خواطر في زمن الاستبداد

[سامح عسكر]

أن يصنع الإخوان صنماً إعلامياً لوزير التموين فهذا يعني شعورهم بفشل باقي الوزارات....وهو أيضاً سلوك يعني عزلتهم عن قضايا الشعب الرئيسية بل قضاياهم أنفسهم.

اشهدوا بأن الأسعار في ارتفاع مستمر ياسادة قبل أن تتحدثوا عن انجازات في إطار حزبي..وارتفاع الأسعار هي مسئولية وزير التموين أولاً وأخيرا..

يعني الفقير لا يستطيع شراء حاجاته الأساسية بينما الإخوان يحتلفون بوزير التموين....ياللحماقة.

[سامح عسكر]

نشأة المذاهب في الإسلام كانت نشأة سياسية، وبدأت تقريباً في عهد الدولة الأموية، وقتها كان فرز العقائد على أشده بين المسلمين، فأصبح الموالي للسلطة هو من أهل السنة والجماعة وهؤلاء هم المسلمون الحق، وأصبح المعارض للسُلطة من أهل التشيع وهؤلاء مشكوك في عقائدهم...

ليس هذا فقط بل كان كل من يتمرد على سُلطة الأمويين فهو مطعونُ في دينه ولو لم يكن من أهل التشيع..فنشأت حينها مذاهب الجبرية والمُعطّلة الجهمية والقدرية وغيرها من التسميات التي كان فيها البُعد السياسي حاضراً وبقوة.

لو عدنا إلى عصر الخلافة الراشدة وبالذات في عهد أبي بكر وعمر- رضي الله عنهم-فلن نجد هذه السلوكيات، والسبب أن مرحلة فرز العقائد لم تكن تُشغل بال الصحابة كونهم كانوا يتصورون الدين ككُتلة واحدة والمسلمين أمة واحدة، وأن ما يجري من خلاف في الرؤى والأفكار هو أمر طبيعي ويجب أن يكون موضع المناقشة..لذلك لم تنتشر المظالم في هذا العهد كما انتشرت لاحقاً على أيدي حُكام بني أمية.

أما الآن فنحن قد توارثنا هذه الرؤية كما صنعها الأجداد، وكانت الوسيلة في ذلك هي التاريخ وما دونه المؤرخين، ولو عُدنا إلى أول كتب التاريخ في العهد الإسلامي سنجده قد دُوّن في عهد الدولة الأموية، ثم انتعشت الكتابة في عصور العباسيين، وكان المسلمين السنة بالعموم-وإلى اليوم- يهتمون بالتاريخ وبالنص استناداً إلى الواقع المفروض بقوة السُلطان..لذلك فالتراث السني السياسي هو تراث في الجُملة ضعيف لأنه يحاكي الوقائع والأحداث كما دونها المؤرخين والرواة.. وفي نفس الوقت يتجاهل الآداب والخُطط السياسية بالمُجمل، هذه النقطة بالذات هي عند المسلمين الشيعة مزدهرة، أي أن تراثهم السياسي هو ملئ بهذه الآداب والخُطط والفلسفات الناقدة للأوضاع..والسبب أنهم كانوا -ومنذ نشأتهم-مرتبطين بموقع المعارضة السياسية.

لما دارت الأيام وتبدلت الأوضاع وزحفت الحضارة الغربية بمعالمها الديمقراطية في بلاد السنة..وقتها أصبحت المعارضة الشيعية أكثر قوة حتى حفرت لنفسها دولة متكاملة وقوية مثل إيران، والسبب أنه وكما قلنا أن تراثهم الديني والسياسي غني بالفلسفات والخطط التي جعلتهم مترابطين اجتماعياً ودينياً وسياسياً..كان حينها المسلمون السنة متخبطين ولا يجدون لنفسهم مُرتكزاً سياسياً من التراث يقفون عليه كي يواجهوا المارد الإيراني..ففوجئوا بأن الواقع قد تغير ، وأن ما تعارف عليه المسلمين منذ القِدَم لم يعد له وجود بأن أهل السنة هم الحكام وأهل التشيع هم المعارضة المنبوذة..

