن الأمير سليمان بن قطلمش سار من بلاد الروم إلى الشام وأخذ مدينة أنطاكية من أرض الشام حيث كانت بيد الروم ثمان وخمسين وثلاثمائة كما ذكر عن سبب ملك سليمان للمدينة بأن صاحبها الفردوس الرومي كان قد سار عنها إلى بلاد الروم ورتب بها شمنة وكان الفردوس مسيئاً لأهلها وجندها واتفق ابنه والشمنة على تسليم البلاد لسليمان وكاتبوه يستدعونه فركب البحر في ثلاثمائة فارس وكثير من الرجال معه حتى عبر الجبال الوعرة ووصل إليها في الموعد المحدد وأخذ البلد في شعبان فقاتله أهل البلد ولكن هزمهم وقتل كثيراً منهم ومن ثم عفا عن بعضهم وتسلم القلعة المعروفة بالقيسان وأخذ من الأموال ما يجاوز الإحصاء وأحسن إلى الرعية وعدل فيهم ومنع أصحابه من النزول في دورهم ومخالطتهم ولما ملك سليمان أنطاكية أرسل إلى السلطان ملكشاه يبشره وينسب هذا الفتح إليه لأنه من أهله وممن يتولى طاعته فأظهر ملكشاه البشارة به وهنأه الناس ولهذا الفتح العظيم قال فيهم الآبيوردي من قصيدة مطلعها:
طلعت كناصية الحصان الأشقر* نار بمعتلج الكثيب الأعفر.
وفتحت أنطاكية الروم التي * نشرت معاقلها على الإسكندر.
وطئت مناكبها جيادك فانثنت * تلقي أجنتها بنات الأصفر([4])

ب ـ أما عبد الرحمن ابن خلدون: فقد عرض لنا الحادثة نفسها تقريباً لكن أقل دقة من ابن الأثير حيث قال: "إن سليمان بن قطلمش بن اسرائيل بن سلجون كان قد ملك أنطاكية حيث كانت بأيدي الروم منذ سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وذكر بأن ملكها الفردوس قد أساء السيرة إلى جنده ورعاياه وتنكر لابنه فاتفق سليمان مع ابنه على تسليمه للمدينة حيث عبر البحر وسار في جبال وعرة وقاتل أهل المدينة فهزمهم وقتل الكثير منهم ثم عفا عنهم وملك القلعة وغنم منها الأموال وأحسن إلى أهلها ثم أمر لهم بعمارة ما خرب من البلاد وأرسل إلى السلطان ملكشاه بالفتح"([5])

