( طرائف عربية )
هو عنوان لمصنف شائق ماتع صنفته فى عدة أجزاء ،،
وتسجيلى بعض النماذج من الطرائف العربية ، لايعني استنفاد وقت فيما لايفيد ، بل إن الهدف الأسمي من ذلك هو الوقوف علي استيعاب الدروس والعظات والإعتبار ، فضلا عن الإفادة من ربط الأحداث بالإشخاص وتسجيل التاريخ في أثناء ذلك ،
وهذا من بعض آثار ونتائج قول الله تعالي { اقرأ } ، بما فيها من تجليات كثيرة ، ومنافع متنوعة وفوائد عديدة ، لاريب فيها .
ثم إن الأمر لايخلو مطلقا من أساليب بليغة رفيعة ، قد تعلق في الإذهان ، فيستفاد بها في وقت من الأوقات ،
ولايخفاك ما قد يكون فيها من نوادر مضحكة ، تذهب الحزن وتطرد الضيق ،

وكأننا بذلك نتجول معا في واحة غناء ، أزهارها يانعة وقطوفها دانية ،
وكأننا بتجوالنا نقطف ما يحلو لنا مما نختاره منها .

قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
روحوا القلوب ، واطلبوا لها طرف الحكمة ، فإنها تمل كما تمل الأبدان.
وعن الأصمعي عبد الملك بن قريب قال : سمعت الرشيد يقول:
النوادر تشحذ الأذهان وتفتق الآذان.
وعن حماد بن سلمة ،، كان يقول :
لا يحب الملح إلا ذكران الرجال ،، ولا يكرهها إلا مؤنثهم .

من طرائف الأعراب

•سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة ، فقال: ليس عندي ما أعطيه للغير، فالذي عندي أنا أحق الناس به.
فقال السائل: فأين الذين يؤثرون على أنفسهم ؟
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً .

•قال بعض الأعراب: لنا تمر تضع التمرة في فيك ، فتبلغ حلاوتها إلى كعبك.

•قيل لأعرابيّ كان يتعشق قينة : ما يضرك لو اشتريتها ببعض ما تنفق عليها ؟
قال : فمن لي إذ ذاك بلذة الخلسة ، ولقاء المسارقة ، وانتظار الموعد.

•عن الأصمعي أنه قال:
مررت بأعرابي يصلي بالناس فصليت معه ، فقرأ والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها كلمة بلغت منتهاها لن يدخل النارولن يراها رجل نهى النفس عن هواها ،
فقلت له: ليس هذا من كتاب الله
قال: فعلمني ،، فعلمته الفاتحة والإخلاص
ثم مررت بعد أيام ، فإذا هو يقرأ الفاتحة وحدها ،،
فقلت له: ما للسورة الأخرى ؟
قال: وهبتها لابن عم لي ، والكريم لا يرجع في هبته.

•قيل لأعرابي : أتحب أن تموت امرأتك ؟
قال : لا .
قيل : ولم ؟
قال : أخاف أن أموت من الفرح .....

•قال رجل لأعرابي : ما الزنا عندكم ؟
قال : القبلة والضمة ،
قال : ليس هذا زنا عندنا ،
قال : فما هو ؟
قال : أن يجلس بين شعبها الأربع ثم يجهد نفسه ،
فقال الأعرابي : ليس هذا زناً ، هذا طالب ولد .

• ضل لأعرابي جمل ، فحلف بالله أنه إن وجده باعه بدرهم !
فوجده فلزمه بيعه ! فشد في عنق الجمل سنَّورا - وهو القط - ،،
ثم قال : السنور بمائة درهم والجمل بدرهم ولا أبيعهما إلا معا .

