هل قولنا "كبش فداء" يعد مجازا أم كناية؟ ولماذا؟
هل قولنا "كبش فداء" يعد مجازا أم كناية؟ ولماذا؟
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
أخي الأستاذ غالب ياسين،
في المجاز نستعمل كلمة في غير ما وضعت له في الخطاب، لوجود علاقة بين المعنى الحقيقي (الأصلي) والمعنى المجازي (المراد). وفي المجاز يكون لدينا قرينة تمنع إرادة المعنى الحقيقي.
أما في الكناية فنستعمل كلمةً في غير ما وضعت له في الخطاب مع قرينة غير مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، بحيث تجوز إرادته مع المعنى الكنائي.
إذا في الكناية لا مانع من إرادة المعنى الحقيقي، وفي المجاز تمنع القرينة إرادة المعنى الحقيقي.
نعود الآن لاستخدام عبارة "كبش فداء":
في المعتقد اليهودي، كبش الفداء هو ذاك الكبش الذي أخذ على عاتقه ذنوب بني إسرائيل وهام بين الأحراش وعلى رأسه تلك الذنوب. (للمزيد أنظر الموسوعة الحرة ويكيبيديا).
وفي حادثة النبي إبراهيم عليه السلام عندما همّ بنحر ولده إسماعيل عليه السلام تلبية لأمر ربه سبحانه وتعالى، حيث أوحى الله عز وجل لإبراهيم باستبدال ابنه بكبش تجسيد واضح لمفهوم "كبش الفداء"
قال تعالى: " ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾.
فتمت التضحية بالكبش فداءً لاسماعيل عليه السلام.
ثم تطور استخدام العبارة لغير المعنى الحقيقي؛ فصارت تستخدم في العادة لوصف شخص (أو مجموعة أشخاص) لا علاقة له بالحدث السيء الذي ينتج عادةً عن إهمال أو سبب بشري مباشر؛ فيسعى الفاعل الحقيقي حينئذٍ بإسناد التهمة أو التقصير إلى طرف آخر يقع عليه العقاب، لصرف الأنظار عن المسبب الحقيقي للكارثة أو الحدث. فنصف الضحية حينها بقولنا أنه "كبش فداء"، بمعنى أنه يتم التضحية بالبريء لينجو الفاعل الحقيقي المقصود. ويكثر استخدام ذلك في عالم السياسة.
وبالنتيجة، وحيث أن الكبش يمكننا التضحية به على الحقيقة، فداء للإنسان لينجو من موتٍ محقق وهو ما يعني أنه "كبش فداء" على المعنى الحقيقي، وحيث أن سياق الخطاب السياسي أو الإجتماعي يصرفنا عن إرادة المعنى الحقيقي إلى المعنى الكنائي، فتكون العبارة من هذا الباب كنايةً.
والله أعلم.
" سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
فولتيـــر
أظنها استعارة تصريحية من المجاز اللغوي فقد حذف المشبه وذكر المشبه به والله أعلم
أهلا بالأستاذ غالب ياسين .. واتا الوفية بما فيها ومن فيها مشتاقة لك ..
أرجح أن "كبش الفداء" كناية عن صفة وهي التضحية ..
وأتذكر في هذا المقام قول الخنساء ترثي أخاها صخرا: كثير الرماد طويل النجاد رفيع العماد ساد عشيرته أمردا .. كناية عن صفة الكرم والفروسية والسيادة .. وكذلك قولهم: جبان الكلب مهزول الفصيل كناية عن الكرم .. ونقي الثوب كناية عن سلامة العرض والشرف .. والله أعلم ..
ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ
عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ
فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ
وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ
المفضلات