آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

العرض المتطور

  1. #1
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    عندما تكون قريبا من شخصية كاريزمية فلن تشعر بالطاقة تتفجر منها فقط بل إنَّ هذه الطاقة تنتقل إليك مثل العدوى الإيجابية لأن أمثال هؤلاء يعرفون إلى أين هم ذاهبون فيأسرون الآخرين بتميزهم وحماسهم. لكن هذه الشخصيات الجاذبة بالتأكيد لم تحقق نجاحاً عظيماً دون صعوبات. لذا قيل (لا يُرمى بالحجر إلا الشجر المثمر) وتفسيرها يسير وسهل فالحجر: أداة الحساد، والشجر المثمر: نجاح المحسود.
    ظاهرة الغيرة المهنية أو الحسد ترتبط غالبا بأجواء المنافسة. والمنافسة في اللغة مشتقة من النفاسة و هي المبادرة إلى الكمال الذي يشاهده الإنسان في غيره فينافسه حتى يلحقه أو يجاوزه وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفس. والتنافس في فعل الخير من علو الهمة وهي نوع من المسابقة قال تعالى (فاستبقوا الخيرات) المائدة 48 وقال تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) المطففين 26. المنافس يختلف عن الحسود فالحسود عدو النعمة متمن زوالها عن المحسود كما هي زائلة عنه بينما المنافس مسابق النعمة فهو يتمنى تمامها عليه وعلى من ينافسه والحسود يحب فشل وتعثر غيره حتى يساويه في النقصان. ويذكر العلماء أن مراتب الحسد أربعة: الأولى: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد. الثانية : تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها. الثالثة: تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بينهما، فإذا لم يستطع الحصول عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه. الرابعة: حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من دون أن تزول عنه. هذا الاستثناء في تراثنا الديني لحسد الغبطة لعله قريب من المنافسة المحمودة والذي يدل على علو همة صاحبه وكبر نفسه وطلبه التشبه بأهل الفضل.
    وفي أيامنا هذه تؤكد أدبيات الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية المنافسة باعتبارها مؤشرا دالا على السواء النفسي في بيئة العمل وينظر إليه كبديل عن الغيرة المهنية باعتبار الغيرة سلوكا سالبا. فالمنافسة لها دورها في دعم وتعزيز كفاءة وفعالية عمليات الإنتاج والأداء لأن كفاءة وفعالية أداء منظمات العمل ترتبط بشكل رئيس بدرجة تفاعل الفرد (الموظف) داخل منظمات العمل سواء كان هذا التفاعل مع الزملاء أو الرؤساء أو المرؤوسين من خلال بلورة الشروط والظروف المعززة لحالة الانسجام ومن أهمها درجة الاستقلالية في العمل (work Autonomy) عن تأثيرات أو الإملاء الخارجي سواء كان ذلك مباشراً أو غير مباشر من زملاء المهنة الواحدة.
    الحديث هنا لا يقتصر على غيرة صغار القوم أو غيرة الضعفاء إنها محاولة شاملة لرصد تلك المشاعر السلبية التي تصيب الجميع وحتى من نظنهم أقوياء ويستطيعون أن يمتلكوا زمام أمرهم أو من نحسبهم علماء يمنعهم علمهم وتقواهم عن الخوض في غمار هذا المستنقع السلوكي. نعم ليس هناك أسوأ من غيرة أصحاب المكانة الاجتماعية المرموقة و التجار وأهل العلم والثقافة والفكر فهؤلاء رغم مسؤولياتهم و رغم المنصة الاجتماعية والرسمية التي يمارسون دورهم من عليها لكنهم في لحظات ضعف يتصرفون بانحدار شديد فيتخبطهم مس من الغيرة!
    في مثل هذه اللحظات من الممكن أن تتحول شريحة من الناس إلى (تيوس)! يقول سعيد بن جبير «استمعوا لعلم العلماء ولا تصدقوا كلام بعضهم على بعض فو الذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في ضرابها» نعم الحساد تيوس الناس لأنهم لا يتحملون من يشار إليه بعلم أو فضل أو مكانة. يقول تعالى (وفوق كل ذي علم عليم) يوسف 76 فلا يوجد هناك ذوات عارفة طالما هناك من هو أعلم فلا غضاضة أن يكون كل واحد منا طالب علم بل وحتى طويلب علم. فمن الناس من يكون شمعة يحرق نفسه ليضيء للآخرين. لكن هناك من يتلذذ بالنيل من الطامحين والإساءة إلى الناجحين والتقليل من شأن العاملين وقد يكونوا من الأقربين. وللأسف فإن (الغيبة الإلكترونية) تنتشر هذه الأيام في المنتديات وبأسماء مستعارة فالغرض والنية هو تتبع الزلات واقتناص العثرات. يقول سيد الأولين والآخرين (وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم). فما يضير لو قالوا: نفع الله به ونفع بما فعل؟ أو ما يضير لو قالوا ما شاء الله. تبارك الله؟ يقول سبحانه وتعالى (وقولوا للناس حسنا) البقرة 83 (قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) الإسراء 53، وجاء في الأدب الإنساني العالمي قول مارك توين (استطيع أن أعيش شهرين كاملين على كلمة إطراء واحدة)!.
    قبل الختام أوصي بهمسة في أذن المحسود وتتعلق «بآداب التفوق» فليس هناك أسوأ من المتميز المغرور. فقد يعمل سلوك الغرور على الحط من شأن الزملاء والأقران بأساليب متعددة رغم أن بعض الزملاء والأحبة ساندوا هذا المتميز لسنوات. وهو حتماً سيحتاجهم لسنوات مقبلة عندها لن يكون لديهم حافز لمساندته اجتماعيا. والأسوأ أن يصل الحال إلى رفض العمل معه. يقول الفيلسوف طاغور (ندنو من العظمة بقدر ما ندنو من التواضع). إن التودد إلى الناس نوع من الكرم والمبادرة إلى التواصل معهم لنزع الحسد من قلوبهم نوع من الكرم والتغافل عما يقولون كرم تقول العرب: (من أشرف أعمال الكريم غفلته عما يعلم).
    كما اقترح أيضا على الموظف المتميز والمدير المتفوق أن يستمزج التبسم والدعابة مع الزملاء والمرؤوسين لكسر حاجز الهيبة ولغة التكبر لأنه بذلك يقدم لقاحا معنويا ضد الحسد. يقول الإمام علي (رضي الله عنه): (من كانت به دعابة فقد بريء من الكبر) وكريم الأصل كالغصن كلما تحمل ثمارا تواضع وانحنى يقول الشاعر:
    ملأى السنابل تنحني بتواضع
    والفارغات رؤوسهن شوامخ
    فما أجمل أن يكون الإنسان شمسا بين الناس يلتمسون منه دفأهم ويأنسون بالعمل معه ويتعلمون منه الجديد ويشتاقون إليه كلما غاب. هنا بالضبط يمكننا أن نرشف رحيق العشق ونتدثر بألطاف الكلام: عظمة عقلك تخلق لك الحساد وعظمة قلبك تخلق لك الأصدقاء. فهل نستطيع الجمع بين عظمة العقل وعظمة القلب ونحقق غاية هذه السطور؟.

