ياسر الدّيراني
فنّان تشكيلي لبناني بقاعي من غربي بعلبك من بلدة قصرنبا التّاريخيّة
بقلم: حسين أحمد سليم

تتماهى ألوانه وخطوطه وأشكاله ولوحاته ومنحوتاته الفنّيّة التّشكيليّة في فضاءات وأفلاك بلدته قصرنبا لينبعث منها الضّوء الآخر الذي يحاكي بقايا آثار معبد قلعة قصرنبا بدعائمه النّاتئة على طول جدرانه الخارجيّة, من العصر الروماني, حيث تتماهى بقايا المكوّنات في حراسة دائمة للبقاع السّهل في أعلى مرتفعات بلدة قصرنبا...
هناك, وحيث يتموسق الفنّان التّشكيلي ياسر الدّيراني متمازجا برؤاه وفلسفاته الفنّيّة التّشكيليّة واللونيّة والنّحتيّة مع حجارة معبد وقلعة بلدته قصرنبا, راويا على مسامع الأيّام سيرة الحبّ والعشق والحياة والكينونة, من شفافيّة وأثيريّة ألوانه بمدرسة ومذهب ومنهج لبناني بقاعي بعلبكي قصرنبي...
عالم من نوع آخر يتماهى خلف البعد اللامتناهي في الإمتدادات طي ظلال وأضواء وموسقات ألوان ولوحات ومشهديات الفنّان التّشكيلي اللبناني البقاعي ياسر الديراني من بلدة قصرنبا غربي بعلبك, والذي يحكي سيرة حياته إنعكاس سيرة حياة الوطن من بقاعه وتحديدا من غربي بعلبك من قلب بلدة قصرنبا التّاريخيّة, بحيث يترجم لمن شقّ عليه الإستيعاب, حيث العين ترفل لتلك التناغمات والدّندنات المنسجمة في هارمونيّة ضوئية ولونيّة تتماهى على خامات من القماش...
وفي كلّ لوحة من لوحاته التي يرسمها بمواد تقليديّة وألوان داكنة ومشرقة وتارة بالأدوات التّقليديّة وطورا بأصابعه, بحيث يجسّد في كل مشهديّة من نتاجه الفني التّشكيلي رسما ونحتا, معاناة النّفس الإنسانيّة التي تمتليء بالكثير من التّساؤلات في هذا الزّمن إنطلاقا من الأمس للحاضر فالغد المجهول؟!...
وهو ما يعيشه في مجتمعه وبيئته ويوميّاته الفنّان اللبناني القصرنبي ياسر الدّيراني والذي يأبى إلا أن يترجم تشاغفات ما يعتلج في بواطنه وحنايا وكوامنه والتي هي صورة طبق الأصل عن بقيّة أفراد مجتمعه القرويّ الذي يختزل المجتمع البقاعي في شريط غربي بعلبك...
لوحات ونتاج الفنان القصرنبي ياسر الدّيراني أستطيع أن أترجمه وأنا أسبر ما خلف ألوانها وأشكالها وخطةطها وترانيمها وموسقاتها الفلسفية في عمق عناصرها ومنمنماتها, أتلمّس ثورات متلاحقة, إنّما بمفهوم حضاري ثقافي راق, تتراءى من خلال الألوان والأشكال والعناصر المستخدمة في كل لوحة فنّيّة تشكيليّة للفنان ياسر الديراني...
وفي فلسفته اللونيّة يرمي الفنّان التّشكيلي ياسر الديراني القصرنبي إلى بعد حضاري آخر في العالم الإفتراضي من حلال صورة ولوحة ومشهديّة ومنحوتة, ليبرز لمن له عين تسمع وأذن ترة, أنّ الضّوء يكمن خلف الظّلّ والنّور يشعّ من قلب الظّلمة, ولم ولنولا يبقى السّواد مسيطرا لا في العين ولا في الرّوح, وأنّ الحياة كانت وتبقى وتستمرّ وستستمر...