إلى فتاة من غزة

عشقت حرفا وحرفا و حرفا
فزدت فرحا
لما تشكلت رفح
يا ابنة رفح حدثيني
عن الجنوب عن النفق
واروي لي
عن الدمار
عن الإباء
و البحر يغرق في الشفق
وقت الغسق
هل تدرين يا ابنة غزة
أني عاشق حتى النخاع
و أن عشقي صار بالدم
قانيا و عم الكون
وذاع
عشقت فيك غزة
على حد السكاكين
حيث المساكين
تطول هاماتهم لتطال النخيل
عشقي يا ابنة غزة
لا ترويه إلا الأساطير
تستشفينه في النحيب
و الهديل
رأيتك في حلم
كان يقظة
ورأيتك يقظا
وأنا حالم
فكنت غزة بوجهك البريء
وكنت رفح بعينيك الحالمتين
وكانت عيناك
سيفا
و رمحا
في قلب كل دنيء
هل أذنبت حين رنوت إليك
أو زاد إثمي
حين أطلت التحديق
لكن ، لتعلمي يا غرة غزة
أني ما نظرت إليك
إلا ابتهالا و صلاة وخشوعا
يا ابنة غزة
هذا البحر الناصع يشهد
أني البعيد منك القريب
يهفو كياني
إلى النفق
لتتسلل منه أنفاسي
وهمساتي
مخترقة كل حصار
معرضة عن كل الأخطار
لتصل وتجثو بين يديك
لتقول لك
أنت الأرض
أنت القلب
أنت الروح
أنت الحب