    بقلم المدرب والمستشار منصور القطري ..

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  2. #2
    اعيان القيسي
    زائر

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    الاستاذة سميرة حفظكم الله
    حـــياكــم الله وبــــارك فيـــكم وجـــزاكـــم خـــير الجـــزاء
    ، أســعدني تصــفح موضوعــكم القـــيم
    أتمــــنى لــــكم النـــجاح والتوفــــيق ودوام العـــطاء والإبـــداع ..
    ... وتقبـــلوا خالص تقديـــــــري


  3. #3
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيد اعيان مشاهدة المشاركة
    الاستاذة سميرة حفظكم الله
    حـــياكــم الله وبــــارك فيـــكم وجـــزاكـــم خـــير الجـــزاء
    ، أســعدني تصــفح موضوعــكم القـــيم
    أتمــــنى لــــكم النـــجاح والتوفــــيق ودوام العـــطاء والإبـــداع ..
    ... وتقبـــلوا خالص تقديـــــــري
    الأستاذ العقيد أعيان سلمك الله
    أسعدني أن الموضوع راق لك وشكرا على الحضور
    العطر تقبل صادق التقدير ..

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية سلام خضير الربيعي
    تاريخ التسجيل
    13/02/2012
    المشاركات
    132
    معدل تقييم المستوى
    13

    Mnn رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    الفرق بين الحسد السيئ والعين

    الحسد شعور نفسي يتمنى فيه الحاسد زوال النعمة من المحسود كراهة فيه، أما العين فهي شعور نفسي يتمنى فيه الناظر زوال النعمة من المنظور لاستكثارها عليه وهذا الاستكثار قد يكون مصحوبا بالكراهية أو لا، ولذلك قد يحسد الحاسد ولده. والحسد أيضا شعور داخلي يمكن أن يوجد في جميع الأشخاص، أما العين أو النظرة فهي حالة توجد عند البعض فقط.

