ضوابط هندسة التّغذية بالمياه
بقلم: حسين أحمد سليم
قبل البدء في عمليّات التّنفيذ الميداني, لتفاصيل دراسات أعمال التّغذية بالمياه, لمنطقة ما أو مدينة معيّنة, مستهدفة التّغذية بالمياه من خلال دراسة هندسيّة علميّة شاملة, يجب وضع دراسة هندسيّة شاملة وتفصيليّة مُحكمة, لطريقة وأسلوب توقيع تخطيط هذه الشّبكة ميدانيّا, وتحديد جميع مواصفات المستلزمات لها, وتبيان الشّروط الواجب إتّباعها عند التّخطيط ...
بحيث يجب بداية, عمل ميزانيّة شبكيّة من قبل مهندس المساحة المُختصّ, على محاور جميع الخطوط المُزمع إنشاؤها, والتي تفي بالغرض المطلوب من شبكة التّغذية, وتحديد أقطار المواسير المستخدمة, ومواصفات الحفريات لها, وتحديد مواضع غرف المحابس, وغرف طرد الهواء, وغرف الغسيل وغيرها, وتحديد حفريّاتها اللازمة...
ثمّ يقوم المهندس المُختصّ بتحديد الطّريقة التي سيتمّ دراسة تخطيط شبكة التّغذية بالمياه, من حيث أداء عملها الصّحيح والسّليم...
فإمّا يعتمد الشّبكة الشّجريّة, وهي عبارة عن خطّ رئيسي من المواسير بقطر كبير ومدروس, ثمّ يتفرّع من جوانبه خطوط فرعيّة بأقطار أصغر, وهكذا دواليك حتّى نهايات الخطوط المطلوبة للدّراسة... وهذا النّوع من الدّراسات, غير مًستحبّ, لأنّه إذا حصل أيّ أعطال في الخطّ الرّئيسي, تتوقّف جميع خطوط الشّبكة بأكملها عن تأدية مهامّها, ويكون الفاقد بها في الضّغط عند نهايتها كبير جدّا, وربّما يتسبّب بتصدّع وإنفجارات لهذه الخطوط...
وإمّا يلجأ لإعتماد الشّبكة المقفلة, وهي عبارة عن عدد من الخطوط الرّئيسيّة والفرعيّة المتقاطعة مع بعضها البعض, وعمليّا يُفضّل هذا النّوع من الدّراسات والتّصاميم, لأنّه لو حدث عطل لأيّ فرع من فروع الشّبكة, لا تتوقّف الشّبكة عن تأدية عملها بالتّغذية, ويكون مجموع الفاقد في الضّغط عند نهايتها قليل جدّا, ولا يتسبّب بتصدّعات أو إنفجارات مرتقبة في خطوط الشّبكة...
بعد عمل التّخطيط والدّراسات والميزانيّات اللازمة على الطّبيعة, لجميع محاور خطوط مواسير الشّبكة, يبدأ المهندس المُختصّ بتحديد مناسيب المواسير, ومناسيب حفر الخنادق من مستوى الأرض الطّبيعيّة, ومدى إستقامة أيّ خطّ من المواسير ضمن المسموح به هندسيّا, بحيث يتمّ وضع محبس للغسيل عند كلّ نقطة إنخفاض دنيا, ومحبس لطرد الهواء عند كلّ نقطة إرتفاع قصوى...
وهنا لا بدّ من لفت النّظر, إلى أنّه جرت العادة من قبل بعض المُقاولين أو بعض الإدارات التّنفيذيّة, بوضع المواسير في خنادق محفورة, تتمشّى مع طبيعة الأرض, دون دراسة أو تصميم, ودون عمل ميزانيات ورسومات قبل التّنفيذ, بالإعتماد على ضغط أجهزة المحطّات والطّلمبات... وهذا الإجراء التّنفيذي فيه من الخطأ ما يُقلّل من عمر الشّبكة, ويجعلها تحتاج إلى صيانة دائمة ومستمرّة, وتحتاج إلى قوّة طلمبات كبيرة للضّغط, لتغطّي الفاقد الذي ينتج من جرّاء هذه الطّريقة...
لتفادي الوقوع في هذه الطّريقة, أو الإستمرار فيها, يجب إعتماد الدّراسات التّصميميّة المُعدّة من قبل مهندس إمداد التّغذية بالمياه, وذلك وفق الأصول بعمل ميزانيات طبوغرافية مستوية, ووضع رسومات تفصيلصيّة, ويجب وضع حجرات ترسيب, بين محابس الغسيل الذي يتمّ وضعها في النّقاط الأكثر إنخفاضا وبين خطّ المجاري الذي سيتمّ صبّ مياه الغسيل للخطّ فيه, وذلك لعدم تسرّب رائحة المجاري إلى خطّ المياه عند غسيل الخطّ...
هذا, ويُوضع خزّان المياه العلوي المُغذّي إلى شبكة الإمداد بالمياه للمنطقة المستهدفة, في أعلا نقطة بالأرض القريبة لمنطقة الشّبكة أو ضمنها, وعليه يجب أن يتمّ دراسة وتصميم الشّبكة بما يتلاءم مع موقع الخزّان الذي يُغذّي المنطقة, بحيث يتمّ دراسة وضع الخزّانات في المدن أو البلدات أو القرى في أعلا مكان في تلك المناطق المراد تغذيتها وإمدادها بالمياه...
عند البدء بالتّنفيذ العملي الميداني, وذلك بترجمة محتويات وتفاصيل ومواصفات الدّراسات التّصميميّة لأعمال التّغذية والإمداد بالمياه, يجب أن تُراعى المواصفات الخاصّة بكلّ قطعة في خطّ المياه, والتّنفيذ الدّقيق والصّحيح والسّليم تفاديا لما قد يتسبّب بأيّ أعطال أو خلل في تأدية الشّبكات لأعمالها التي دُرست وصُمّمت ونُفّذت لأجلها,,,
المفضلات