• قيل : إن محمد بن الحنفية رأى في الطواف أعرابياً عليه ثياب رثة ، وهو شاخص نحو الكعبة لا يصنع شيئاً،
ثم دنا من الأستار فتعلق بها ورفع رأسه إلى السماء وأنشأ يقول:
أما تستحي مني وقد قمت شاخصًــا *** أناجيك يا ربي وأنت عليـــــــــــمُ
فإن تكسني يا رب خفاً وفـــــــــروة *** أصلي صلاتي دائماً وأصـــــــومُ
وإن تكن الأخرى على حال ما أرى *** فمن ذا على ترك الصلاة يلـومُ
أترزق أولاد العلوج وقد طغــــــــوا *** وتتـرك شيخًا والداه تميـــــــــــمُ

فدعا به، وخلع عليه فروة وعمامة، وأعطاه عشرة آلاف درهم، وحمله على فرس .
فلما كان العام الثاني جاء الحج وعليه كسوة جميلة وحال مستقيم،
فقال له: يا أعرابي، رأيتك في العام الماضي بأسوأ حالٍ ، وأراك الآن ذا بزة حسنة وجمال،
فقال: إني عاتبت كريماً فأغنيت .

• قال الأصمعي:
أصابت الأعرابَ مجاعة ، فمررتُ برجل منهم قاعدٍ مع زوجته بقارعة الطريق، وهو يقول:
يا ربِّ إني قاعدٌ كما تـــرَى *** وزوجتي قاعدة كما تـــرَى
والبطنُ مني جائعٌ كما ترى *** فما ترَى يا ربنا فيما ترَى؟

• قيل لأعرابى ما يمنعك أن تغزو ؟
قال : والله إني لأ بغض الموت على فراشي ، فكيف أن أمضي إليه ركضا .

• اشترى أعرابي غلاما ، فقال للبائع : هل فيه من عيب ؟ .
قال : لا ،، إلا أنه يبول في الفراش .
قال : هذا ليس بعيب ، إن وجد فراشا فليبل فيه .

• سمع أعرابي وهو يقول في الطواف اللهم اغفر لأمي ،
فقيل له : مالك لا تذكر أباك ؟
قال : أبي رجل يحتال لنفسه ، وأما أمي فبائسة ضعيفة .

• قيل لأعرابي كيف برك بأمك؟
قال: ماضربتها سوطاً قط .


• مر أعرابي بقوم وهو ينشد ابنا له ، فقالوا له : صفه ،
قال : كأنه دنينير .
قالوا : لم نره ،،
ثم لم يلبث القوم أن أقبل الأعرابي وعلى عنقه جعل ،
فقالوا : هذا الذي قلت فيه دنينير ؟
قال : القرنبي في عين أمها حسناء .

• دفعوا إلى أعرابية علكا لتمضغه، فلم تفعل،
فقيل لها في ذلك ،
فقالت : ما فيه إلا تعب الأضراس وخيبة الحنجرة .

• لقى الحجاج بن يوسف الثقفى أعرابيا ..فقال له : من أين أقبلت ؟
فقال الأعرابى : من البادية .
فقال الحجاج : وما بيدك ؟
فقال الأعرابى :
عصاى .. أركزها لصلاتى . وأعدها لعدتى . وأسوق بها غنمى ودابتى . وأقوى بها على سفرى وأعتمد بها فى مشى ، ليتسع خطوى . وأبث بها النهر ، فتؤمننى .وهى محمل سفرتى . وعلاقة إدواتى . ومشجب ثيابى . ألقى عليها كسائى فيسترنى من الحر . ويقيتى من القر . تدنى ما بعد منى . وأعتمد بها عند الضراب . وقرع الأبواب وأتقى بها عقور الكلاب . تنوب عن الرمح فى الطعان . وعن الحرب فى منازلة الاقران .ورثتها عن أبى . وأورثها بعدى ابنى . وأهش بها على غنمى ...
ولى فيها مآرب اخرى .

