أجراس الأمل
التربية الجديدة

***********
للطفولة جمالها الخاص . . وطعمها المميز . . والأطفال وحدهم يدركون لذة اكتشافهم للأشياء . . وبراءة العلاقة معها . .
وجيلنا أصبح مغرماً بالعناية بالطفولة . . وربما ليعوض من خلالها طفولته الضائعة . . حيث جيلنا الوحيد ربما - الذي عاش بلا طفولة ! !
من هنا نجد العديد من الأسر الفقيرة والمتوسطة الحال تبذل " دم قلبها " من أجل توفير السعادة لأطفالها حتى ولو كانت تستدين من أجل توفير سبل الراحة والطأنينة
وضمان أفضل وسائل التريبة الحديثة ! حتى أننا نجد الكثير من تلك الأسر الغارقة في الديون تعلم أطفالها في مدارس خاصة وبتكاليف باهظة !
وكل ذلك مشروع ومفهوم . . والغرض منه إنشاء جيل خال من العقد ومركبات النقص ، منفتح على الثقافة الإنسانية من أوسع آفاقها .
أحدهم فاجأته بناته الصغيرات بالواجبات المدرسية ( ! ) التالية :
1 - حفظ دعاء الدخول للحمام ودعاء الخروج من الحمام !
2 - حفظ دعاء النوم ودعاء الاستيقاظ من النوم !
3 - حفظ دعاء الخروج من المنزل دعاء دخول المنزل !
4 - حفظ دعاء الصباح في المدرسة !
5 - حفظ دعاء الأكل و دعاء الانتهاء من الأكل !
6 - حفظ دعاء الاستحمام ودعاء الانتهاء الاستحمام !
7 - حفظ دعاء الجلوس ودعاء القيام . . و . . و . .
ودار رأسه وذهب إلى المدرسة . . وهي مدرسة خاصة يسألهم فأجابوه : هذه هي التربية الدينية الصحيحة !
فقال : لكننا عائلة متدينة نحفظ القرآن ونصلي الفروض الخمسة . . ولم يعلمنا أهلنا في طفولتنا كل هذه الأدعية ، فأجابوه : نحن من زمن آخر غير زمن أهلك ! !
بعد أسبوع عاد إلى المدرسة هائجاً لأن ابنته الكبرى لم تعد قادرة على النوم بسبب تخويف مدرستها لها من النار وعذاب إن لم تحفظ دعاء النوم . . وهدد برفع الأمر
إلى الجهات المسؤولة ، لأن الأطفال في تلك السن لم تقرر لهم مثل تلك المقررات المعقدة ! !
وكانت النتجة أن المدرسة المحترمة أشاحت بوجهها عنه وأنصرفت بحجابها المحترم لشؤونها ! !
ووقف حائراً ! !
بعد شهر أضرب أطفاله عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الرعب الذي سيطر عليهم مما سمعوه باسم الدين !
وتساءل مع مجموعة من أصدقائه :
- بربكم هل هذه تريبة دينية ، أم تريبة " تطفيش من الدين " ؟ !
لقد كفرونا ! !
همس أحد أصدقائه في أذنه :
- مصيبتي أكبر من مصيبتك ، فطفلي يكتب بيده اليسرى ويومياً تحذره مدرسته من عذاب النار ، لأن الكتابة باليسرى في عرفها الديني حرام ! !
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أحمد الشملان