    والحسد أيضا شعور أخلاقي يمكن مقاومته بالإرادة وحسن الخلق، أما النظرة فهي حالة شبه حيوية لا يمكن للشخص منعها. والحسد يتم بمجرد علم الحاسد بنعمة المحسود، فيمكن لشخص هنا أن يحسد شخصا آخر في فرنسا أو الصين إذا علم أن عنده نعمة وتمنى زوالها، لكن النظرة لا تتم إلا برؤية الناظر للمنظور. ولا يتفاوت مقدار الحسد من شخص لآخر لكن يتفاوت مقدار النظرة.

    والحسد الذي ورد في القرآن الكريم هو الحسد بمعنى تمني زوال النعمة عن المحسود كراهية فيه، وقد ورد في أربعة مواضع. الموضع الأول في سورة الفلق في قوله تعالى [ومن شر حاسد إذا حسد ]، والموضع الثاني في قوله تعالى من سورة البقرة [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم]، والموضع الثالث في قوله تعالى من سورة النساء [أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله]، والموضع الرابع في قوله تعالى من سورة الفتح [فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا].

    /أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه ..
    وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا

  5. #5
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    الأستاذة المجتهدة سميرة رعبوب،

    أحسنت الإختيار، وفتحتِ باباً للحوار. عندما كنت صغيراً كنت أقرأ على أبواب بعض الدكاكين في حيّنا عبارة تقول: "للّه درّ الحسد ما أعدلَه. بدأ بصاحبه فقتله". وأتعجّب لماذا يفعل التاجر ذلك، لأكتشف أن تاجراً آخر بجانبه لا يكاد يدخل دكّانه أحد.

    وأتعجّب من توتّر أصحاب المهنة الواحدة أو التجارة في الصنف نفسه، عندما يفتتح تاجر جديد محلاً قريباً، وربّما قاموا بمحاربته، عن طريق تنزيل الأسعار وحرقها، ليكسروه من أول المشوار. وغاب عنهم أنه: أطلبوا الأرزاق عند تزاحم الأقدام.

    الحسد مرض نفسي خطير، يدلّ على خلل في تصور "العدل" الإلهي، في توزيع الأرزاق، وكفالتها: "وفي السماء رزقكم، وما توعدون". والحاسد إنسان عاجز؛ فهو لأنه غير قادر على تحقيق التميّز يتمنّى زوال النعمة عن المحسود، كي يزول التفاضل بينهما.

    التنافس محرّك ودافع إيجابي للتفوق الجماعي، والتميز الفردي، بخلاف التحاسد الذي يثبّط العزائم، ويقود إلى التنازع والفشل.

    تحياتي.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  6. #6
    طبيب، أديب وشاعر
    تاريخ التسجيل
    08/07/2010
    المشاركات
    14,211
    معدل تقييم المستوى
    28

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    .. وهلْ يعرفُ الحسدَ من يُؤمنُ بالله ِ،

    ويدركُ بإيمان ٍأنَّ الرزقَ والتوفيقَ والنجاح كلها من الله ِ،

    مثلما أنَّ التقصيرَ وعدم سعة الرزق ِبأمر الله ِأيضا .

    ألواثقُ بنفسه وبربِّه ِلا يُكثرُ حتى مُجردَ الحديث ِفي هذا الموضوع ِ.

    إعملْ واجتهد ، واترك ِالباقي لمشيئة ِالله ِ.

    ولكنَّ الحسدَ في النهاية ِمطيَّة ُالعاجز ِ!

    أختيارٌ موفَّقٌ أستاذة سميرة ، تحيّاتي .


  7. #7
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون مشاهدة المشاركة
    الأستاذة المجتهدة سميرة رعبوب،

    أحسنت الإختيار، وفتحتِ باباً للحوار. عندما كنت صغيراً كنت أقرأ على أبواب بعض الدكاكين في حيّنا عبارة تقول: "للّه درّ الحسد ما أعدلَه. بدأ بصاحبه فقتله". وأتعجّب لماذا يفعل التاجر ذلك، لأكتشف أن تاجراً آخر بجانبه لا يكاد يدخل دكّانه أحد.

    وأتعجّب من توتّر أصحاب المهنة الواحدة أو التجارة في الصنف نفسه، عندما يفتتح تاجر جديد محلاً قريباً، وربّما قاموا بمحاربته، عن طريق تنزيل الأسعار وحرقها، ليكسروه من أول المشوار. وغاب عنهم أنه: أطلبوا الأرزاق عند تزاحم الأقدام.

    الحسد مرض نفسي خطير، يدلّ على خلل في تصور "العدل" الإلهي، في توزيع الأرزاق، وكفالتها: "وفي السماء رزقكم، وما توعدون". والحاسد إنسان عاجز؛ فهو لأنه غير قادر على تحقيق التميّز يتمنّى زوال النعمة عن المحسود، كي يزول التفاضل بينهما.