الخلاصة أن الفكر السياسي السني هو فكر عقيم وضعيف وبحاجة إلى إعادة نظر جريئة في التراث، وأنا ما نعتبره مسلمات لا غنى عنها في المذهب هي الداء الأصيل الذي ينخر في جسد المسلمين السنة، وعليهم أن يتخلصوا منه بسرعة وبجرأة، وأن محاولات البعض لاستعادة روح العداء المذهبي التاريخي في هذه الأيام هي ليست في صالح الفكر السني بالعموم، لأنهم يعملون على إعادة إحيائها كرد فعل على الترابط الديني للشيعة ولقوتهم الاجتماعية والسياسية ...وليس من أجل الانتصار للسنة.. لأن من يعمل على إحياء الخلاف والعداء المذهبي لا يعترف بالسُنّة أصلاً.

[سامح عسكر]

من لم يعتبر من ماضيه فلن يفهم حاضره..عندما قامت الدولة العباسية سنة 132 هـ ظن المسلمون حينها أن العدل هو البديل عن سلطان الأمويين الجائر...حينها كان العباسيين يرفعون شعارات سياسية تُمجد آل بيت رسول الله وتطالب بالعودة لصحيح الإسلام الذي انتهكه الأمويون..

وبعد سقوط دولة بني أمية أصبح الأمويين مُطارَدين في كل مكان وفرت قياداتهم من بلاد العرب إلى بلاد الأندلس هرباً من بطش السفّاح أول خلفاء بني العباس.

من سلوك العباسيين -ومن اليوم الأول لهم في الحكم- نراهم وقد حرصوا على تصفية الأمويين سياسياً وجسدياً فانتشرت المظالم وعادت الجرائم والمُطاردات مرة أخرى بعد أن ظن المسلمين أن بني العباس سيحققون العدل..فكانت النتيجة أن وقع العباسيين فيما وقع فيه أسلافهم من الأمويين..وأصبحت شريحة كبيرة من الشعوب تحن لعهد بني أمية مرة أخرى..

الآن ..هل ترون تشابهاً بين ما يحدث الآن من صعود الإخوان إلى السُلطة وبين صعود العباسيين؟..في تقديري أن التشابه موجود من نواحٍ عدة..

-فكلاهما رفعوا الشعارات والتي تبين بعد ذلك زيفها
-وكلاهما كانوا في المعارضة المنبوذة ثم أصبحوا في السلطة
-كلاهما ظلم وانتهك وقتل بنفس مقدار ما كان يحدث لهم من قبل
-كلاهما صنع حنيناً وجدانياً شعبياً إلى الماضي الذي ثاروا عليه

الخلاصة أن ما سبق يتكرر باستمرار كأحداث مفصلية، والسبب أن البشر بطبيعتهم يقولون ما لا يفعلون، ويُكثرون الجَدَل على حساب طلب الحق والتواضع له،حينها ما كان مكتوماً في القلب يظهر على اللسان.

ياسادة من يريد التغيير السياسي فليفهم أولاً أن التغيير ليس مجرد تغيير سُلطة نافذة فحسب، لأن السُلطة مفسدة عظيمة لمن يطلبها ويحرص عليها، وهي خير عظيم لمن يتواضع لها ويزهد عنها، بل السُلطة في حقيقتها لابد وأن تتكامل فيها جميع العناصر الإنسانية من العقل إلى الأخلاق إلى الوجدان والإدراك إلى الفهم والتواصل..

لو حرص العباسيون من قبل على إنهاء عُزلتهم بُناءاً على أنهم كانوا الأفضل والأجدر بالسُلطة ..لنجح الإخوان اليوم في الانفتاح على المجتمع وإنهاء حالة السرّية والغموض التي تعتري أعمالهم..ولكن يشاء الله العليم القدير أن يُظهر معادن الناس وقت الأزمات، وأن الدين الحقيقي أعظم وأعلى من أي شعاراتٍ تُرفع.

[سامح عسكر]

العقلية الاستبدادية واحدة...

الإخوان والحزب الوطني يرون الإعلام فاسداً لأنه يكشف جرائمهم.
الإخوان والحزب الوطني يرون القضاء فاسداً لأنه يدافع عن الشعب والمظلومين من بطش السُلطة والمتنفذين...