ج ـ أتابع الآن كيفية فتح سليمان بن قطلمش أنطاكية كما ورد في كتاب الدكتور سهيل زكار آخذاً ذلك عن رواية أكثر تفصيلاً لابن العديم من ابن خلدون وابن الأثير: بعد أيام من نجاة مسلم بن قريش من أمد تمكن سليمان بن قطلمش وهو أحد أفراد الأسرة السلجوقية الذين كانوا يعملون داخل الأراضي البيزنطية من احتلال نيقية وهي بلد بالساحل تضاهي أنطاكية واستولى على جميع ما يليها من طرسوس وأذنة ومصيصة وعين زربة أي مناطق الثغور الإسلامية البيزنطية التي كانت بيزطة قد انتزعتها في منتصف القرن العاشر من سيف الدولة الحمداني بفضل جهود نقفور فوكاس وحين صنع سليمان هذا أسس دولة سلاجقة الروم الشهيرة التي ورثتها الدولة العثمانية بعد عدة قرون وبعد احتلال سليمان لنيقية وما جاورها توجه بأنظاره نحو مدينة أنطاكية التي كان أيضاً قد احتلها البيزنطيون في منتصف القرن العاشر.
ويقدم لنا ابن العديم رواية مفصلة حول احتلال سليمان لأنطاكية جاء فيها: وفي سنة سبع وسبعين وأربعمائة (1084م) شرع سليمان بن قطلمش في العمل على أنطاكية والاجتهاد في أخذها إلى أن تم له ما أراد فأسرى من نيقية في عسكره وعبر الدروب وأوهم أن الفلاردوس (الحاكم البيزنطي لأنطاكية) استدعاه وأسرع السير إلى أن وصل أنطاكية ليلاً فقتل أهل ضيعة تعرف بالعمرانية جميعهم لئلا ينذروا به وعلقوا حبالاً في شرفات السور بالرماح وطلعوا مما يلي باب فارس وحين صار منهم على السور جماعة نزلوا إلى باب فارس وفتحوه ودخل هو وعسكره من الباب وأغلقوه وكانوا مائتين وثمانين رجلاً ولم يشعر بهم أهل البلد إلى الصباح وصاح الأتراك صيحة واحدة فتوهم أهل أنطاكية أن عسكر الفلاردوس قد قاتلوهم وانهزموا وعلموا أن البلد قد هزم فبعضهم هرب إلى القلعة وبعضهم رمى بنفسه من السور وبعد ان أصبح سليمان سيد مدينة أنطاكية توارد إليه التركمان فحاصر قلعة أنطاكية قرابة شهر ففتحها واتخذ أنطاكية مقراً له وفتح الحصون المجاورة بعضها عن طوع وبعضها عن استدراج ثم أخذ يتطلع نحو مدينة حلب للاستيلاء عليها وضمها إلى مملكته الجديدة الناشئة ولقد جلب استيلاء سليمان على أنطاكية معه تهديداً جديداً وهائلاً لوضع مسلم بن قريش وحكمه في حلب حيث أن سليمان بعد توطيد نفسه في أنطاكية أخذ يعمل على احتلال أراضي حلب كمقدمة لأخذ حلب نفسها ولقد انضم إليه في أنطاكية عدد من الأمراء المرداسيين مع أتباعهم وجاء إليه عدد لا بأس به من عساكر مسلم لأن مسلم كان قد أنقص أعطياتهم بعد هزيمته في آمد([6]).
مع تقديري الشديد جداً لكل من روايتي ابن الأثير وابن خلدون أرى أن روايتي ابن الأثير وابن خلدون كانتا متشابهتين في الحديث عن فتح الأمير سليمان بن قطلمش لأنطاكية أما في رواية ابن العديم في كتاب الدكتور سهيل زكار (المدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية) قدمّ لنا رواية أكثر تفصيلاً ودقةً من الروايتين السابقتين.

الصراع بين الأمير سليمان بن قطلمش ومسلم بن قريش:
لقد جاء مسلم بن قريش إلى حلب بعد أن جمع بعض القوات البدوية وأخذ يعد العدة للاصطدام بسليمان بن قطلمش فاستدعى إليه المقدم التركماني جبور واستأجره مع أتباعه وأخذ مسلم يغير على أراضي حلب وما كان من سليمان إلا أن رد عليه بغارات مماثلة على أراضي حلب ولقد تضرر أهالي قرى حلب وفلاحوها كثيراً من هذه الغارات واحتجوا لسليمان على أعماله ضدهم فأجابهم بأنه ليس من خلقه نهب المسلمين ولكن مسلم بن قريش أكرهه على ذلك وعلى الطرف الآخر علل مسلم بن قريش غاراته على أنطاكية فجعل أسبابها عدم تلبية سليمان لمطالبه فقد كان مسلم يتقاضى من البيزنطيين أصحاب أنطاكية مبلغاً من المال كجزية سنوية وقطع فتح أنطاكية هذا المبلغ عنه وطالب مسلم الآن سليمان بدفع ما كان البيزنطيون يدفعونه فلم يجبه إلى ذلك وقال تلك الجزية كانت على الروم لتمسك على جهادهم وقد قمت أنا بفريضة الجهاد وصارت أنطاكية للمسلمين فكيف أؤدي عنها إليك جزية؟!
ونصح مسلم أن يتجنب الحرب مع سليمان الذي لم يكن له علاقات طيبة مع السلطان ملكشاه وقيل له بأن من الأفضل التصالح معه والتحالف, ولكن مسلم ركب رأسه فرفض ما أسدي إليه من نصائح وقرر أن يهاجم أنطاكية في سبيل انتزاعها من سليمان لذا قاد جيشه نحو أنطاكية وعلى الطريق اعترضه سليمان بن قطلمش نحو عفرين وفي ظهيرة يوم السبت 478هـ/ 24 صفر – 1085م/21 حزيران اشتبكت قوات سليمان فانتصرت عليها لأن الشمس كانت في وجوه أصحاب مسلم ولأن قوات جبور الغازية تخلت في بدء المعركة عن مسلم وانضمت إلى جيش سليمان ولأن أصحاب مسلم وأتباعه من عقيل وغيرها من القبائل هربوا من ساحة المعركة وتركوا مسلم يعاني مصيره ولم يصمد مع مسلم سوى أحداث حلب وكانوا ستمائة وحاول مسلم الانسحاب إلى حلب وجهد الأحداث في تغطية انسحابه حيث انسحب منهم أربعمائة وأخفق مسلم بن قريش في تأمين النجاة لنفسه وتلقى ضربة أفقدته حياته حيث أنهى مقتله جميع المشاريع التي خطط لها كما أنهى الفترة التي كان المتصارعون فيها للسيادة على الشام هم البدو العرب من جهة والبدو التركمان من جهة أخرى ولقد أصبح الصراع من الآن فصاعداً بين التركمان أنفسهم من أجل السيادة على الشام حيث أن القبائل العربية أزيحت تماماً عن مسرح الأحداث ولم يعد لها شان يذكر في إحداث التغيرات السياسية في الشام([7]).

