آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: خُذوا السياسةَ.. من فَمِ لافروف!/د. محمد بسام يوسف

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي خُذوا السياسةَ.. من فَمِ لافروف!/د. محمد بسام يوسف

    خُذوا السياسةَ.. من فَمِ لافروف!..

    الدكتور محمد بسام يوسف

    بفضل السياسة (الحكيمة!) لعباقرة الدبلوماسية الروسية، خسرت روسية حتى اليوم، معظمَ ما بقي من مرتكزاتها ونفوذها في منطقتنا العربية، لاسيما في العراق وليبية. ولم يبق لها من نفوذٍ إلا في سورية، التي يحكمها طغاة لم يُنجِب التاريخ الحديث للبشرية مِثلَهم أو شبيهَهم، في الطغيان والفساد!..

    لا غرابة ولا عَجَب، أليست هذه السياسة (الفذّة) لعمداء الدبلوماسية الروسية.. مُستَمَدَّةً من العمق الاستراتيجيّ التاريخيّ، لعباقرة الدبلوماسية الستالينية؟ التي انقرض -بفضلها- ما كان يُسمى بالاتحاد السوفييتي، وتبعثرت دوله الخمس عشرة إلى شظايا، ووصلت (برَكَاَتها) إلى دول أوروبة الشرقية وحليفاتها في العالم كله؟!.. أوَلَم تخسر الدولة السوفييتية المنقرضة: مصرَ والسودان، وهي في أوج قوّتها؟!.. ثم اليمنَ الجنوبيَّ والجزائر، وهي في حضيض ضَعفها؟!.. ألَم ببرهن الروس من خلال هذا التاريخ (العريق الـمُشرق) كله، أنهم في غاية البراعة السياسية؟!.. التي يزعمون أنهم يُتقنون فنونها من ألِفِها إلى يائها، فلا هم يستفيدون من التجارب في أوج قوّتهم، ولا هم يَغنمون في حضيض ضَعفهم!.. وذلك كله، بفضل خبراتهم السياسية المتراكمة!، التي لم تعلِّمهم الدروسَ السياسية البنّاءة، خارج نطاق الأيديولوجيا والقوالب الشيوعية الحمراء!..

    بَدءاً من عام 1960م، اشتهر السوفييت بسياسة (الحذاء).. حذاء خروتشوف، رئيس وزرائهم في ذلك الوقت، الذي خلعه في جلسةٍ رسميةٍ للجمعية العامة للأمم المتّحدة، وضرب به الطاولةَ التي أمامه، مُثيراً ضحك الزعماء الحاضرين وقهقهاتهم، بينما علّق -بخُبثٍ- رئيس الوزراء البريطاني (هارولد ماكميلان)، الحاضر في القاعة نفسها آنذاك: [هل لكم أن تُتَرجِموا لي ما يقوله الروسيّ خروتشوف، فأنا لا أفهم اللغة الدبلوماسية الروسية]!.. وهو الأمر الذي دفع علماء النفس، ليضيفوا إلى قاموس المصطلحات النفسية، مصطلح: (دبلوماسية الحذاء السوفييتية)، وعرّفوها بأنها: [أقصر السبل لخسارة تقدير الناس الأصحّاء]!..

    منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة الشعبية السورية، حذّر عميد الدبلوماسية الروسية من قيام دولةٍ (سنيّة) في سورية!.. ولم نكن قد اكتشفنا في ذلك الوقت، أنّ لافروف العلمانيّ الأرمنيّ، يهتمّ بإحصاء أعداد السوريين من كل طائفة، وبِــنِسَبِها في المجتمع السوريّ، فسياسته (الحاذقة) تقتضي، أن تبقى الأقلية الأسدية مستمرّةً في حكمها وطغيانها ودكتاتوريّتها وفسادها، ولا يحق للأكثرية الكاثرة -حسب السياسة الديمقراطية الروسية- أن تحكم البلاد!.. ولعل هذه (الحكمة) قد استمدّها من أصدقائه الإيرانيين الإثنا عَشريّين، فأضاف إلى فنونه السياسية، باباً من أبواب الحماقة الصفوية الفارسية!..
    ثم أمعن (النجيب) لافروف، في اتهام الشعب السوريّ وثورته، فأطلق على الثوار ألقاباً عدّة، لعلّ أشدّها (نبوغاً) لقب: العصابات المسلَّحة، وهي العصابات نفسها التي يدعوها اليوم لحوار (الطرشان)!.. فأضاف إلى (مهاراته) السياسية العظيمة، بُعداً جديداً، مُستَمَدّاً من غباء المنطق الأسديّ، المغروف من مفاهيم العصور الوسطى الأوروبية!..

    وما يزال (لافروف) يحدِّثنا عن الحلّ السلميّ والسلام، حتى كدنا نكتشف، بأنّ السلاح الذي يقتلنا به صاحبه الحميم وحليفه بشار، ويُدمِّر به سورية، ويُهلِك الزرع والضّرع.. مصنوع في كوكب بلوتو، ومشحون بسفنٍ مستأجرةٍ من كوكب عطارد، تمخر مياه البحر الأبيض المتوسّط، ثم (تهبط) في القاعدة الروسية بميناء طرطوس!..

