هاشم البغدادي.... شهاب في سماء الخط العربي

[الدكتور ياسر منجي]

الفنان المرحوم هاشم محمد البغدادي [1919-1973م / 1340 - 1393هـ] علم بارز من اعلام الخط العربي في العراق وفي العالم العربي والاسلامي.
ولد في مدينة بغداد وأخذ الخط عن الاستاذين الملا عارف الشيخلي والحاج علي صابر وحصل على أول اجازة في الخط العربي عام 1943 من الاستاذ الملا عارف الشيخلي.
عمل خطاطا مستخدما في مديرية المساحة العامة والتقى هناك بحكم عمله مع الخطاطين امثال صبري الهلالي وعبدالكريم رفعت.
سافر الى مصر فقدم الى الامتحان في القاهرة عن طريق مدرسة تحسين الخطوط في الاسكتدرية وبواسطة محمد ابراهيم وقد حصل على الدبلوم بدرجة امتياز في سنة 1945
اتصل اثناء تواجده في مصر بالخطاط المشهور حســــــني والخطاط سيد ابراهيم فاجازه اجازة تامة في انواع الخطوط واجازه الاستاذ حــــــــامد الآمدي مرتين
له من الاثار الفنية الفريدة وخاصة الخطوط النفيسة على مسكوكات الجمهورية العراقية والتونسية والليبية والسودانية والمغربية , وكتابة الخطوط الجميلة في عدد من جوامع بغـــــــداد لعل اخرها كان جامع الحاج محمود (بنية)
اصدر كراسته الفربدة حول الخط ( قواعد الخط العربي ) سنة 1961
سافر الى المانيا سنة 1967 وسنة 1970 موفدا من قبل وزارة الاوقاف للاشراف على طبع المصحف الشريف
تخرج على يديه عدد من الطلبة البارزين منهم , عبدالغني العاني, صادق الدوري وصلاح شيرزاد واخرون غيرهم. ولم يجز سوى تلميذا واحدا هو عبدالغني العاني
توفي رحمه الله يوم الاثنين 1973/4/30 ودفن في بغداد.
وصفه الشاعر مهدي فاضل المعمار بهذه الأبيات:

أأسـتـاذ فـن الـخـط في كل بقعــة لـه أثـــــــر يـنـبـي بآيــــــــاته الغــــــــــرِ
وفـي كـل حـرف خـطه ألق الســنا وفـي كـل لوح صاغـــــه روعــــة السحر
لـك الـمـجـد فيمـــــا أبدعته يراعـة صـنـاع ومـا أوحى به ثاقب الفكــــــــــــر
ويـا طـالـمـا ســاءلت نفسي حائراً وفـنّـك مـن سطر يشـــــــــع إلى سـطر
أألـهـمـت تنميق الحروف من السما تـنـمّـق ما فيهـــــــا من الأنجم الزهـــــر
أم إن تـلـك الـخــــــالـدات نواســـخٌ بـهـا حـلَّ فنّ الخـــــالدين على الدهـــر
أم الـســـــــــــر لا هـــــــذا ولا ذاك إنما هو السحر يجري في أناملك العشر
أخـطـاط هـذا العصر حســـبك رفعةً بـخطـــــــك إن صيّرته آيـــــــــة العصــــر
وحـســـــبـك مـا خـلفتــه من مآثـر سـتـبـقـى على الأيام خـــــالدة الذكر