الحمار الوزير
حسين فيلالي
خرجت من مدرج الجامعة، فوجدت حماري ببردعته وربطة عنقه وقد تحلق حوله بعض الطلبة. لم ينتبه إلى وجودي أو إن شئنا التدقيق تجاهل وجودي، وراح يهز ذيله تارة، وأخرى يحرك أذنيه عكس اتجاه عقارب الساعة . اقتربت منه وهمست في أذنه اليسرى:
ماذا تفعل؟
أدرس ؟
تدرس؟
أنت تدرس في الجامعة؟
انفلتت مني قهقهة، أثارت انتباه الطلبة. نظر إلي وقال: استح يا أستاذ، واحترم زميلك نحن في حرم الجامعة.
وما ذا يدرس حضرتك؟
أكذب مثلك؟
احترم نفسك؟
هل رأيت، أزعجتك صراحتي،ثم أضاف قل لي:
ما هو تخصصك؟ تلعثمت ثم قلت أنا، أنا أدرس كل شيء.
ألم اقل لك أني أكذب على الطلبة مثلك؟
احترم نفسك .
أنت يا أستاذ تدرس الترجمة و الآداب الأجنبية، والأدب المقارن ولا تجيد لغة واحدة أجنبية.
أنا، أنا لدي...
لديك ماذا؟
لدي....
هل رأيت أنا أشجع منك؟
أسكت أيها الحمار....
صحيح، ولكني صريح.
أنت حمار وقح
قل لي،ماذا تدرس طلبتك؟ أليس كل ما تقوله مجرد كذب في كذب.
أنا استعانت بي الجامعة لأنها لم تجد من يدرس المواد المقررة،انأ خبير ...أنا... هل أنت مقتنع بما تقول؟
ورجعت إلى نفسي وقلت: لن يكون هذا الحمار أشجع مني فقلت: نعم أنا ادرس الكذب. وماذا عساك ان تفعل؟ هز الحمار ذيله،وألقى بردعته على الأرض واصدر أصواتا مزعجة تدل على انتصاره وقال: احمد الله على أنني لست وزيرا ولا مفتشا للتعليم العالي، وراح يركض و...، استفقت مذعورا على صوت زوجتي وهي تقول: اصح يا رجل،حرام عليك، الحمار منذ يومين لم يعلف شعيرا،فانفجرت بالضحك وقلت :الحمد لله أنه لم يصبح وزيرا