أخي الكريم
محمود النجار
إن شعور الفرد منا بالعزة والإيمان هو الذي يدفعنا إلى الثبات على الحق , وعدم الركون أمام أبواب النفاق والانهزام أمام سطوته .
فالإنسان السوي دائما يبقى عزيز النفس , حر الإرادة , لا يقبل الهوان ولا الذل , ولا الانكسار وشعوره بهذه المعاني الكريمة السامية يدفعه لاحترام نفسه ومن حوله ..
ونعترف يا أخي محمود بأن النفاق في زماننا الغابر هذا قد استشرى في كل مكان نحن فيه ذلك لأن الصدق بات عملة نادرة , و نسينا أن ديننا الذي فطرنا الله عليه مبنيا على الصدق وقول الحق دون خوف ولا وجل إلا من الله , لا على النفاق والكذب والمجاملة
{ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ }
(الأحزاب 24 )
كتاب الله وسنة نبيه هو خير دليل لنا لنعلم منه صفات المنافقين الذميمة الكريهة النتنة , ويبين لنا أن باطنهم المملوء بالكبر والحقد والكذب والغرور غير ظاهرهم
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }
( المنافقون4 )
وما يجب علينا أن لا ننخدع بهؤلاء بل نواجه هذه الحركة القاتمة في مجتمعنا بالحكمة والفطنة , وتفويت الفرصة عليهم بفتح أبواب الشرّ , وإن استلزم الأمر نعود إلى مناصحتهم سرا للتخلص من هذه الصفات الذميمة والمرض الخبيث لئلا تتزعزع الثقة فيما بيننا وبينهم وحين لا نفلح في غلق أبواب النفاق نعود إلى أنفسنا ونقول لها كما قال إبراهيم بن العباس :
خلّ النفاق لأهله ** وعليك فالتمس الطريقا
واذهب بنفسك إن ترى ** إلا عدواً أو صديقاً
المفضلات