الى مــــــارد غـــــزّة ..
ومَنْ أنتَ ؟
بل أينَ كنتُ وكنتَ ؟!
أَظِلّيْنِ في عالم الغيبِ كنّا
فهانَ الزمانُ وهُنّا
وفاضَ الوجودُ . فعدتُ وعدتَ ..
فما هانَ قبرٌ لنا ، لا .
ولا ضاقَ بالتُّعساءِ أنيناً وحزنا
ففيكَ أتْحدْتُ .. وفي غزّة الكبرياءِ اتحدْنا ..
تموجُ صحارى الجليدِ بنا .. نتطهّرْ
وتُشرقُ شمسُ الجليلِ .. وتظهرْ
وفي غزّة الشافعيِّ .. نموتُ ونُقبرْ
وينشقُّ لحدُ الخنوع .. فنبدو ثُمالى
نعربدُ فيه ونسكرْ ..
فيا فارساً جاء من ذِكرياتِ التراثِ المرحَّلْ
أَلا قلْ لِفرسانِ هذا الزمان المعطّلْ ..
كَبَتْ خيلُكم في الصحارى ..
ولو أنّها في الأعنّةِ تصهلْ ..
وها نحنُ في كربلاءَ نفُلُّ الحديدَ
وها نحنُ نصحو على صوتِ : ألله أكبـرْ
# # # # # # # # #
ِلمَ الإنتظار ؟ أفي كتبِ النحوِ تلهو .. تغوصُ وتقرأْ ؟!
على قدميكَ جثا حاكم العصرِ .. كي تتلكأْ
أمامكَ ريحٌ .. وخلفكَ عاصفةُ المستحيلِ .. فمنها توضّأْ
وإيّاكَ إيّاكَ أن تستريحَ
وإيّاكَ إيّاكَ أن تترجّلْ ....
أمامك سورٌ تمرُّ عليه طيورُ الجِنانِ .. تقدّمْ
وفوقَكَ غيمُ الكرامةِ يسري .. تعمّمْ
فلا الزادُ عِندكَ يكفي .. ولا الماءُ عندكَ يُروي
فكيفَ السبيلُ ؟ وكيفَ العبورُ ؟ وكيف الوضوءُ ؟
أمامكَ سورٌ تمرُّ عليه طيورُ الجِنانِ .. تقدّمْ
ومن غضبٍ كامنٍ فيكَ ، يأمركَ الشافعيُّ : تيمّمْ
لغزّةَ نورٌ .. لغزّةَ نارْ
لغزّةَ ألفُ سؤالٍ .. لغزّةَ ألفُ حِصارْ ...
فيا مارداً فوق حِقدِ الخيانةِ والهمجيّه
أيا ثابتَ القلبِ نرجوكَ .. كيف تكون الزنودُ عصيّه
تمورُ العروشُ .. تخورُ الأساطيلُ من هزّةٍ إثرَ هزّة
تُحمحِمُ خيلُكَ في الساحِ .. تروي وتشرحُ
كيفَ تكونُ الرجالُ بغـــــــزّة ...
د. محمود حمد سليمان
(عكار – لبنان)
المفضلات