صراع الأمير سليمان بن قطلمش مع تتش سنة 478 هـ في معركة عين سليم
بعد أن انسحب سليمان بن قطلمش إلى أنطاكية بعد المعركة التي قتل فيها مسلم بن قريش وأرسل لابن الحتيتي القائم بأعمال حلب بعد ابن قريش يطلب منه طاعته والتبعية له فرد عليه يماطله ويعتذر حتى يكاتب السلطان السلجوقي في هذا الأمر, وفي نفس الوقت قام ابن الحتيتي بمراسلة تتش للقدوم إليه لتسليمه المدينة واتجه كل من سليمان بن قطلمش وتتش إلى حلب طمعاً فيها فالتقت عساكرهما في شهر صفر 479هـ في مكان يقال عين سليم فاقتتلا قتالاً شديداً انهزمت بعدها عساكر سليمان وقتل سليمان في هذه المعركة وقد خلا الميدان هنا لتتش بعد أن تخلص من منافسين قويين, فتابع سيره إلى حلب ليأخذها فأغلق ابن الحتيتي الأبواب في وجهه وأعتذر له بأنه راسل السلطان ملكشاه في أمر حلب إلا أن تتش شدد الحصار عليه ولم يسمع كلامه فاستسلم ابن الحتيتي له وسلمه المدينة في ربيع الأول سنة 479هـ بعد أن طلب منه الأمان وأجيب إلى طلبه بقيت قلعة حلب بيد سالم بن مالك العقيلي ابن عم شرف الدولة مسلم بن قريش فامتنع بها ورفض التسليم, وأثناء ذلك سمع تتش بقدوم أخيه السلطان ملكشاه إلى حلب فخرج منها عائداً إلى دمشق([8])
وبهذه المعركة التي وقعت بين سليمان وتتش وأدت لمقتل سليمان بعد قرابة سنة من مقتل مسلم بن قريش كانت أول معركة اقتتل فيها جيشان سلجوقيان من أجل السيادة على إحدى مناطق الشام ومن هنا تأتي أهميتها حيث أنها افتتحت فترة جديدة في تاريخ الشام والتاريخ السلجوقي وسببت وضع حلب لأول مرة في تاريخها تحت حكم السلاجقة المباشر وبذلك خلص معظم الشام للسلاجقة, وبات بإمكانهم تطويق الجزيرة والإجهاز على ما بقي فيها من قوة. إن سقوط الشام ووقوعها تحت الحكم السلجوقي كان في غاية الخطورة وذلك لما جلبه معه من تغيرات هائلة في ميادين الحياة السياسية والدينية والاجتماعية وحتى العرقية, تغيرات تأثر بها جميع سكان بلاد الشام على مختلف طبقاتهم وأنماطهم في الحياة وعقائدهم وبعد أن انتصر تتش على جيش سليمان تحرك نحو حلب وجد أبوابها مغلقة أمامه من قبل الحتيتي, لكن سرعان ما فتحت أمامه من قبل بعض تجار حلب الذين كانوا يكرهون الحتيتي لما سببه لهم من ضرر لمصالحهم, فتمكن تتش من الدخول إليها والاستيلاء عليها كما أخذ قلعة الشريف وألقى القبض على الحتيتي ونفاه إلى القدس, وبعد ذلك آثر تتش أن لا يصطدم مع أخيه وأن لا يلتقي به بأي حال من الأحوال لذلك جمع قواته وانسحب على رأسها عائداً إلى دمشق([9]).

