للقلوب الخاويه اذكار للشيطان يتلوها كل يوم ، ترتل علي اذناك ، يكافئك بحسن المعاصي وزينتها تتبختر في قلبك وتنفرج اسارير صدرك بصخب الوساوس . لتعيش بقلب خاوٍ يخلو من فوائح الايمان .
ملاذ الروح تتقلص متردده بين حواجز الصدر ، وفيما يبول الشيطان بصديد الريب والشك والبعد والترك ومناغصة الخير ، تأتي اقباس الله النورانية لتصيب قلبك باذن الله فينفلج النور كانفلاج ابتسامه بيضاء في غسق الليل المخيف ويسير علي درب الطريق بلا ضلال او حيف .
وبذكر الامام بشر الحافي نبراسا للنور ، وكيف ينبثق القلب نورا في غور ظلام غامس .
----
فالامام بشر الحافي قد كان مثل اي شخص يعيش في دنيانا هذه الايام في انشغال عن طاعه الله بل في مجن ولاهو وعبث فهو " أبو نصر بشر بن الحارث الحافي: أصله من مرو، وقد سكن بغداد ومات فيها، وكان كبير الشأن , من أغني أغنياء بغداد , وقد كان قمّاراً خمّاراً زمّاًرا وكان لا يتورع عن فعل المنكرات والمحرمات الكبيرة "
، لكن انار الله قلبه وقتما كان في طريقه واذ هو يري ورقه بها " بسم الله الرحمن الرحيم " تداس وتطئها الاقدام غير عامدين قائلا : سيدي اسمك ههنا ملقى يداس !
وذهب الي احدي العطارين وماكان معه الا درهمين فاشتري عطرا وتلك الورقه دفنها بين فتحات حائط حتي لاتداس مره اخري . حتي رأي في المنام قائلا فيقول بشر بن الحارث وهو الامام الملقب ببشر الحافي "فرأيت في المنام كأن قائلا يقول لي : " يا بشر بن الحارث .... رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته .... لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة ثم كان ما كان . "
فاصار اورع وازهد واشهر ائمه عصره وقد كان تعطير لفظ الجلاله هو سر توبته وعودته لله ويحكي انه كان لقب بالحافي حيث كان يسيرا حافيا في الطريق ويروي في ذلك امرين
الاول : يقول الامام ابن كثير في كتابه البدايه والنهايه الجزء العاشر عن الامام الزاهد بشر بن الحارث
" وكان لا يلبس نعلا بل يمشي حافيا، فجاء يوما إلى باب فطرقه فقيل: من ذا؟
فقال: بشر الحافي.
فقالت له جارية صغيرة: لو اشترى نعلا بدرهم لذهب عنه اسم الحافي.
قالوا: وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس؟!
فطرح النعل من يده وخلع الأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلا أبدا."
" وحدث يوماً أن كان الإمام موسى الكاظم، ماراً من أمام بيت بشر، وكانت أصوات اللهو والطرب تملأ المكان فصادف أن فتحت جارية باب الدار لإلقاء بعض الفضلات، وحين رمت بها في الطريق سألها الإمام موسى الكاظم قائلاً:


"يا جارية! هل صاحب هذه الدار حر أم عبد"؟! فأجابته الجارية وهي مستغربة سؤاله هذا بشر رجل معروف بين الناس، وقالت: بل هو حر!! فقال الإمام : "صدقت لو كان عبداً لخاف من مولاه". الإمام قال هذه الكلمة وانصرف.


فعادت الجارية إلى الدار وكان بشر جالساً إلى مائدة الخمر، فسألها: ما الذي أبطأك ؟ فنقلت له ما دار بينها وبين الإمام ، وعندما سمع ما نقلته من قول الإمام: "صدقت، لو كان عبداً لخاف من مولاه". اهتز هزاً عنيفاً أيقظته من غفلته، وأيقظته من نومته، نومة الغفلة عن الله. ثم سأل بشر الجارية عن الوجهة التي توجه إليها الإمام ، فأخبرته فانطلق يعدو خلفه، حتى أنَّه نسي أن ينتعل حذاءه ، وكان في الطريق يحدث نفسه بأن هذا الرجل هو الإمام موسى بن جعفر، وفعلاً ذهب إلى منزل الإمام ، فتاب على يده واعتذر وبكى ثم هوى على يدي الإمام يقبلها وهو يقول: سيدي أريد من هذه الساعة أن أصبح عبداً ولكن عبداً لله ، لا أريد هذه الحرية المذلة التي تأسر الإنسانية فيّ ، وتطلق العنان للشهوة الحيوانية, لا أريد حرية السعي وراء الجاه والمنصب ، لا أريد حرية الخوض في مستنقع الذنوب وأغدوا أسيراً لها. لا أريد أن تؤسر فيّ الفطرة السليمة والعقل السليم. من هذه الساعة أريد أن أصبح عبداً لله ولله وحده، حراً تجاه غيره "

ثم صار بعد ذلك اشهر علماء عصره واكثرهم ورعا

فلا تيأس ابدا من رحمه الله وافعل الخير لربما ينير الله قلبك بعمار الايمان بفعلا لاتدرك ابدا انه سببا لوصولك للسعاده حتي وان كنت علي العبث واللهو والبعد عن الله

ولم يتزوج الامام بشر الحافي حتي توفي فيقول ابن خلكان:
" وكانت وفاته يوم عاشوراء ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين.وقيل في سنة ست وعشرين، والأول أصح والله أعلم.

وحين مات اجتمع في جنازته أهل بغداد عن بكرة أبيهم فأخرج بعد صلاة الفجر فلم يستقر في قبره إلا بعد العتمة، وكان علي المدائني وغيره من أئمة الحديث يصيح بأعلى صوته في الجنازة هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وقد روي أن الجن كانت تنوح عليه في بيته الذي كان يسكنه، وقد رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك، فقال: غفر لي ولكل من أحبني إلى يوم القيامة . " .
وقد قيل عن الامام بشر الحافي

قال إبراهيم الحربي: «ما أخرجت بغداد أتم عقلا منه، ولا أحفظ للسانه منه، ما عرف له غيبة لمسلم، وكان في كل شعرة منه عقل، ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلاء وما نقص من عقله شيء»

قال إلإمام أحمد يوم بلغه موته: لم يكن له نظير إلا عامر بن عبد قيس ولو تزوج لتم أمره، وفي رواية عنه أنه قال: ما ترك بعده مثله

ومن اقوال الامام بشر الحافي

أَمْسُ قَدْ مَاتَ وَاليَوْمُ فِي السِّيَاقِ وَغَداً لَمْ يُولَدْ.
لاَ يُفْلِحُ مِنْ أَلِفَ أَفخَاذَ النِّسَاءَ.
إذَا أَعْجَبَكَ الكَلاَمُ فَاصْمُتْ وَإِذَا أَعْجَبَكَ الصَّمْتُ فتكلم.
لاَ تَجِدُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَجعَلَ بَينَكَ وَبَيْنَ الشَّهَوَاتِ سُدّاً
غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه، وإخفاء مكانه عنهم.
- التكبر على المتكبر من التواضع.
- من أراد عز الدنيا وشرف الآخرة فعليه بثلاث: لا يأكل طعام أحد، ولا يسأل أحداً حاجة، ولا يذكر إلا بخير.
- يكون الرجل مرائياً في حياته، وبعد موته يحب أن يكثر الناس على جنازته!.
- لو علمت أن أحداً يعطى لله لأخذت منه، ولكن يعطى بالليل ويحدث بالنهار.
- يقول أحدهم: توكلت على الله! ويكذب، لأنه لو توكل على الله صادقاً لرضى بما يفعله به.
- إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يؤذيه.
-الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه للناس
إن في هذه الدار نملة، تجمع الحب فى الصيف لتأكله في الشتاء؛ فلما كان يوماً أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها، فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت ".


تذكير : اشهد الله اني في احدي الايام قد قمت بمحاكاه الامام بشر الحافي وقد سقطت من سيارتي سلسله بها لفظ الجلاله ووقعت اسفل السياره وقد تناسيتها كثيرا الا ان ذكرتني خطيبتي بها فبحثت عنها حتي وجدتها وتذكرت الامام بشر الحافي عندما طهر اسم الله فطهرتها وعطرتها بعطر السياره فما لبث الا ان كُرمت بعدها بيوم او يومان في احدي الاحتفالات الخاصه بحقوق الانسان