المضحك المبكي في هذا السياق أن شعارات «تثوير» المنطقة والقضاء على إسرائيل وتركيع الولايات المتحدة، التي تروّج لها طهران في عموم الشرق الأوسط، لا تقلق البتة.. لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة. إطلاقا، بل إن الإشارات المتعددة التي صدرت السنتين الأخيرتين عن تل أبيب وواشنطن تنمّ عن قلق الجانبين من البديل المحتمل لنظام دمشق. وهذا ما يشجع المراقب الجاد على الاقتناع بأن المطلوب حقا ليس رأس نظام بشار الأسد وأبيه من قبله، بل وحدة سوريا شعبا وأرضا.
وبعيدا عن العاطفية في الخطاب السياسي، التي يظهر أن المستر لافروف لا يحبها، غدا ضروريا إجراء تحليل معمق لما آلت إليه الأزمة السورية، وأي خيارات تتبقى، في ظل ما بشرنا به الوسيط العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي الأخير في موسكو مع مستضيفه وزير الخارجية الروسية. الإبراهيمي حذر السوريين أولا، والمجتمع الدولي ثانيا، من أنه ما لم تنجح جهود التسوية السياسية فإن سوريا «متجهة نحو الجحيم»!



من الواضح أن الأخضر الإبراهيمي يمثل الأمريكان الذين لا يريدون أن ينهار نظام الأسد لأن المرعب لهم فيمن يخلف الأسد إذا لم يجر توفير البديل وإيصاله في الوقت المناسب لهم .. هم يخشون من وصول الإسلام السياسي إلى الحكم والذي يسمونه إرهابا وتطرفا .. طبعا كل من لا يعترف بوجود الأمريكان في المنطقة ويسعى لإنهاء هيمنتهم عليها يسارعون إلى محاربته ومهاجمته بكل الوسائل لكنهم أصبحوا حذرين من التورط في المنطقة بعد أن غرقوا في العراق وأفغانستان .. وها هو اقتصادهم ينهار من كلفة حربهم هناك .. كما عنان الإبراهيمي يصدران من تفكير واحد .. الحل السياسي الذي يعترف بالمجرم القاتل ويتعامل معه باحترام كطرف على الرغم مما ارتكب من فظائع ..

ربنا سيتولى التدبير بعد أن خان البشر التوفيق وحسن التدبير وإن الله سينصر المظلوم ويذيق الظالم مرارة ظلمه ..

شكرا أستاذ نبيل على المقال المنقول ..