أخي إدوارد
تحية وسلاما
أريد إذا سمحت أخي رأيكَ في هذه المعارضة (ولا أقول ترجمةً فلست أدعي لها مقام الترجمة) لقصيدة "النبع والبحر" la source et la mer لفيكتور هيجو
ولا شك أنك تعلم أخي ان الالتزام بالأوزان الفراهيدية وبالصور الشعرية والتخييلية العربية يفرضان معا بعض التغييرات التي أرجو ألا تكون قد انتقصت من فعل القصيدة في نفس القارئ، وهو كما تعلمون أخي الهدفُ والغاية الأساسُ من الشعر خصوصا ومن الأدب على وجه العموم
ولك أخي ولأسرة المنتدى ومرتاديه جميعا صادق المحبة والتقدير

النبع والبحر
سالت مياهُ النبع كالغيث الخفيف
دمعا يعانق صفحة البحر المخيفْ
ناداه قاتِلُ كلِّ بحارٍ يقول:
"ما حاجتي بك أيها الباكي الأسيفْ؟
"أوَلا ترى أنِّي الذي من جوفه
ماءُ الشتاء وسِرُّ أنواء الخريفْ
وأنا الذي يخشى الجبابِرُ سطوتي
وأنا الذي أقصى سمائك لي رصيفْ؟
"أنَّى يكونُ لِمثلِنا بك حاجةٌ
هل مبصرٌ به حاجةٌ ليد الكفيفْ؟"
فأجابه النبعُ المسالم هامسا:
"يا بحرُ لا تَكُ مستخفا بالضعيفْ
"فأنا وإن حقّرتَ شأنيَ إنما
أوتيك في صمتٍ، بلا صخبٍ عنيفْ
"ما ليس عندك يا محيطُ مثيلُه:
ماءاً زلالا يُذهِب الظمأَ الكثيف!"


وهاهي القصيدة الأصل:
La source et la mer
La source tombait du rocher
Goutte à goutte à la mer affreuse
L’océan, fatal au nocher
Lui dit : « Que me veux-tu, pleureuse ?
« Je suis la tempête et l’effroi
« Je finis où le ciel commence
« Est-ce que j’ai besoin de toi
« Petite, moi qui suis l’immense ? »
La source dit au gouffre amer :
« Je t’apporte, sans bruit ni gloire,
« Ce qui te manque, ô vaste mer :
« Une goutte d’eau qu’on peut boire ! »
Victor Hugo

مع محبتي وتقديري