إلى فرح .. غادة غزة

أيا نسيم المساء العبق ..
خذني بربك من هنا
من كل مكان ، إلى هناك .
وحلق بي عبر الزمان ..
لألقى غادة غزة ..
أيا رياح الغضب ثوري ..
واحمليني حتى النفق ..
وألقيني في متاهاته لأعبر ..
لأتسلل .. و الشوق يسبقني .
دعيني هناك على رفح ..
أيا شمس الأصيل ..
غيري نظام الكون مرة ..
أطلي ولو مرة في العمر من المغرب ..
واندفعي بي إلى المشرق ..
ثم عودي من حيث أتيت ..
و أشرقي كما تعودت منذ الأزل ..
وصافحيني كل صباح
على تراب غزة ..
لأني سأبقى هناك ..
سأيمم وجهي شطر الشمال .
و أبدأ بالمسير ..
سأحمل كل أصناف الورود ..
فغادة غزة تهوى الورود ..
وسأقطف كل الزهور
لأن غادة غزة تعشق الزهور ..
سأمر على الخان ..
وأحيي أهل الدير ..
وأطوف بكل الأنحاء ..
وأصول و أجول عبر الآفاق ..
لأعانق البيتين ..
في لاهيا و حانون ..
وسأعرج على البحر ..
لأناجيه ، لأقبله ، لأطهر نفسي
وجسدي من مائه الطاهر ..
ثم أصلح هندامي .. وأعتني بشأني
وأقصد غزة حيث الغادة تنتظر ..
سأقصد غزة لأقدم التعازي ..
لأقدم التهاني ..
لأبكي و أضحك و أرقص ..
سأعلن نفسي قطعة منها ..
أو جلمود صخر أو حفنة تراب من أرضها ..
أو قطرة ماء في آبارها ..
أو نسمة من جوها ..
سأمتزج بزبد بحرها ..
لأني أعلم أن غادة غزة ستطأ الثرى ..
وتنهل من الينابيع ..
وتملأ رئتيها بهواء غزة ..
وتبلل قدميها عند شاطئ غزة ..
فأتسرب عبر مسامها ..
وأدفأ بلمس شفتيها ..
وأتسلل مع الهواء إلى رئتيها ..
و أداعب صدف البحر ،
وفيروز الشاطيء عند قدميها ..
سأبقى هناك ..
لأن غادة غزة وعدتني بأكاليل الفرح ،
بسنابل القمح ، بنكهة القهوة كل صباح ..
وعدتني غادة غزة أن تنتظر ..
وأنتظر معها بزوغ الفجر ..
طلوع الشمس حتى الغروب ..
لنعلن الصبر حتى النصر ..
لنحتفل بالفرح حتى الجنون ..
لنحيي الماضي و ما قبل الأزل ..
لنعيش الحاضر يقظة و حلما..
لنعانق الآتي ونشرب البرتقال
فترن الفناجين والكؤوس
نخبا للنصر .. وينتهي الكابوس ..