• التقى أعرابي بقوم فسألهم عن أسمائهم ،،،
فقال الأول : اسمي وثيق .
وقال الثاني : اسمي ثابت .
وقال الثالث : اسمي شديد .
وقال الرابع : اسمي منيع .
فقال الأعرابي :
ما أظن الأقفال صنعت إلا من أسمائكم .

• حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك ، فجعل يمر إلى ما بين يديه ،،
فقال له الحاجب: مما يليك ، فكل يا أعرابي .
فقال : من أجدب انتجع ،،
فشق ذلك على سليمان وقال للحاجب: إذا خرج عنا فلا يعد إلينا .
ثم شهد سفرته بعد ذلك أعرابى آخر، فمر إلى ما بين يديه أيضا ،،
فقال له الحاجب : مما يليك ، فكل يا عرابى
قال : من أخصب تخير ،،
فأعجب ذلك سليمان وقربه وأكرمه وقضى حوائجه .

• حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك ، فلما أتى بالفالوذج جعل يسرع فيه .
فقال سليمان : أتدري ما تأكل يا أعرابي ؟
فقال : بلى يا أمير المؤمنين ،، إنى لأجد ريقا هنيئا ومزدردا لينا ، وأظنه الصراط المستقيم الذى ذكره الله في كتابه .
فضحك سليمان وقال : أزيدك منه يا أعرابى ، فإنهم يذكرون أنه يزيد في الدماغ .
قال: كذبوك يا أمير المؤمنين ، لو كان كذلك ، لكان رأسك الآن مثل رأس البغل .

• أعد الحجاج مائدة في يوم عيد ، فكان من بين الجالسين أعرابي ، فأراد الحجاج أن يتلاطف معه فانتظر حتى شمر الناس للأكل و قال : من أكل من هذا ضربت عنقه.
فظل الاعرابي ينظر للحجاج مرة وللطعام مرة اخرى ، ثم قال : أوصيك بأولادي خيرا ...
وظل يأكل ، فضحك الحجاج و أمر له بمكافأة .

• حضر سفرة سليمان أعرابى ، فنظر إلى شعرة في لقمة الأعرابي ،
فقال : أري شعرة في لقمتك يا أعرابي .
قال : وإنك لتراعينى مراعاة من يبصر الشعرة في لقمتى ، والله لا واكلتك أبدا ،
فقال سليمان : استرها يا أعرابى ، فإنها زلة ، ولا أعود لمثلها .

•صلى أعرابي مع قوم ، فقرأ الإمام :{ قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا ) ،،
فقال الأعرابي : أهلكك الله وحدك ، إيش ذنب الذين معك ؟
فقطع القوم الصلاة من شدة الضحك .

• عن عيسى بن عمر قال:
وُلِّي أعرابي البحرين، فجمع يهودها وقال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟
قالوا: نحن قتلناه وصلبناه.
فقال الأعرابي: لا جرم ، فهل أديتم دِيَتَهُ ؟
قالوا : لا.
فقال: والله ،، لا تخرجون من عندي حتى تؤدوا إليَّ دِيَتَهُ ،
فما خرجوا حتى دفعوها إليه.

• قيل لأعرابي : كيف أنت في دينك ؟
قال : أخرقه بالمعاصي ، وأرقعه بالاستغفار.

• قرأ إمام في صلاته:
{ إنَّا أرسلنا نوحًا إلى قومِه } فارتج عليه،
وكان خلفه أعرابي فقال: أرسل غيره يرحمك الله،، وأرحنا وأرح نفسك

• قرأ إمامٌ في صلاته { وَوَاعدنا موسَى ثلاثينَ ليلة وأتممْناها بعشرٍ، فتم ميقاتُ ربِّه [خمسين ليلة ]،
فجذبه رجلٌ من ورائه وقال: أما تحسنُ الحسابَ ؟

• سَمع أعرابيٌّ إمامًا يقرأ: { وَلاَ تُنْكِحوا المُشرْكين حتَى يُؤمِنُوا } بفتح التاء في "تنكحوا"،
قال: ولا إن آمنوا أيضًا!

