الأخ العزيز المترجم والمفكر عباس مشالي .. قرأت الجزء الأول من الموضوع

بحث غني بالفائدة وما أحوجنا إلى فلسفة إدارة الوقت وتوجيهه والتخطيط للانتفاع به .. ونحن نعيش الآن على هامش الدنيا بعد أن غربت شمسنا بغروب دولتنا وغروب فلسفتنا عن الكون والإنسان والحياة كمسلمين .. الوقت هو وعاء لأعمالنا وإنجازاتنا ووجودنا في هذه الحياة .. وللأسف نعيش مفرقين جهودنا مبعثرة لنهضة أمتنا وتقدمها وتنميتها .. الثروة والمال في جهة والخبرة والكفاءة والعلم في جهة .. الثروة تبدد وتستخدم شر استخدام .. فيما الكفاءات والخبرات والعلماء يهربون من أوطانهم التي لم توفر لهم ظروف الإبداع والبحث والعيش الكريم ..

لا بد أن نستقل استقلالا سياسيا واقتصاديا استقلالا حقيقيا وحين نصبح دولة حقيقية تقوم بضم وتوحيد بقية البلاد والشعوب نصبح أمة وتتكامل مقومات التقدم في بلادنا وتصبح دولة ذات رسالة لها في الحياة .. حينئذ تنشأ أعراف وأجواء جادة تستغل الوقت وتستثمره وتضاعف ما يمكن أن نحقق فيه .. دولنا تهدر الوقت وتضيعه بل ترشو شعوبها بالإجازات وتأخذ بيدهم إلى الخمول والاستهتار بالوقت .. دولة الإسلام دولة حقيقية تبدأ فيها الحياة بعد صلاة الفجر وتمور فيها الحياة مورًا ولا مكان للخاملين فيها.. العمل فيها عبادة والمسلم مسؤول عن الوقت فيما ينفقه ..

دولة الإسلام دولة حقيقية ولها تصور غير ما تراه وتسمعه من المرجفين الذين يشوهون الإسلام ويبثون الكراهية في كل مكان.. في العمل الإدراي والتخطيط الاقتصادي والإداري وبعث الثقة في نفوس العاملين والتفاؤل والتحفيز.. ومثلا بدلا من أن يكون هناك فصلان دراسيان في العام .. يمكن أن يكون هناك ثلاثة فصول وتختصر المراحل الدراسية ويجري تصنيف ميول الطلاب ورغباتهم في سن مبكرة أكثر .. قد يتهيأ الطالب للحياة وهو في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة .. هذا يعود للخطة التي تضعها الدولة للتعليم ومراحله وأهدافه في كل مرحلة .. كنت أقرأ في سيرة الخليفة العظيم محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية .. في الثانية عشرة من عمره ولاّه أبوه إحدى الولايات .. تدريبًا على الولاية وأعمال الحكم وقيل إنه تنازل له عن الخلافة في الرابعة عشرة من وكان لا يتدخل الأب مراد الثاني إلا عند اللزوم .. وكان محمد الفاتح يتقن العربية والتركية والفارسية وقيل إنه كان يتقن ست لغات .. وطبعا تولى الخلافة رسميا في الثانية والعشرين وقام بفتح القسطنطينية وهو في هذه السن وكان يقود الجيش بنفسه ويخطط للمعارك ..

شكرا أخي عباس على الجهد الرائع في هذا الفيلم الوثائقي ..

والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .. وأتذكر السباق المحموم بين الألمان والأمريكان والأوروبيين كان سباقا محموما في صناعة السلاح النووي الرادع الذي حسم الحرب العالمية الثانية.. الوقت عمل لصالح الأمريكان وتأخر الألمان في صناعة القنبلة النووية وحسم الأمريكان المعركة وهزمت ألمانيا مع أن الألمان كانوا يجرون أبحاثهم وتجاربهم لصناعة القنبلة النووية