ملابس العيد

وَضَعتُ رَأسِي عَلى الوِسَادَةِ، وأَنَا أَحلُمُ بِمَلابِسِ العِيدِ التِي اشتَرَيتُهَا مِنَ السُّوقِ أَنَا وماما.


ثَوبُ مَلِيءٌ بِالأَزهَارِ، لَهُ جَيبَانِ كَبِيرَانِ، وكَشَاكِشُ بَيضَاءُ جَمِيلَةٌ تُلفِتُ الأَنظَارَ، وحِينَ أَمُدُّ يَدِي وأَلُفُّ بِحِذَائِي الأَسوَدِ اللمَّاعِ الجَدِيدِ، تَنفَرِدُ طَيَّاتُ ثَوبِي لِتَرسُمَ دَائِرَةً كَبِيرَةً .. أَقِفُ أَنا فِي وَسَطِهَا.


تَمَنَّيتُ أَنْ أَظَلَّ أَلُفُّ وأَلُفُّ وأَلُفُّ.. إِلا أَنَّ ماما أَمَرَتْني أَنْ أَخلَعَ الثَّوبَ الجَدِيدَ. قَالَتْ: إِنَّهُ لِلعِيدِ. لَم يَأْتِ العِيدُ بَعدُ!


جَلَستُ عَلى المِقعَدِ القَرِيبِ بِهُدُوءٍ، ورَفَعتُ قَدَمَيَّ لأَرَى جَمَالَ الحِذَاءِ الجَدِيدِ، وإِنْ كَانَ يَلِيقُ بِالثَّوبِ!
قَالتْ ماما: سَيَتَجَعلَك. عَلِّقِيهِ في الخِزَانَةِ، يا حَبِيبَتِي.


خَلَعتُهُ. عَلَّقتُهُ.. ثُمَّ لَبِستُهُ مَرَّةً ثَانِيَةً لأَتَأَكَّدَ مِن أَنَّ طُولَهُ مُنَاسِبٌ.
خَلَعتُهُ. لَبِستُهُ. خَلَعتُهُ .. قِستُهُ خَمسَ مَرَّاتٍ، حَتَّى أَخَذَتهُ ماما وعَلَّقَتهُ في خِزَانَتِهَا.


لَبِستُ مَلابِسَ النَّومِ. قَبَّلتُ ماما وبابا .. : تُصبِحونَ عَلى خَيرٍ،


ثُمَّ دَخَلتُ غُرفَتِي، واندَسَستُ في فِرَاشِي.
أَغلَقتُ عَينَيَّ وتَخَيَّلتُ ثَوبِي ..


فَتَحتُ عَينَيَّ..
سَحَبتُ غِطَائِي إِلى أَعلَى أَكثَر، ونَظَرتُ إِلى أَحلَى حِذاءٍ لِلعِيدِ!