السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جمعة مباركة ويوم مبارك نسأل الله أن توافوا فيه ساعة لا يدركها عبد مسلم إلا استجاب الله له فيها دعاءه ..
هذه محاضرة للدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية جعل موضوعها الآيات الأولى والثانية من سورة الحجرات .. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ﴾
ووقف عندها على معنى التقديم بين يدي الله ورسوله وهو الإعراض عما أمر به ونهى عنه وعدم الوقوف عند حكم الله ومراده والرضا بغير ما حكم وأنزل سبحانه وقد ربط الأمر بالتقوى .. فمن لا يقدم بين يدي الله ورسوله وينزل عند حكمه ويقول سمعنا وأطعنا فذلك التقي ومن التمس علاجًا لمشكلة أو حلاًّ لمسألة في غير ما أوحى به الله على رسوله من وحي متلو هو القرآن أو وحي غير متلو وهي السنة فقد أعرض عن ذكر الله ولم تلامس قلبه تقوى الله .. وقد عرض الشيخ لثلاث مسائل في محاضرته وهي أن الإيمان عقد بين المؤمن وربه فمن آمن بالله فإن للإيمان مقتضيات لا يكون بغيرها فـــ"كلمة "يا أيها الذين آمنوا" هي عقد إيماني بينك وبين الله، كأن الله عز وجل يقول: يا من آمنتم بوجودي، وآمنتم بوحدانيّتي، وآمنتم بكمالي، يا من آمنتم برحمتي، وحكمتي، وعدلي، يا من آمنتم بأسمائي الحسنى وصفاتي الفضلى، ما دمتم قد آمنتم افعلوا كذا وكذا"
والمسألة الثانية هي كمال هذا الدين فهو منزه عن النقص أو الزيادة أو الحذف .. وقد جاء ذلك صريحًا في قول الحق تبارك وتعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت لكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا.. ومقتضيات الكمال ألا نبحث عن أي حكم في أي دستور وضعي أو قانون لا يستند إلى الوحي مباشرة أو اجتهادا وقياسًا صحيحا ..
والمسألة الثالثة التي وقف عنده فهي معنى تجديد الإسلام وله فهم يعني تجديد الدعوة إليه أو تجديد الدين بمعنى تخليصه من كل ما علق به مما ليس منه ..
أترككم مع محاضرة شيخنا الفاضل وأدعو له مجددا .. جزاك الله خيرا وأنار الله بصرك وبصيرتك يا دكتور محمد راتب النابلسي ..
المفضلات