النظام السوري في مرحلة الهذيان
بشار الأسد: الانشقاقات إيجابية لأنها عمليّة تنظيف ذاتيّة للدولة والوطن!!
في حواره الأخير مع قناة دنيا لرامي مخلوف وصف الرئيس السوري بشار الأسد عمليّات الانشقاق في جيشه وحكومته بأنّها إيجابية؛ لأنّها عمليّات تنظيف ذاتيّة للدّولة أولاً وللوطن بشكل عام، وأضاف بأنّ الأوضاع تتّجه إلى، وأنّ مصير الوطن بيد مواطنيه لا بيد أحد ..!!
بالتأكيد أي محلل سياسي خارج منظومة النظام السوري الإعلاميّة لا يمكن أن يحمل هذا التصريح على محمل الجدّ، ولا قبل لأي سياسي أو محلّل سياسي يسمع هذا التصريح أن يتقبّله أو يستسيغه، وسيتبادر إلى ذهنه أنه فعلاً صادر عن الرئيس السوري أو أحد أعضاء الجوقة الإعلاميّة في النّظام؛ لأن هذا التّصريح إفلاس سياسيّ في التّنظير واستخفاف بعقول السّامعين، وهو رأي يعبر عن مستوى الخبل السّياسيّ الذي وصل إليه النظام؛ فهو يدلّ على أنّ النّظام السّوريّ دخل مرحلة الهذيان والاحتضار السّياسيّ بعد أن حوّل سوريا إلى مقبرة لشعبه، ولا يني عن الكذب والافتراء على الله وعلى النّاس بوصف ثورة شعب أبيّ أنّها ما هي إلاّ عصابات مسلحة، على الرّغم من أنّ الضّباط المنشقّين بلغ تعدادهم مئات الضّبّاط، وبينهم رتب عالية تصل إلى آمري ألوية برتبة لواء وعمداء وعقداء، ومن بين السّياسيّين بلغت حركة الانشقاق حدًّا ليس أخطر ولا أفظع حين ينشقّ رئيس وزراء النّظام الذي لمّا يمض على وجوده في منصبه شهر ونصف.
إنّ حركة الانشقاق هي فعلاً حركة إيجابيّة، لكنّها كذلك للشّعب الثّائر وليس للنّظام، وهي للنّظام تعكس حالة تصدع في عقيدة الجيش وثقته بقيادته وقناعته بالمعركة التي يخوضها النّظام ضدّ شعبه، وهي حركة يقوم بها الضباط بالتمرّد على نحو خمسة عقود من الخنوع والذل، يطهّرون بها أنفسهم من الولاء لهذا الرجس والفساد المبرمج والمنظّم وعقيدة البعث الفاسدة المناقضة لعقيدة المسلمين، وهؤلاء الضباط الذين جرت إماتة ضمائرهم وحرق وجدانهم وهزّ ثقتهم بأنفسهم ليقبل من قبل منهم بما يقوم به من قتْل شعبه وتدمير مقوّمات الحياة والعيش في وطنه؛ إذ كيف لضابط نظيف أن يقوم بمثل هذه المهام القذرة أو يسكت عليها ..!! ولكن بعد سنة ونصف من وخز الضمير ومحاسبة النّفس أمام ما ارتكبه النّظام من أهوال استيقظت أريحيّة الرّجال فيهم، واستيقظت مروءاتهم وضمائرهم التي دفنها النّظام بالرّشاوي والامتيازات والنّفوذ الذي منحه لكبار ضباط الجيش السّوريّ.. فانشقّوا، ومنهم من اختار اللّجوء إلى الدّول المجاورة كالأردن وتركيا، وآخرون انخرطوا في كتائب وألوية في الجيش الحرّ للعمل على إسقاط النظام.. وهذا ينطبق أيضا على السياسيين الذين جرى استلاب ضمائرهم وإفساد عقيدتهم حتى غدوا يرددون ما يرد النظام وعصابته.
إنّ النّظام السّوريّ وإن طال عمره وتأخّر سقوطه، والسّبب في ذلك تآمر المجتمع الدوليّ ونظامه على الثّورة السّوريّة التي لم يجر احتواؤها من القوى الدوليّة المتآمرة على المنطقة ولا من وكلائهم، فضلاً عن جرائم النّظام وفظاعة سلوكه الأمنيّ والعسكريّ مع الشّعب، لاستخدامه أسلوب المجرمة أمريكا (الصّدمة والتّرويع)- إنه نظام آيل إلى السّقوط والزّوال، ولا مستقبل له وسيسقط عاجلاً أم آجلاً..
و بشار لا قبل له بحرب الله وتحدّيه مهما بلغ ما بترسانته من قوّة، ومهما بلغ دعم الروس له؛ فإنّ الله له ولعصابته بالمرصاد والله هو القويّ العزيز، إذا أخَذ كان أخْذه أخْذ عزيز مقتدر، وكان أخذه أليمًا شديدًا، والله هو المنتقم، وسينتقم من هذه العصابة للمظلومين والمقهورين الذين شرّد بهم النّظام السّوري في الأرض، وقتل فلذات أكبادهم وإخوانهم وجيرانهم وأصدقاءهم.. والله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته؛ وبشار الشّقيّ يأبى إلاّ أن يتعظ بنفسه، ولقد كان له متَّعَظ بالقذافي لو كان متَّعِظًا.
نايف ذوابه/عمان
المفضلات