نحو تفسير أسهل

الدكتور عائض القرني

سورة الفاتحة



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿1﴾
أبتدئُ قراءة القرآن مستعيناّ بالله متوكلاّ عليه ، وذُكِرَ اسم الله لأنه الإسم الأعظم الذي تضاف له كل الأسماء الدالة على كمال الألوهية واستحقاقه للعبودية ، والرحمن واسع الرحمة ، وهي عامة لكل مخلوق ، والرحيم بأوليائه من الأنبياء والصالحين ، والأسماء والصفات تثبت على الحقيقة المرادة منها في الكتاب والسنة .

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿2﴾
الثناء على الله بأوصاف الكمال ، فهو المحمود على كل حال ، فرحمته فضل ، وعذابه عدل ، وهو الرب الذي خلق ورزق وربًى جميع المخلوقات عموماّ ، وربًى أولياءه بالإيمان والعلم خصوصاّ ، فلهذا استحق الحمد فهو كامل الغنى عن غيره ، وغيره كامل الفقر إليه.

الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿3﴾
أعاد الرَّحْمَٰن الرَّحِيم لأن رحمته سبقت غضبه ، ولأن رحمته وسعت كل حي وعمت كل مخلوق.

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿4﴾
هو الحاكم ليوم الحساب والجزاء وهو يوم القيامة ، وانما خص يوم الحساب والجزاء وهو يوم القيامة لأنه يظهر للخلق تمام ملكه في ذلك اليوم وإلا فهو المالك ليوم الدين وغيره ، ويوم الدين يوم يدان الناس فيه بأعمالهم إن خيراّ فخير وإن شراّ فشر ، فالواجب تذكر ذلك الموقف وإعداد العدة له.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾
لك وحدك عبادتنا ، وبك وحدك استعانتنا ، فحق علينا أن نعبدك ولا نشرك بك شيئاّ ، ولكن هذا لا يتم إلا بعون منك ، والعبادة كل مايحبه الله من الأقوال والأفعال ، والإستعانة هي الإعتماد على الله في جلب المحبوب ودفع المكروه ، وقدم الضمير "إياك " على الفعل لإفادة قصر العبادة على الله والإستعانة به وحده.

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾
أرشدنا إلى الطريق الواضح الموصل إلى رضوانك وجنتك باتباع أمرك واجتناب نهيك.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7﴾
وهذا الطريق الواضح هو طريق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وليس طريق من عرف الحق ولم يعمل به كاليهود ، ولا طريق من ترك الحق عن جهل وضلال كالنصارى.