إلى صوته الملائكي الذي زارني ليلاً فسكب في أذني كلمات بلون الجلّنار
إلى ذلك الصادق في وعده، والوفي في حبه، الموجود في وقتي، كلما أرقني حزن وجدته يقف بالقرب من وسادتي، كي يمسحَ عن جبيني عرق الأرق، ويهديني السكينة والأمان..
هل ستعرف أنني أحبك عندما يزورك ملاك الموت يوماً؟
وهل سأدرك أنا أنني أحبك عندما تتعالى حشرجات الموت في صدري، وأمدَّ يدي نحوك، فتخونني قواي، فلا أستطيع لمس أصابعك للمرة الأخيرة؟
وهل سيغفر لنا الله خطايانا في تبديد أجمل الأوقات دون أن نقول لبعضنا إن الحياة دون وجودنا معاً، موت محقق لامحالة؟
هل ستعذرنا الحياة بعد انقضائها، لأننا لم نزرع في حدائق أحلامنا وبساتينها وروداً حمراء؟
هل ستعذرنا فناجين القهوة، لأننا تركناها تبرد، وهي تنتظر شفاهنا كي تطبق عليها، فيما واحدنا ينظر بشوق في عيون الآخر؟
كتب ماركيز رسالته الأخيرة، موجهاً كلماتها إلى جميع الأصدقاء، حتى انتشرت الرسالة تلك عبر الانترنت فيما ماركيز كان ينازع الموت، يحيط الجميع معرفة، في تلك اللحظات الأخيرة من حياته، منتظراً قطار الموت كي يحمله بعيدا عن حياة يعشقها جداً، لكن مرضه خذله أخيراً وجعله يركب عربة المسافرين؟!
في رسالة ماركيز الأخيرة دعوة إلى الحب والحياة والأمل، وفيها أيضاً دعوة إلى كل البشر لكي لا يضيّعوا ثانية واحدة من حياتهم من دون حب، أو دون تصريح بالحب، فهو كما قال، نادم على كل لحظة أضاعها في النوم!! دعوني، اقتطع بعضاً من تلك الرسالة (الماركيزية):
(سأبرهن للناس كم يخطئون لو اعتقدوا أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، فهم لا يدرون انهم يشيخون اذا توقفوا عن العشق..
قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه.
لو كنت أعرف انها المرة الأخيرة التي أراكِ نائمة، لكنت أخذتك بين ذراعيّ، لأصلي من أجل أن يجعلني الله حارساً لروحك.. لو كنت أعرف أنها دقائقي الأخيرة معك، لقلت (أحبك)، ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك!
هناك بالطبع يوم آخر، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل خيراً، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، لكنت قد قلت لك: كم أحبك، وأنني لن أنساكِ. لأن الغد ليس مؤكداً، لا للشاب ولا للكهل. ربما هذا آخر يوم نرى فيه من نحب، فلنتصرّف، لئلا نندم، لأننا لم نبذل الجهد الكافي لنبتسم، لنحنّ، لنطبع قبلة، أو لأننا مشغولون عن قول كلمة فيها أمل.
احفظوا من يحبكم وتحبّون إلى جواركم.. وقولوا لهم همساً، انكم في حاجة اليهم، احبوهم واهتموا بهم، وخذوا الوقت الكافي،كي تقولوا لهم أيضاً: نفهمكم، سامحونا، من فضلكم، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفونها.
لن يتذكر أحد أفكاركم المضمرة، فاطلبوا من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهنوا لأصدقائكم وأحبائكم محبتكم لهم).
وأخيراً أقول: خذوا أيها الأحبة بنصيحة ماركيز، قبل فوات الأوان، وقبل أن يداهم الموت قلوبكم، فلا ينفعنكم الندم حينها، ولات ساعة مندم!