    وما يزال (النابغة) اللافروفيّ يهدِّدنا -كَصاحبه (النـزيه) الأخضر الإبراهيمي- بقتل المزيد من آلاف السوريين، إن لم نستسلم لحلوله السياسية (العظيمة)، المصنَّعة في موسكو و(جنيف) ظاهرياً، وفي واشنطن ولندن باطنياً.. حتى ظننا أنّ أبطال جيشنا الحر، وثوارنا الأماجد.. لم يصلوا بعد، إلى مطار دمشق الدوليّ، ولم يَتَسَلّوا حتى اللحظة، بِدَكّ القصر الأسديّ، (العامر) بالرعب والهزيمة والجلطات الدماغية والقلبية والرئوية لسكّانه!..

    العبقرية السياسية الروسية، لم تكتشف بعد، أنّ إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصالح روسية وهيبتها في القلعة الأخيرة لها بالمنطقة العربية، التي داسها أبطال سورية بنعال أطفالهم ونسائهم.. لا يكون بالسياسة القاتلة نفسها، التي جعلت مُلْكَ روسية ونفوذها ومصالحها في ليبية.. قاعاً صفصفا!.. لكنّ المكابرة الفارغة هي عماد السياسة بالمفهوم الروسيّ، ودبلوماسية (الحذاء) هي أعظم ما لديهم من فنون، فهم لا يكترثون بألف باء السياسة (لا نقول الأخلاق) التي تدعوهم للاصطفاف إلى جانب الشعوب الباقية، التي تنشد التحرّر والحرية.. بل يستمرّون في دعمهم للطغاة الزائلين على أعين الناس أجمعين، فلا يقبضون إلا الريح التي حصدوها -بجدارةٍ- في ليبية!..

    ربما.. نقول: ربما،
    يفهم الروس فنون السياسة التي يتمتع بها الأسوياء من البشر، عندما يَرون -بأمهات عيونهم- جنودَهم الصناديد، وهم يُطلِقون سيقانهم لريح طرطوس، فيغرق منهم، حتى مَن يُجيد السباحة، في مياهنا الإقليمية.. تماماً، كما أغرق السوريون -بدمائهم- السلاحَ الروسيّ المتطوِّر، ودفنوا حُطامَه -بعد أن بَـهدلوه- في أعماق ترابهم الوطنيّ السوريّ!..
    لم تعد روسية (العظمى) بحاجةٍ للاعتذار إلى الشعب السوريّ فحسب، كما صرّح السياسيّ السوريّ الأصيل (عديم الخبرة!) أحمد معاذ الخطيب.. بل صار شبّيحُ دبلوماسيّتها لافروف، مَديناً بالاعتذار إلى الأستاذ الخطيب نفسه أيضاً!.. وهنا يمكننا أن نلمسَ بوضوح، حماقةَ السياسة الروسية التي يقودها الوزير لافروف في القرن الحادي والعشرين.. وهي سياسة تبدو -ولا فخر- مستمدّةً من (الخبرة) السياسية لمخلوقات العصر الطباشيريّ!..

    عن موقع رابطة أدباء الشام


  2. #2
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: خُذوا السياسةَ.. من فَمِ لافروف!/د. محمد بسام يوسف

    الأخ الأستاذ نبيل شكرا على المقال وشكرا لكاتبه .. وجهة نظر


    لكن لي وجهة نظر أخرى قد تخالف ما ذهب إليه الدكتور محمد بسام يوسف .. فالروس لا يتصرفون بذاك الغباء ولكنهم يرثون سياسة روسيا القيصرية ويتصرفون بوحيها تلك السياسة التي تقوم على مقاومة انتشار الإسلام والنشاط الإسلامي في الجمهوريات السوفييتية وتخشى من هذا الوجود لأنه يذكرها بالصراع بينها وبين دولة الخلافة العثمانية التي كانت تمثل المسلمين وتجاهد بهم وكان لها مع روسيا القيصرية صولات وجولات وهي تخشى من عودة الإسلام إلى الحياة ممثلا بدولة الخلافة فيعود الصراع بين الروس والمسلمين ويكون مسلمو القفقاس قوة للملسمين وعونا لهم وهي تستشعر ذلك من النشاط الإسلامي الذي يعود بقوة إلى جمهوريات الاتحاد السوفييتي .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنها تعمل بالتنسيق مع الإيرانيين الذي يدعمون الأسد دعما سافرا تسليحا وأموالا للوقوف في وجه الإسلام ويساعد النظام السوري في ذلك أيضا النظام العراقي الطائفي وكذلك حزب الله .. ولم يعد خافيا أن هناك تغطية طائفية لنظام بشار نكاية بالإسلام وخوفا من عودة المسلمين للمشهد الدولي من خلال دولة الخلافة الموعودة والتي يخشون قيامها في الشام حيث هناك مجاهدون يحملون الفكرة ويدعون لها بقوة .. أما أمريكا فإنها تختبئ خلف الفيتو الروسي وهي لا تريد تغييرا دراماتيكيا في سوريا يفسد عليها مشاريعها وقد يقوض نفوذها ويهدد ربيبتها إسرائيل .. لذلك تتفق روسيا مع أمريكا على أن الحل سياسي وانتقال سلمي للسلطة وهي لا تطالب بتنحي بشار في الحقيقة وإنما هي تسوق تصريحات بتنحي بشار في الظاهر للاستهلاك المحلي وأمام منظمات حقوق الإنسان ..

