سمع أعرابيّ أبا المكْنُون النَحْوِيّ، وهو يقول في دُعائه يَسْتَسْقي: اللهم ربنا وإلهنا وسيدنا ومولانا، فصلِّ على محمد نبيّنا، ومَن أراد بنا سوءاً فأحِطْ ذلك السوء به كإحاطة القلائد بأعناق الوَلائد، ثم أرسِخْه على هامته كرُسوخ السجًيل على هام أصحاب الفيل، اللهم اسْقِنا غَيْثاً مريئاً، مريعاً مُجَلْجِلاً مُسْحَنْفِراً هَزِجاً سَحًّا سَفُوحاً طَبَقاً غَدَقا مُثْعَنْجِرا صَخِباً نافعاً لعامّتنا وغيرَ ضارّ بخاصّتنا. فقال الأعرابي: يا خليفة نُوح، هذا، الطُّوفان وربِّ الكعبة، دَعني حتّى آوىَ إلى جَبلِ يَعْصِمني من الماء

المصدر: العقد الفريد