معلومة:القضاء الذي ينتفض ضده الإخوان الآن هو من دافع عنهم وبرأهم يوم أن كان النظام القديم يصر على حبس الإخوان في قضايا معظمها ملفقة...وعندما كان يدب اليأس في نفوس المسئولين يشرعون على الفور في إحالتهم للمحاكم العسكرية.

الآن أصبح القضاء المصري هو عدوهم الأول فقط بمجرد أنه يحقق العدل ولا يُدين أحد بالشُبهة ويقف في وجه سرقات الإخوان المتعددة للسُلطات والقوانين والتشريعات.

[سامح عسكر]

الوضع الآن كالآتي:...

الإخوان أعداء مكشوفين للدولة للحديثة..هذه الدولة هي تتشكل من مؤسسات..(القضاء-الإعلام-الجيش- الشرطة)..هذه هي أهم مؤسسات الدولة الحديثة..وهي هدف دائم للإخوان.

فكما هم يعادون القضاء ويريدونه قضاءاً إخوانياً..هم أيضاً يُعادون الجيش ويريدونه جيشاً عقائدياً..وفور التخلص من المؤسسة القضائية سيتفرغون للجيش...ونفس الأمر بالنسبة للشُرطة..

ولكن انتبهوا إلى أن المؤسسة الإعلامية هي الأقوى على الإطلاق وأعتقد أن اختراقهم لها هو شبه مستحيل..فبعد أن سيطروا على الإعلام الحكومي..يريدون الآن السيطرة على الإعلام المستقل...وبالتالي تُصبح جميع مؤسسات الإعلام مِلكاً خاصاً لهم.

نحن أمام جماعة نازية فاشية ترتكب الجرائم في حق البشر والقانون دون إعمال للعقل وللضمير، وإذا لم ينتبه المصريون لهذا الأمر جيداً سيخسرون أكثر مما خسر الألمان في معارك هتلر.

[سامح عسكر]

السياسة ليست مجرد نظريات..والدين ليس مجرد اعتقادات..كلاهما عمليين

[سامح عسكر]

عندما ينقلب الإخوان على مبادئهم فيُصبح بشار الأسد شيعياً صفوياً بعدما كان زعيماً عربياً مقاوِماً يهتفون له في الميادين.. حينها أعلم أن للقوم منافع لم يحصلوها ،وأن حربهم له تستدعي هذه الحِيلة لكسب عواطف الأغبياء والبُلهاء.

بالضبط كمن وضع يده في أيدي الفنانين في مصر وبعدما ثار الفنانون على وزير الثقافة أصبحوا ثُلّة من المنحرفين أرادوا هدم الدين بالعُري والإباحية.

هؤلاء قومُ لا يخجلون، ومن لا يخجل لا يُدرك تقدم غيره، فلا تتعجبوا لو نظروا لليابان كأنها جزء من خلافتهم الموعودة!

[سامح عسكر]

يدعون للجهاد ضد إخوانهم العرب والمسلمين

ويقولون بالكفر على كل من يعارض ويتمرد على الرئيس مرسي

ثم وفي خُطبهم الموجهة للأجانب يخطبون عن حقوق الآخر وسماحة الإسلام

شوفتوا نفاق أكتر من كده؟!!!

[سامح عسكر]

يعني إيه مذيع في قناة الناس يطلب من مرسي إنه يستعين بالكلاب البوليسية في قمع المتظاهرين؟!

فاكرين شعار قناة الناس..."شاشةُ تأخذك إلى الجنة"..؟!

الآن أصبح الشعار..."شاشةُ تأخذك إلى السَلَخانة"

[سامح عسكر]

أي حاكم مهما بلغ قوته سيسقط حتماً إذا ما فقد تأييد الشعب، وأي شعب سيرضى عن الحاكم إذا وجده رحيماً عادلا...لقد سقط مرسي فور تخليه عن رحمته لصالح غضبه، وتخليه عن عدله لصالح جماعته.

يظن مرسي وأنصاره أنه يستطيع البقاء بمجرد مساعدته لبعض الناس، ولكن المساعدة إذا افتقدت للنوايا الطيبة فلن يكون مرسي شريفاً في نظرهم...فالشريف في نَظَر الناس هو من وضع إصبعه على الزناد، ولكنه يخاف من أن يُطلق الرصاصة.

