مليون فرد من أجل وقف انتشار الإسلام

ذكرت صحيفة "فيلت إم زونتاج" الألمانية في تقرير لها تحت عنوان "مليون ضد محمد" مؤخراً أن الفاتيكان خصص قدراً هائلاً من الأموال مؤخراً، لتفعيل نشاط منظمة "رابطة الرهبان لنشر الإنجيل" التنصيرية، في مجال وقف انتشار الإسلام حول العالم، وتنصير أكبر عدد ممكن من المسلمين. وأدوات المنظمة لتحقيق هذا الهدف متعددة، من أبرزها بناء المدارس ومرافق الخدمة العامة، خاصة الصحية منها التي تقدم خدمات مجانية لفقراء المسلمين في عدة دول بالعالم، كما تضم المنظمة نحو مليون فرد يعملون ليل نهار وفي كل مكان؛ من أجل وقف انتشار الإسلام في العالم بكل قوة، وعلى تشويه صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونعته بأبشع الصفات. ويعمل في خدمة المنظمة "جيش" مكون من 850 ألف قس وكاهن و450 ألف موظف إداري ساهموا في تأهيل 65 ألف قس جديد عبر 280 دورة تدريبية خلال السنوات الأخيرة. كما يعمل في خدمة جيش الكهنة والموظفين الإداريين جيش آخر مكون من مليون فرد ينتقلون من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة للتنصير، ومحاولة إقناع الفقراء والمهمشين بالكاثوليكية.
واعتبر التقرير أن المنظمة التي تحاول تقديم النصرانية إلى الناس كدين للتسامح والسلام تتبع في عملها نظاماً إدارياً بعيداً عن أي قدر من الرحمة، مثلما هو الحال في الجيوش العسكرية، مشيراً إلى أن استخدام الرئيس الحالي للمنظمة الكاردينال كريسينسيو سيبي لكلمة "قواتي" أو "جنودي" عند حديثه عن المنظمة لم يكن استخداماً عادياً، وإنما إشارة ذات دلالة لطبيعة المنظمة. وقدر التقرير الميزانية السنوية لمنظمة "رابطة الرهبان لنشر الإنجيل" بنحو 500 مليون دولار يذهب معظمها لأنشطة التنصير ووقف المد الإسلامي.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية كشف تقرير للبيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قدمت مساعدات بلغت أكثر من ملياري دولار كمنح للجمعيات الخيرية الدينية، خلال عام 2005م؛ وهو ما أثار اتهامات لإدارة بوش بأنها تكفلت بحملات التبشير التي يقوم بها اليمين المسيحي. وأورد تقرير البيت الأبيض أن نحو 10.9% من المنح الفيدرالية المقررة لبرامج المعوذين في عام 2005م ذهبت إلى الجمعيات الخيرية الدينية عام 2005م، وذلك بعد أن كانت النسبة 10.3% في عام 2004م، كما لعبت الجمعيات الخيرية الدينية بالولايات المتحدة دوراً مميزاً وكبيراً في توفير الإسكان الشعبي، بعد تلقيها نحو 14.2% من نفقاتها في 2005م من وكالة التنمية الدولية.
وقد أثار الدعم الكبير من جانب بوش للجمعيات الخيرية الدينية جدلاً واسعاً، داخل وخارج الولايات المتحدة، خاصة بعدما أدت ضغوط جماعات الضغط اليمينية المسيحية بالولايات المتحدة إلى تحويل نحو 4 مليارات جنيه إسترليني، كان البيت الأبيض تعهد بها لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) إلى برامج للرهبنة والتبشير للمسيحية بين المسلمين، وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي لأن ينشئ مكتباً دينياً، داخل إدارة الأمن القومي، بهدف المساعدة في تنسيق أداء الخدمات الإجتماعية من قبل المنظمات الدينية، ليضاف إلى 11 مكتباً متشابهاً أنشئت خلال الفترة التي قضاها الرئيس بوش في البيت الأبيض.
وفي فرنسا أشار موقع "فرانس إيكو" القريب من منظمات التنصير إلى أن النشاط التنصيري بين مسلمي فرنسا بدأ يركز أكثر على الأقلية القبائلية القادمة من دول المغرب العربي، حيث إن القبائليين أسسوا لهم أول كنيسة مغاربية أسموها "نتردام دي كابيلي" نسبة إلى منطقة القبائل، كما تأسست عام 2001م جمعية "إقبال" التي مهمتها جذب المغاربيين الناطقين بالعربية إلى المسيحية، حيث تقوم الجمعية كل يوم سبت بعقد اجتماع أسبوعي بالداخلين الجدد في المسيحية من المغاربيين، وتقديم النصائح لهم من أجل تعميدهم نهائياً. كما أشار الموقع إلى أن عدد المغاربيين الذين اعتنقوا المسيحية بلغ في السنوات القليلة الماضية 7 آلاف، مقابل حوالي 50 ألف مسيحي فرنسي اعتنقوا الإسلام، بحسب دراسة أصدرتها الأجهزة الأمنية الفرنسية العام الماضي.
تحياتي