بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:{ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حـسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } [البقرة :109].
ثم قال تعالى { ودت طـائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم } [آل عمران :69]
وقال تعالى {ولا يـزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } [البقرة: 217]

يقول خالد روشه : ( تنتمي أزمة الهوية الإسلامية المعاصرة للشباب المسلم لذلك النوع من الأزمات المزمنة الذي تتشعب أسبابه وتتفرع متعلقاته، فالنظرة لها يجب أن تكون نظرة شاملة متعمقة دارسة للواقع الفعلي لذلك الشباب المسلم وتيارات التأثير التي تؤثر فيه ومنابع المد التي تمده وتغذيه، فهي أزمة تجتمع فيها مسارات سياسية وعقائدية وفكرية ثقافية وتنموية اجتماعية تجتمع كلها لتشكل أزمة التكوين الثقافي والسلوكي والعقائدي والفكري لذلك الشباب المسلم الذي ينتشر في ربوع الأرض، بعضه يعيش في موطنه والبعض الآخر خارج وطنه، والغريب الداعي للبحث أن كليهما يعاني من أزمة الهوية!! ) اه

معظمنا يدرك مظاهر ضعف الهوية لدى الشباب المسلم وأثره على ضعف المجتمع حيث معظم المجتمع المسلم يتمثل بالشباب ! ومن مظاهر هذا الضعف :
تقليد الغرب وتعليق أعلامهم وعلاماتهم ورموزهم الدينية ! يقول الدكتور محمد إسماعيل المقدم: يمكنك أن ترى أزمة الهوية الإسلامية في الشباب الذي يعلق علم أمريكا في عنقه وفي سيارته، وفي الشباب الذي يتهافت على تقليد الغربيين في مظهرهم ومخبرهم، وفي المسلمين الذين يتخلون عن جنسية بلادهم الإسلامية بغير عذر ملجئ ثم يفتخرون بالفوز بجنسية البلاد الكافرة وفي المذيع المسلم الذي يعمل بوقاً لإذاعة معادية لدينه من أجل حفنة دولارات،...... وفي أستاذ الجامعة الذي يسبح بحمد الغرب صباح مساء... وفي كل ببغاء مقلد يلغي شخصيته ويرى بعيون الآخرين ويسمع بآذانهم وباختصار: يسحق ذاته ليكون جزءاً من هؤلاء الآخرين " أيبتغون عندهم العزة "؟!

ويقول الدكتور عصام هاشم: يوم أن ضيَّع أفراد الأمة هويتهم، وذهبوا يتخبطون في دياجير ظلمة الحضارة المعاصرة بحثاً عن هوية، ظهرت نسخة مشوهة من الحضارة الغربية بين شباب بلاد الإسلام، حيث ظهر من يقلدهم في لباسهم وأكلهم وشربهم وقصات شعورهم، بل وحتى في سعيهم البهيمي في إشباع شهواتهم، وظهر من فتيات الإسلام كذلك من تعرت وتفسخت وتركت حجابها وظهرت على شاشات الفضائيات والقنوات مغنية أو راقصة أو مقدمة، والأدهى من ذلك والأمر أن هناك من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا يسعون باسم الثقافة والتقدم إلى مزيد من طمس الهوية الإسلامية؛ فيسعون لكشف المحجبة، وإفساد المؤدبة، وإخراج المكنونة المستترة..
هذا يدفعنا لأن نتسأل لمابعض الشباب المسلم ينكسر أمام تحديات الغرب ؟
1- الارتباط الضعيف بالهوية الاسلامية وثقافتها الدينية المتمثلة بالكتاب والسنة وضعف الايمان واليقين لديهم بسبب التربية البعيدة عن سماحة الدين او المجتمع المليء بالمتناقضات أو رفقاء السوء .
2- الفراغ النفسي والمعنوي لدى كثير من الشباب والاحساس بالدونية وانه اقل من الاخر ويظهر ذلك بسلوكياتهم المتمثلة بالتقليد تارة او تقمص شخصية ليست شخصيته والانصهار فيها او انتحال هوية غير هويته ليستتر خلفها يتخذها وقاية وستر وحجاب لضعفه وانهزامه .
3- عدم وجود الطموح والهمة العالية لدى الكثير من الشباب .
4- عدم وجود الشخصية النموذجية والقدوة التي يحتذي بها .
5- الهجمة الاعلامية على الاسلام والمسلمين وتصويرهم بصورة دونية مسترذلة .
كيف يمكننا علاج مشكلة ضعف الهوية الاسلامية لدى الشباب المسلم ؟
بناء الانسان المسلم بناء كاملا على نهج الكتاب والسنة
على المجتمعات المسلمة تطبيق الشريعة الاسلامية في جميع جوانب الحياة والاعتزاز بها فالعزة لله ورسوله والمؤمنين
لابد من تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي أصابت ثقافتنا وفكرنا
الاستفادة من التقنية ووسائل التكنولوجيا والاعلام في نشر الاسلام وسماحته قلبا وقالبا
ضرورة وضع ضوابط وقيود وإشراف من قبل مختصين عند استخدام شبكة الإنترنت، وتفنيد المواضيع وغربلة الاعضاء ومنع البرامج الاباحية المنافي للقيم والثقافة الاسلامية
ايجاد البديل عن وسائل الاعلام الهابطة كإنشاء مراكز دينية توعوية أو ثقافية فكرية والمساهمة في تشجيع الشباب واكتشاف المواهب وتنميتها وصقلها والمساهمة في حل قضاياهم ومشاركتهم البناء واكتساب الخبره من السابقين
الانفتاح مع الثقافة الغربية والاستفادة من تطورها العلمي والتكنولوجي تحت استراتيجية ايجابية تؤثر في الغرب لا أن تتأثر بهم إلا بما هو ايجابي .
ربط الدين والشريعة بواقع الامة ومشاكل الشباب بحيث لا تكون نصوص مجردة والواقع مخالف لهاحسب اهواء الحكومات والانظمة وما يخدم مصالحها السياسية

صالح رعبوب