    التنافس محرّك ودافع إيجابي للتفوق الجماعي، والتميز الفردي، بخلاف التحاسد الذي يثبّط العزائم، ويقود إلى التنازع والفشل.

    تحياتي.
    الأستاذ الفاضل أحمد المدهون
    أحسنت الإضافة والرد فقد أثريت الموضوع بشيء محسوس
    متى يدرك بعض الناس مفهوم العدل الإلهي في توزيع الأرزاق وكفالتها
    قبل إن يتسببوا في إذاء أحد ما : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " ؟
    شكرا على المرور الجميل والإضافة المفيدة
    تحياتي ..

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  8. #8
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلام خضير الربيعي مشاهدة المشاركة
    الفرق بين الحسد السيئ والعين

    الحسد شعور نفسي يتمنى فيه الحاسد زوال النعمة من المحسود كراهة فيه، أما العين فهي شعور نفسي يتمنى فيه الناظر زوال النعمة من المنظور لاستكثارها عليه وهذا الاستكثار قد يكون مصحوبا بالكراهية أو لا، ولذلك قد يحسد الحاسد ولده. والحسد أيضا شعور داخلي يمكن أن يوجد في جميع الأشخاص، أما العين أو النظرة فهي حالة توجد عند البعض فقط.

    والحسد أيضا شعور أخلاقي يمكن مقاومته بالإرادة وحسن الخلق، أما النظرة فهي حالة شبه حيوية لا يمكن للشخص منعها. والحسد يتم بمجرد علم الحاسد بنعمة المحسود، فيمكن لشخص هنا أن يحسد شخصا آخر في فرنسا أو الصين إذا علم أن عنده نعمة وتمنى زوالها، لكن النظرة لا تتم إلا برؤية الناظر للمنظور. ولا يتفاوت مقدار الحسد من شخص لآخر لكن يتفاوت مقدار النظرة.

    والحسد الذي ورد في القرآن الكريم هو الحسد بمعنى تمني زوال النعمة عن المحسود كراهية فيه، وقد ورد في أربعة مواضع. الموضع الأول في سورة الفلق في قوله تعالى [ومن شر حاسد إذا حسد ]، والموضع الثاني في قوله تعالى من سورة البقرة [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم]، والموضع الثالث في قوله تعالى من سورة النساء [أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله]، والموضع الرابع في قوله تعالى من سورة الفتح [فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا].
    جزاك الله خيرا على مرورك العطر
    أستاذ سلام الربيعي
    وأشكرك على جمال الإضافة ويسعدني أن أضيف
    يقول الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ( فالحاسد قد يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) فالحاسد أعم وأشمل من العائن :
    قال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائنا ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 )
    والحسد أصله تمني زوال النعمة :
    قال ابن القيم : ( أصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 )
    قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ( ومصدر الحسد تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس والعائن مصدره انقداح نظرة العين ) ( أضواء البيان – 9 / 644 )
    والمعين يحتمل أن يصيب المعين ويتمنى زوال النعمة عليه ، وقد لا يكون ذلك ، وحالما يقع نظره على أمر بإعجاب واستحسان قد يصيبه بالعين ، دون قصد زوال تمني النعمة عليه ..
    يقول الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله- : ( ويشتركان - الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد : قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدره تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس والعائن : لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ، ومصدره انقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) ( أضواء البيان – 9 / 644 )
    يقول ابن القيم : ( والنظر الذي يؤثر في المنظور قد يكون سببه شدة العداوة والحسد ؛ فيؤثر نظره فيه كما تؤثر نفسه بالحسد ، وقد يكون سببه الإعجاب وهو الذي يسمونه بإصابة العين ؛ وهو أن النظر يرى الشيء رؤية إعجاب به أو استعظام ، فتتكيف روحه بكيفية خاصة تؤثر في المعين ، وهذا هو الذي يعرفه الناس من رؤية المعين فإنهم يستحسنون الشيء ويعجبون منه فيصاب بذلك ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 )
    فالحاسد لا يقتصر ضرره بما أحدثه للمحسود من ضرر في بدنه وماله بتأثير حسده له ، بل يتعدى ذلك لإتباع كافة السبل والوسائل للنيل من ذلك المسكين ، كغيبته والوشاية به ، وإيذائه في نفسه وماله وعرضه ، بخلاف العائن !!
    اصبر على كيد الحسود فــإن صبـــرك قاتلـه
    النـار تأكـــــل نفسهــــا إن لم تجد مـا تأكلـه

    نعوذ بالله تعالى من الحسد والحاسدين ... آمين
    أرجو أن تكون إضافتي مفيدة والله من وراء القصد

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  9. #9
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: سيكولوجية الحاسد والمحسود «آداب التفوق»

    شُكْرًا للإضافة النافعة العزيزة نهاد.

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •