ثورة الحق

علام نوايا السوء تخبو وتظهر .. وحول حماة الحق يبدو التنكر ؟

وهم أهل إخلاص وأهل نزاهة .. ومن ذا لهاتيك النزاهة ينكر ؟

ومن ذا الذي مازال يجحد فضلهم .. سوي كل مغرور له البغي عنصر ؟

أما أخرجونا من ظلام إلي هدى .. وما راعهم باغ ولا متجبر ؟

أما أيقظونا من بلهنة الكري .. وكنا وكنا إذا رمنا العلا نتعثر ؟

أما حرروا الوادي من الرق والضنى .. وما عن أمانيه توانوا وقصروا ؟

أما أنزلوا الطغيان من فوق عرشه .. وما تركوه بالكنانة يغدر ؟

وكم خلصونا من طغاة تجبروا .. وظنوا بأن الشعب لا شئ يذكر ؟

أما أحيوا الاّمال من بعد موتها .. فجاءت أمانينا من الغيب تنظر ؟

أما صيروا الصحراء بالدوح جنة .. ولم يتركوا الاّمال في اللهو تنثر ؟

أما حاربو الإقطاع في بقعة .. فلم يبقي ذو جاه عريض ومعسر ؟

أما رفعوا للحق سيف عدالة .. فما بات مظلوم ولا شاع منكر ؟

أما عمدوا للتطهير في كل موضع .. فلم يبق ذو رجس ولا ظل مقصر ؟

أما ألغوا الألقاب لما تبينوا .. بأن ذويها قد علاهم تكبر ؟

ولم أدر من معنى لها ولكنها .. سوي أنها شئ به الغر يفخر ؟

أما عالجوا كل الأمور بحمة .. وما عن هواهم للأوامر أصدروا ؟

وما عاقبوا إلا المسئ بما جني .. وهل يترك الجاني علي الأرض يفجر ؟

بلي كل جان سوف يلقي جزاءه .. ومن لم يتب من ذنبه ليس يعذر

أما عرفوا مضمون كل سياسة .. ترامت نواحيها وامتدت تحير ؟

أما عرفوا أن العدو مخادع .. فما غادروه بالسياسة يمكر ؟

أما عرفوا الداء العضال بشعبنا .. فما تركوه يستبد ويأسر ؟

أما أيقنوا أن الدواء تضامن .. وأن تاّخينا أحق وأجدر ؟

وأنا إذا كنا جميعا فإنما .. هزيمتنا ليست تفل وتقهر ؟

أما اثبتوا بأننا .. أباة كرام لا نذل ونصغر ؟

حراص علي ألا تهان نفوسنا .. وإن مسنا ضيم فكالأسد نزأر

وكم سجل التاريخ من حسناتنا .. وباتت لنا كف الزمان تسطر ؟

بني وطني هاكم صحيفة مجدنا .. عليها ضياء للنواظر يسحر

وتلك تفاصيل الحقيقة قد بدت ... وما الأكمه الأعمي كمن هو مبصر


القصيدة ننشرها بمناسبة الذكري الستين لثورة 23 يوليو التي غيرت وجه التاريخ في مصر والعالم العربي بل والعالم

وهي ضمن مجموعة قصائد ديوان

يقظة من رقاد

لشيخ الشعراء

عبد المجيد فرغلي

الصادر في طبعته الأولي في شهر أبريل 1955

صفحة 9و10و11

وهي ضمن الأعمال الكاملة

الجزء الأول

وستبقي يا وطني حيا

صفحة 98و99