سلالة القردة..وسلالة النار.
حسين فيلالي
وراحت سجاير مارلبورو تتعاقب على فم جليسي، وهو ينتفخ ككرة مطاطية.ولأني أيقنت أنه قاب قوسين آو أدنى من الانفجار، تظاهرت باللامبالاة.لم تخطيء فراستي، إذ لم انتظر طويلا حتى انفجر بركان صاحبي واشتعلت حممه.أخذ يضرب كفا بكف، وهو يغلي كالمرجل:كناس، كناس.
قلت ما بال الكناس يا رجل؟قال : لقد رفض السيد المحترم مصاهرتي بحجة أن والدي كناس فقير,ووالد صاحبي هذا كان قيما بأحد المساجد المعروفة بالبلدة.
ودون أن أرفع رأسي عن الجريدة التي كنت أتصفحها قلت:ابحث عن غيرها.
ارتجت الأرض تحت قدمي صاحبي وبحركة لا إرادية قلب كوب القهوة على الجريدة، فاحمر وجهه ووجم. أيقنت أنها تمكنت من سويداء قلبه،وأن لا جدوى من مخاطبة عقله.
تذكرت جواب إحدى اليابانيات لصديقها الإنجليزي عندما أبدى تخوفه من رفض والدها مصاهرته بحجة أنه معلم فقير.قالت اليابانية:صحيح قد ترفض، ولكن ليس بحجة انك معلم فقير، بل لأنكم تعتقدون أنكم من سلالة القردة، ونحن نعتقد أننا من سلالة النار.واستغربت كيف يقيم من نصفهم بالماديين الرجال بمادئهم، وعقائدهم،وكيف نقيم الرجال( نحن الروحانيين) بمكاسبهم، وشتان ما بين إنسان المبدأ وإنسان المكسب.