عُدتَ يا عيدُ ما حسِبناكَ عِيـدا!!=لم نجد فيـك أيَّ شـيءٍ سعيـدا !!
لم يعد فيك مـن معانيـك معنـىً=غير أن نُسبلَ الـرداءَ الجديـدا
أكبِرنا ؟! فـلا نـرى فيـك إلاّ=حسرةَ العمرِ والزمـانَ العهيـدا
أين تلك الأيامُ إذ كُنـتَ فيهـا=-أيها العيدُ مثلمـا أنـتَ - عِيـدا؟!
كان للعـيدِ ألفُ طعمٍ وطعـمٌ= كان عـيداً وإن أكـلـنا القديـدا!
أهو العيـدُ ؟!! مـا عهدنـاهُ إلاّ=منهـلاً للسـرورِ ثـرّاً فريـدا!
فلماذا قد جـاءَ يوماً عبوسـاً= ولمـاذا نراهُ ضيــقاً شـديـدا؟
أيُّ عيـدٍ والحـزنُ فينـا مقيـمٌ=عاشَ فينـا ولا يـزالُ مديـدا؟!
أيُّ عِيدٍ والقـدسُ فيـهِ رهـيـنٌ=والشقيقُ المُعيـنُ صـار لـدودا؟!
أيُّ عِيدٍ وإخـوةُ الديـنِ شتّـى=قد تناسوا دربَ النضالِ المجيـدا؟!!
بين عزمٍ رغـمَ الحصـارِ عصـيٍّ=أنبتَ المجدَ فـي النفـوسِ تليـدا
وفريـقٍ رأى الهـوانَ سـلامـاً="فترى القـومَ" رُكّعـاً وسجـودا!!
قد خبرناهـمُ الأبـاةَ صمـوداً=ورأيناهـمُ الرجـالَ الأُســودا !
فإلى الحُسنييـنِ : نصـرٌ مبيـنٌ=أو إلى الخُلدِ إذ نـزفُّ الشهيـدا
يا عرينَ الأفذاذِ إن غـابَ بـدرٌ=شعَّ نجمٌ في النشءِ منكـم وليـدا
يثلجُ الصـدرَ أن نراكـم جميعـاً=كم نُمنّي النفوسَ عـوداً حميـدا
أيّها العيدُ ما انتظرناكَ بـؤسـاً= يوردُ المـوتَ أو يفتُّ الكـبودا!
أيُّ عيدٍ وأمّـةُ العـربِ ثكلـى=وكلابُ الأعداءِ أضحت فهودا؟!
أيُّ عِيـدٍ والرافدانِ دمــاءٌ=يا لِبغدادَ ..كم تناجي الرشيـدا؟!
أيُّ عيـدٍ ونحـنُ نمضـغُ وهمـاً=زيّْنَوا زيفَهُ ..أجـادوهُ كيـدا؟!
فالعراقُ المجيدُ أضحـى خرابـاً=والرجالُ الأحرارُ سِيقوا عبيـدا
و جـبينُ الإبـاءِ شُـجَّ بغـدرٍ=من بني العربِ حين خانوا العهودا!
قدّموهُ وليمـةً واستساغـوا=أن يروا ضيغماً أسيـراً طريـدا!
وأطاعوا من قادةِ الغـربِ قـولاً= واقْـَتفوا مَكْرَهـم.. رأوهُ سديدا!
نطلبُ البـُرءَ من يدِ الداءِ بَطشاً= هَل نـداوي إذا قَطـَعنا الوريـدا؟
اجترعنا من زائـفِ القولِ وعداً= وإذا بالوعـودِ صارت وعـيدا!!
أمـةُ العـربِ أُمّتـي ..وانتمائـي=يتعـدّى قيودهـا و الـحـدودا
اقتسمنا مـواردَ الديـنِ هَديـاً=واشتركنا الأصولَ فخراً جـدودا
ليس عيداً إن كنتُ فيـهِ قريـراً=وأرى إن نظرتُ شيخـاً شريـدا
ليس عيداً إن نلتُ فيـهِ سـروراً=وأرى في البـلادِ قلبـاً كميـدا
لستُ أرضاكَ أيها العيـدُ عيـداً=إن بكينا في كـلِ يـومٍ فقيـدا
لستُ أرضاكَ مثلما جئتَ ..كـلاّ=لستُ أرضى وإن وُهبتُ الخلودا