[سامح عسكر]

أشكو إلى الله كل من شتم الناس باسم الدين..
أشكو إلى الله كل من جعل نفسه رقيباً على إيمان الناس..
أشكو إلى الله كل من أهدر دمائهم ولو بجهل.

لو لم يشعر المؤمن بالشفقة على الناس ما كان مؤمنا
لو لم يشعر المؤمن بالحياء من أفعاله ما كان تقيا
لو ما أحب الناس ما أحب نفسه، فمن يكره الناس فهو يكره نفسه

[سامح عسكر]

الدولة الإسلامية هي التي يسودها الأمن والعدل ،هي التي يسكنها الأمناء فينصحون الحاكم..دولة فيها الفقير عالِم وبعِلمه يصبر ويعدل، دولة يخجل فيها الشريف من شُهرته في واقع هو أدنى من مكانته.

ليس الشريف من لا يخجل إذا خَطَب في الناس وهم فقراء وأمّيون.. فيكون ممن سعى إلى الشُهرة على رقاب الناس وإنسانيتهم ، ليس الفقير من ترك قوت يومه عند الغني وسَكَت..فيكون ممن رضي بالفقر فيبتليه الله بالجهل، ليس الأمين من رأى الظُلم ولا يصرخ...فيكون ممن عجز عن الصدق مع نفسه فيبتليه الله بالنفاق.

[سامح عسكر]

لمن يتغنى بالشرعية أنت حاكم لدولة صغيرة لأنك عاجز عن ملاعبة الكبار،لأنك تتكلم كثيراً دون أن يكون لكلامك معنى إلا إساءتك للآخرين،لأنك تُعين من تثق فيهم دون النظر لكفاءتهم،لأنك لا تستطيع التحكم في طمعك وجشعك.

لو استقمت في حُكمك لاستقامت دولتك، فالفوز بقلوب الناس بالزُهد عن السُلطة وأن لا تفرض رأيك على الآخرين، واعلم أن ما تراه افتراءاً في حقك هو جزائك لمن مدحك بغير حق، وستظل كذلك إلى أن تُعيد النظر في حقيقة إخلاصك لله وللناس.

[سامح عسكر]

حين يتحدث مرسي عن الشعب المصري فلا فرق بينه وبين المرأة التي تُفتي في.."أحوال الرجال"..عالَم النساء مختلف عن عالم الرجال بقدر اختلاف عالَم الإخوان عن عالَم الشعب.

[سامح عسكر]

الإخوان كالحرائق لا تشتعل إلا بعوامل مساعدة

فالحريق يلزمه .."مصدر اشتعال وهواء وحرارة".. وحين يفقد الحريق أحد هذه العناصر ينطفئ على الفور.

كذلك الإخوان فهم لا يشتعلون إلا بعناصر.."المال والدين والجهل"..فلو أكفينا الفقير حاجته، أوعلّمناه من أمر الدين ولم نتركه فريسة للإخوان، أوعلّمناه كيف يُعمِل عقله في الأشياء لانطفأ الإخوان على الفور.

[سامح عسكر]

ما الذي قدمه الإخوان لنا سوى انهيار الأخلاق والفتنة؟!

لقد وعدونا بمجتمعٍ جديد قائمُ على الحب والتسامح، فإذا وبعد أول عام لهم في السُلطة يبطشون بالشعب ويُنكلون بالمخالفين، ويُعجلون من ارتقائهم كافة السُلطات والمسئوليات على حساب الأكفأ والأمهر.

لقد كذبوا على الشعب الذي رأى مشروعهم سراباً خادعاً لا يمت للشريعة بصلة، فهم فعلوا كل شئ إلا الشريعة، كذبوا وظلموا وخانوا وقتلوا ولم يتركوا ناصحاً لهم إلا ووصموه بالشيطان.

[سامح عسكر]

الإخوان يتظاهرون دعماً للفقر وللظلم وللكذب وللاستبداد وللقتل!!... حقاً فالمؤمن كالزهرة أينما ذهبت فريحها معها، يكذبون على أنفسهم حتى طالت لِحاهم التراب..فهم قومُ عشقوا المظاهر وكرهوا الجواهر.

كيف ينام هؤلاء البشر مرتاحو الضمير وهم يعلمون أن من يهتفون له قتل وظلم وأفسد في مصر بعدما فتح الله علينا طريقاً للعدالة