الخاتمة: مقتل الأمير سليمان وخلفائه من بعده:
بعد معركة عين سليم بين تتش والأمير سليمان بن قطلمش أدت هذه المعركة كما ذكرت سابقاً إلى مقتل الأمير سليمان, وأسر وزيره الحسن بن طاهر وقد اختلف في قتل سليمان فقيل عارضه فارس من خراسان تاج الدولة فرماه في صدغه بسهم فقتله. وقيل لما يئس من النصرة نزل على فرسه, وقتل نفسه بسكين خفية. وقيل: إن المصامدة تتبعت أسلاب القتلى فظفروا بدرع مرصع بالياقوت والعقيان النفيس, ونمى الخبر إلى تاج الدولة, فأحضره فقال "هذا يشبه سلب الملوك" وقد قال لهم "لا تبينوه لي حتى أريكموه من بين القتلى" فقيل له "من أين علمت ذلك" فقال "قدمه تشبه قدمي وأقدام بني سلجوق تتشابه" ثم قال بلسانه "ظلمناكم, وأبعدناكم, ونقتلكم" ثم مسح عينيه, واغتم لقتله, وترحم عليه, وأحضر أكفاناً نفيسة فكفنه وصلى عليه وحمله إلى حلب فدفنه إلى جانب مسلم بن قريش وقيل بأنه دفن معه في قبر واحد.
ولما جرى ما جرى من قتل سليمان سار تاج الدولة إلى حلب وأقطع بلد حلب وأعمالها لعسكره إلا ما كان لبعض العرب الذين وفدوا عليه, فإنه أقره في أيديهم, ثم رحل إلى مرج دابق وأقام أياماً وبقيت حلب له حيث نادى الناس في حلب بشعاره([10]).

وبذلك تكون قد انتهت حياة شخصية سلجوقية عظيمة ألا وهي شخصية الأمير سليمان بن قطلمش الذي أسس دولة سلاجقة الروم حيث حكمت الأناضول حوالي القرنين من الزمن, وقد قام بأعمال عظيمة وخالدة ذكرتها في بحثي ولكن وافته المنية قبل أن يتم رسالته فقد كان خير أمير سلجوقي, وجاء بعده السلطان ملكشاه الذي بلغت الدولة السلجوقية ذروة اتساعها في عهده من ثم السلطان محمد, وبعده السلطان سنجر الذي خربت خراسان من بعده, وبعده جاء السلطان طغرل حيث خربت العراق من بعده, رحمهم الله جميعاً, فقد كان العدل في أيامهم قائم ومبسوط ومعمور الأوساط, فسبحان من لا يزول حكمه([11]).

