نحو تفسير أسهل

الدكتور عائض القرني

سورة القارعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ



الْقَارِعَةُ ﴿1﴾
القيامة تقرع القلوب بأهوالها وتهز العالم بصوتها ، وتذهل الناس وتدهش العقول فهي أعظم خطب وأشد كرب.

مَا الْقَارِعَةُ ﴿2﴾
ما أعظمها من حدث وما أخطرها من كربة ، وما أشد هولها ، وما أعظم وقوعها ، فهي فوق الوصف.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿3﴾
وأي شئ أعلمك بها ؟ فأنت لا تدري بما فيها من أحوال فظيعة ، وصور مريعة ، وأحداث مخيفة ، ومواقف مذهلة.

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿4﴾
يوم القيامة يكون الناس في كثرتهم وخوفهم وفزعهم وتفرقهم كالفراش المنتشر الذي يسقط في النار ، طاشت الأفكار ، وحارت الأنظار.

وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴿5﴾
وتصبح الْجِبَالُ كالصوف الذي ينثر باليد فيصير في الهواء كالهباء ، لأن الجبال تدك وتنسف وتزول من أماكنها .

فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿6﴾
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَ ميزانه بالحسنات ورجح بالصالحات ومالت كقته بفعل الخيرات فهنيئاّ له وطوبى وقرة عين.

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴿7﴾
فَهُوَ فِي حالة طيبة في جنان النعيم ، في مقعد صدق ومقام آمن ومجلس سلام ومحل أنس وسرور ونور وحبور.

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿8﴾
وَأَمَّا مَنْ خَفَّ ميزان حسناته وطاشت كفته لقلة خيراته ورجحت به السيئات فبعد له ، وويل له مما ينتظره.

فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿9﴾
فحظه عاثر وسعيه خاسر ومأواه جهنم ومثواه النار لما أدركه من البوار بسبب عصيانه للملك الجبار ، وسميت هَاوِيَةٌ لأنها تهوي بصاحبها إلى قعرها.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿10﴾
وما أعلمك ما هذه الهاوية ، إن صاحبها يهوي على وجهه إلى قعرها البعيد ، ليجد العذاب الشديد من الأغلال والحديد ، والزقوم والصديد.

نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿11﴾
إنها نار موقدة ، وجحيم مؤصدة ،وسعير محرقة لا يفتر لهبها ، ولا تخمد شعلتها ، ولا يطفأ وقودها.