    لا ننسى أن أمريكا تسكت على دور إيران في العراق وما أحب أن أذكر به فهو دور إيران الخسيس والنجس في أفغانستان حيث ساعدت أمريكا في احتلال أفغانستان وقد ساعد أسطولها الجوي الأمريكان هي قد غضت الطرف عن احتلال أمريكا العراق .. إيران تبدي في الظاهر عدواة لدود لأمريكا ولكن في الباطن فإن حكام إيران هم صنيعة الأمريكان .. قد تختلف إيران مع أمريكا ولكن ليس في جوهر الأمور
    ..

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: خُذوا السياسةَ.. من فَمِ لافروف!/د. محمد بسام يوسف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه مشاهدة المشاركة
    الأخ الأستاذ نبيل شكرا على المقال وشكرا لكاتبه .. وجهة نظر


    لكن لي وجهة نظر أخرى قد تخالف ما ذهب إليه الدكتور محمد بسام يوسف .. فالروس لا يتصرفون بذاك الغباء ولكنهم يرثون سياسة روسيا القيصرية ويتصرفون بوحيها تلك السياسة التي تقوم على مقاومة انتشار الإسلام والنشاط الإسلامي في الجمهوريات السوفييتية وتخشى من هذا الوجود لأنه يذكرها بالصراع بينها وبين دولة الخلافة العثمانية التي كانت تمثل المسلمين وتجاهد بهم وكان لها مع روسيا القيصرية صولات وجولات وهي تخشى من عودة الإسلام إلى الحياة ممثلا بدولة الخلافة فيعود الصراع بين الروس والمسلمين ويكون مسلمو القفقاس قوة للملسمين وعونا لهم وهي تستشعر ذلك من النشاط الإسلامي الذي يعود بقوة إلى جمهوريات الاتحاد السوفييتي .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنها تعمل بالتنسيق مع الإيرانيين الذي يدعمون الأسد دعما سافرا تسليحا وأموالا للوقوف في وجه الإسلام ويساعد النظام السوري في ذلك أيضا النظام العراقي الطائفي وكذلك حزب الله .. ولم يعد خافيا أن هناك تغطية طائفية لنظام بشار نكاية بالإسلام وخوفا من عودة المسلمين للمشهد الدولي من خلال دولة الخلافة الموعودة والتي يخشون قيامها في الشام حيث هناك مجاهدون يحملون الفكرة ويدعون لها بقوة .. أما أمريكا فإنها تختبئ خلف الفيتو الروسي وهي لا تريد تغييرا دراماتيكيا في سوريا يفسد عليها مشاريعها وقد يقوض نفوذها ويهدد ربيبتها إسرائيل .. لذلك تتفق روسيا مع أمريكا على أن الحل سياسي وانتقال سلمي للسلطة وهي لا تطالب بتنحي بشار في الحقيقة وإنما هي تسوق تصريحات بتنحي بشار في الظاهر للاستهلاك المحلي وأمام منظمات حقوق الإنسان ..

    لا ننسى أن أمريكا تسكت على دور إيران في العراق وما أحب أن أذكر به فهو دور إيران الخسيس والنجس في أفغانستان حيث ساعدت أمريكا في احتلال أفغانستان وقد ساعد أسطولها الجوي الأمريكان هي قد غضت الطرف عن احتلال أمريكا العراق .. إيران تبدي في الظاهر عدواة لدود لأمريكا ولكن في الباطن فإن حكام إيران هم صنيعة الأمريكان .. قد تختلف إيران مع أمريكا ولكن ليس في جوهر الأمور
    ..
    كل التقدير والإحترام لوجهة نظركم أستاذي الكريم نايف ذوابة وأود أن أدلي بدلوي هنا وباختصار شديد:
    المنافق الإيراني (العدو الباطن) هو الأخطر على الإسلام من الصهيوني اليهودي ومن معه (العدو الظاهر) وسبحانه وتعالى جعل عقوبة المنافق في الدرك الأسفل من النار لأنه أخطر على الإسلام من الكافر والمشرك .
    أما بالنسبة للولايات المتحدة ففي سورية الجريحة لايوجد نفط مثل الكويت والعراق وليبيا ومعظم الضحايا في سورية هم من أهل السنة والجماعة عمود الإسلام في العالم والمستفيدة الأولى من نكبتهم هي إسرائيل فلذلك هي لاتهتم بما يحدث وتلتقي في الأهداف المستترة الستراتيجية مع إيران واسرائيل وروسيا .

    مع الشكر الجزيل


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •