إخواني الأعزاء
إن تعلم اللغات والاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى أمر حسن يوسع من مدارك الانسان وينمي رصيده المعرفي ويجعله أقدر على فهم الآخر والتحاور معه بشكل جيد. لكن المحذور في هذا الباب هو الوقوع تحت التأثير السلبي للغة والثقافة الأجنبيتين والإعجاب المبالغ بهما والاندفاع في نصرتهما والتبشير بمزاياهما مع ازدراء اللغة الأم والثقافة الوطنية والتفريط في أعز مقومات الأمة وأهم محدد لهويتها. هذا السلوك المعوج يؤدي بصاحبه إلى السقوط في مهاوي التغريب والاستلاب والتنكر لهويته وحضارة أمته. وبالتالي يصبح ولاؤه للآخر ونمط حياته ونظرته للأمور على غرار ما يراه الغير. هنا يكمن الخطر و يتم انسلاخ الانسان من مقومات انتمائه الأصيل ويستبدلها بأنماط دخيلة غريبة عن بيئته الطبيعية ومحيطه الاجتماعي.
_______
تحية أصيلة
محمد بن أحمد باسيدي