عن موقع رابطة أدباء الشام

الهوامش :
(1) صدر الدين بن علي الحسيني المسمى بالصدر الكبير العالم صدر الدين أبي الحسن علي ابن السيد الإمام الشهيد أبي الفوارس ناصر بن علي الحسيني (575هـ - 1880م)؛ انظر: أخبار الدولة السلجوقية, اعتنى بتصحيحه محمد إقبال, منشورات دار الآفاق الجديدة, بيروت, مراجعة لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة, الطبعة الأولى, 1404هـ/ 1984م, ص 30- 32.
(2) د. عبد الكريم غرايبة, العرب والأتراك "دراسة لتطور العلاقات بين الأمتين خلال ألف سنة", مطبعة جامعة دمشق, 1381هـ/ 1961م, ص 86.
(3) د. عبد النعيم محمد حسنين, دولة السلاجقة, مكتبة الأنجلو المصرية, جامعة الأزهر, 1975م, ص 57.
(4) الشيخ العلامة عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير: الكامل في التاريخ, دار صادر للطباعة والنشر, دار بيروت للطباعة والنشر, 1386هـ/ 1966م, المجلد العاشر, يتألف الكتاب من 13 جزءً, ص 138 – 139.
(5) عبد الرحمن ابن خلدون (732 – 808هـ) (1332 – 1406م), ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر, ضبط المتن والحواشي, د. خليل شحادة, مراجعة د. سهيل زكار, دار الفكر للطباعة والنشر, ج5, يتألف من 8 أجزاء, ص 9.
(6) سهيل زكار, المدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية, "دراسة تتناول قيام الأمبراطورية السلجوقية وأحوال الشام والجزيرة عشية الغزو الصليبي, " مؤسسة الرسالة, دار الأمانة, بيروت, لبنان, الطبعة الأولى, 1391هـ/ 1972م, ص197- 198- 199.
(7) سهيل زكار, المرجع السابق, ص 200 ـ 201.
(8) يوسف أرشيد, سلاجقة الشام والجزيرة في الفترة ما بين 435– 570هـ, تمت الفهرسة بمعرفة دائرة المكتبات والوثائق الوطنية, 1409هـ - 1988م, ص 83 – 84.
(9) سهيل زكار, المرجع السابق, ص 203 – 204.
(10) المولى الصاحب كمال الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله ابن العديم, زبدة الحلب من تاريخ حلب, عني بنشره وتحقيقه ووضع فهارسه د. سامي الدهان, 457هـ - 569هـ, الجزء الثاني, يتألف من 3 أجزاء, ص 461 – 462.
(11) الحسيني, أخبار الدولة السلجوقية, المصدر السابق, ص 196.

المصادر والمراجع المستخدمة في البحث:
1. ابن الأثير: الكامل في التاريخ, دار صادر للطباعة والنشر, دار بيروت للطباعة والنشر, بيروت 1386هـ/ 1966م, المجلد العاشر, يتألف من 13 جزء.
2. الحسيني: أخبار الدولة السلجوقية, اعتنى بتصميمه محمد إقبال, منشورات دار الآفاق الجديدة, بيروت, مراجعة لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة, حقوق الطبع والنشر محفوظة, الطبعة الأولى, 1404هـ/ 1984م.
3. ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون المسمى بديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر, ضبط المتن والحواشي والفهارس الأستاذ: خليل شحادة, مراجعة الدكتور: سهيل زكار, ج5, يتألف من 8 أجزاء.
4. ابن العديم: زبدة الحلب من تاريخ حلب, عني بنشره وتحقيقه ووضع فهارسه سامي الدهان, المعهد الفرنسي بدمشق للدراسات العربية, ج2, (457-569هـ), يتألف من 3 أجزاء.
5. د. إرشيد يوسف: سلاجقة الشام والجزيرة في الفترة ما بين (453-570هـ), تمت الفهرسة بمعرفة دائرة المكتبات والوئائق الوطنية, (1409هـ - 1988م).
6. د. سهيل زكار: المدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية "دراسة تتناول قيام الإمبراطورية السلجوقية وأحوال الشام والجزيرة عشية الغزو الصليبي".
7. د. عبد الكريم غرايبة: العرب والأتراك "دراسة لتطور العلاقات بين الأمتين خلال ألف سنة", مطبعة جامعة دمشق, 1381هـ - 1961م.
8. د. عبد النعيم محمد حسنين: دولة سلاجقة الروم, مكتبة الأنجلو المصرية, جامعة الأزهر, 1975م.