• سمع أعرابى رجلا يقرأ سورة براءة ،،
فقال : ينبغى أن يكون هذا آخر القرآن ،
فقيل له : ولم ؟
فقال : رأيت عهودا تنبذ .

• قال الأصمعي: كنت أقرأ: { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
وكان بجانبي أعرابي فقال: كلام مَن هذا ؟؟
فقلت: كلام الله
قال: أعِد
فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله
فانتبهتُ فقرأت: { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
فقال: أصبت
فقلت: أتقرأ القرآن ؟
قال: لا
قلت: فمن أين علمت ؟
فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع .

• قال العتبي: قلت لرجل من أهل البادية:
يا أخي، إني لأعجب أن فقهاءكم أظرف من فقهائنا ، وعوامُّكم أظرف من عوامنا، ومجانينكم أظرف من مجانيننا،
قال: وما تدري لم ذاك ؟
قلت: لا ،
قال: من الجوع ، ألا ترى أن العود إنما صفا صوته لخلو جوفه !!

• خاصم أعرابى امرأته إلى زياد بن أبيه ، فلما مثل الإثنان بين يدى زياد ، شدد على الأعرابى .
فقال : أصلح الله الأمير ، إن خير عمر الرجل آخره ، يذهب جهله ، ويثوب حلمه ، ويجتمع رأيه ،،
وإن شر عمر المرأة آ خره ، يسوء خلقها ، ويحد لسانها ، ويعقم رحمها .
فقال زياد : صدقت يا أعرابى ...اسفع بيدها .(أى خذ بيدها ) .

• جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول :هاكم إقرأوا كتابيه ..
فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .
فقال :هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ،
ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .

• دخل أعرابي بلدة ، فلحقه بعض كلابها ، فأراد أن يرميها بحجر ، فلم يقدر على انتزاعه من الأرض ،،،
فقال غاضباً : تبا لأهل هذه البلدة ، يقيدون الحجارة ، ويطلقون الكلاب .

• دخل أعرابي على المأمون وقال له : يا أمير المؤمنين ، أنا رجل من الاعراب ،
قال : ولا عجب في ذلك
فقال الاعرابي : أني أريد الحج .
قال المأمون : الطريق واسعة
قال: ليس معي نفقة
قال المأمون: سقطت عنك الحج
قال الاعرابي : أيها الامير جئتك مستجديا لا مستفتيا
فضحك المأمون وأمر له بصلة

• حكى الأصمعي قال:
كنت أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابي يحمل قطعة من القماش، فسألني أن أدله على خياط قريب،
فأخذته إلى خياط يدعى زيدا، وكان أعور،،
فقال الخياط : والله لأخيطنه خياطة ، لا تدري أقباء هو أم دراج.
فقال الأعرابي: والله لأقولن فيك شعرا ، لا تدري أمدح هو أم هجاء.
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي، ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أو دراج،
فقال في الخياط هذا الشعر:
خاط لي زيد قباء *** ليت عينيه سواء
فلم يدر الخياط ،، أدعا له ، أم عليه.

• قال الأصمعي : رأيت أعرابيا ما سكا أستار الكعبة وهو يقول : اللهم امتني ميتة أبي خارجة .
فقلت : رحمك الله ، وكيف مات أبو خارجة ..؟
قال : أكل حتى امتلأ ، وشرب ونام في الشمس ، فمات شبعان ريان دفآن .

• ولي يوسف بن عمر الثقفي صاحب العراق أعرابيا على عمل له ، فأصاب عليه خيانة فعزله ،
فلما قدم عليه ،، قال له : يا عدو الله ،،،، أكلت مال الله ؟
فقال الأعرابي علي الفور :
فمال من آكل إذا لم آكل مال الله ؟ لقد راودت إبليس أن يعطينى فلسا واحدا فما فعل ،
فضحك منه وخلى سبيله .