نحو تفسير أسهل

الدكتور عائض القرني

سورة الشرح

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ



أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴿1﴾
ألم نوسّع لك ـ يا محمد ـ بنور النبوة والهدى صدرك بعد الضيق؟ أما جعلنا صدرك رحباً وسيعاً رحيماً حليما؟ أما جعلناك أكثر الناس سروراً ورضاً وفرحاً وانشراحاً على الرغم من النوائب والمصاعب والمصائب.

وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴿2﴾
وحططنا عنك بذلك حملك والأعباء التي كانت عليك ، وغفرنا لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر ، ورضينا عنك وأسبلنا عليك العفو والرحمة؟.

الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ﴿3﴾
الذي أثقل ظهرك ، وكان عبئاً وهماً يلازمك وغماً يصاحبك ، فالآن أرحناك منه بالغفران والرضوان.

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴿4﴾
وجعلنا ذكرك مرفوعاً في المنائر وعلى المنابر وفي الدفاتر ، فتُذكر مع ذكر الله ، وأسمك يٌذكر في المحافل والمجامع على مر الدهور واختلاف العصور صلى الله عليه وسلم.

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿5﴾
فإن بعد العسر يسراً ، وبعد الضيق فرجاً ، ومع الحزن سروراً وبعد ليل الغم صبح الفرج ، فالشدة لا تستمر والأزمة والنوائب لا تبقى.

إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿6﴾
والعسر عسر واحد ، واليسر يسران ، ولن يغلب عسر يسرين ، فأبشر بسهولة بعد كل صعوبة ، وبفرج بعد كل شدة.

فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴿7﴾
فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها ، فجدّ في العبادة وتفرّغ للطاعة ، وأكثر من النوافل وعمل الفضائل ، والتزود بالصالحات.

وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
وإلى ربك وحده فارغب فيما عنده بسؤاله ، وألحّ عليه وأحسن التذلل والخضوع له ، وكثرة التطوع ، ومزيدا من الإخبات.